فى الصميم

لاتخطئوا الحساب!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

رغم صعوبة التحديات التى نواجهها، فإن مصر تتصرف بهدوء وثقة تليق بالقوى التى تقدر المسئولية وتعرف كيف تحمى الحقوق، وكيف تمنع أى تهديد لأمنها، وكيف تفرض على الجميع سلام القوة الذى لايترك مجالا لحماقات البعض أو استفزازاتهم ان تمضى دون ردع يوقفها عند حدها حين تدرك عواقب الأمور!! بكل المسئولية تعاملت مصر مع الأوضاع فى ليبيا. تمسكت بأن الحل السياسى هو الحل، وبأن شعب ليبيا وحده هو صاحب الحق فى تقرير مصيره، وبأنه لا مكان فى ليبيا لميلشيات الارهاب الاخوانى الداعشى ولا لقوات الغزو العثمانى واطلقت إعلان القاهرة ليكون خارطة الطريق للحل الذى ارتضاه شعب ليبيا لنفسه.
وفى نفس الوقت كان التأكيد على أن أى تهديد لأمن مصر من حدودها الشرقية سيقابل بالرد الصاعق، وأن المعنى فى تحويل أرض ليبيا إلى مركز لإرهاب يهدد أمن المنطقة برعاية عثمانية أردوغانية وتمويل قطرى، هو جريمة لا يمكن السكوت عليها لا من جانب مصر أو العرب أو دول العالم التى ستدفع الثمن ان تغاضت عن الخطر وارتكبت الاخطاء  التى ارتكبتها حين سكتت ذات يوم على الجرائم المماثلة التى دمرت سوريا واليمن وكادت تدمر باقى العالم العربى لولا ٣٠ يونيو التى اسقط فيها شعب مصر الحكم الاخوانى الفاشى، وعطل المؤامرة التى استهدفت الجميع.
على الجانب الآخر والأهم.. كانت أثيوبيا تواصل الدور المشبوه لتحويل مياه النيل من عامل وحدة وتقارب وتعاون بين شعوب الوادى، الى قنبلة  متفجرة بهذا التعنت فى قضية السد، وهذا العداء المفتعل من جانب المسئولين فى أديس بابا لشعب مصر ولمصالح دولتى المصب (مصر والسودان) وحقوقهما الثابتة والمشروعة فى مياه النيل.
الآن.. تضع مصر قضية ليبيا امام اجتماع وزارى لمجلس الجامعة العربية ليدرك الجميع حجم الخطر ويبادروا بمنع المؤامرة من الاكتمال والوقوف ضد الغزو التركى وحكم ميلشيات الارهاب، وتضع مصر ملف السد الاثيوبى امام مجلس الأمن ليتدارك الموقف قبل ان يصل لنقطة الانفجار.
وتكتمل الرسائل المصرية بما أكده الرئيس السيسى بالأمس اثناء تفقده لقاعدة نجيب العسكرية على حدود مصر الغربية من أن جيش مصر وهو من أقوى جيوش المنطقة هو الجيش الرشيد الذى يحمى ولا يهدد، والقادر دوما على الدفاع عن أمن مصر.. داخل وخارج حدودها.
نرجو أن تصل الرسائل، وان يفهم الجميع ان مصير الشعوب لاينبغى ان يخضع للحماقات أو الاوهام المستحيلة، وان مصر حين تنحاز للسلام فأنها تفعل ذلك عن ثقة فى أنها تملك الحق وتملك القوة التى تحمى هذا الحق من أى عدوان.
الرسائل المصرية واضحة.. فلا تخطئوا الحسابات!!