رئيس «الرقابة الفنية»: لا نستطيع السيطرة على أغاني المهرجانات

الدكتور خالد عبدالجليل
الدكتور خالد عبدالجليل

قال الدكتور خالد عبدالجليل، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، إنه عندما تلقى خبر تعيينه رئيسا للجهاز تخيل أمامه المقص الشهير الذي يرمز للرقابة، ولم يكن يتوقع المنصب لأنه ليس طموحه أو اتجاهه، موضحا أنه درس السينما وأصبح أستاذ سيناريو، والصدفة البحتة هي التي قادته للمنصب، لكنه اكتشف أنه فرصة لتحقيق التوازن في علاقة المبدعين وهو أحدهم، والدولة، ولذلك يطالب بأن يكون رئيس الجهاز دائما من بين المبدعين للحفاظ عليهم وعلى علاقتهم بالدولة، مشيدًا بوعي المبدعين تجاه حالة الوطن وإدراكهم لقضاياه، ولذلك كانوا أكثر التزاما بالحفاظ عليه.

وأضاف، في حواره مع الإعلامي سمير عمر، ضمن حلقة اليوم الثلاثاء، من برنامج "أهل مصر"، المذاع على قناة "سكاي نيوز" عربية، أن القانون المنظم لعمل الجهاز عتيق جدا، ويضع خطوطا حمراء على كل ما يتعلق بصورة الدولة وأمنها القومي، ومنع كل ما من شأنه إثارة الفتنة الطائفية أو أي شيء يعكر المزاج العام، مشددًا على ضرورة أن تكون لدى الرقيب قراءة واسعة للواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وإدراك لحالة المزاج العام الذي هو بطبيعته متغير، ويراعى كل ذلك عند إصدار قراره بشأن سيناريو ما، موضحا أنه قد يرفض عملا اليوم لكنه يقبله بعد شهر مثلا نتيجة حدوث تغيرات في واقع المجتمع ومزاجه العام، ولذلك أصبحت صلاحية السيناريو للتنفيذ سنة واحدة، وفي حالة عدم تصويره تتم مراجعته مرة أخرى.

وأوضح "عبد الجليل"، أن عمل الجهاز يتمثل في مراقبة كل ما هو سمعي وبصري سواء أفلام أو مسلسلات أو إعلانات أو أغاني أو رقص، والحفلات سواء حية في مكان ما، أو من خلال وسيط تقني، مؤكدا عدم قدرة الجهاز على مواجهة ما يسمى أغاني المهرجانات لأن وسائل الاتصال المعاصرة أصبحت كثيرة جدا، والبث أصبح في لحظات، وعندما يبدأ الجهاز التحرك تكون الأغنية وصلت للملايين، ولا يملك إلا ملاحقتها قضائياً وهو ما يستغرق وقتا طويلا، ولا يستطيع الجهاز السيطرة إلا على السينما والمسرح والأغنية التي توزع على اسطوانة مدمجة (CD).

ولفت إلى أنه لا يهتم بالمطالب الشعبية التي تنتشر على مواقع التواصل عند ظهور أغنية هابطة وتسأل "فين الرقابة" لأن القانون يحكمه، وهو يراقب الأغنية من حيث الكلمات وطريقة الأداء فقط وليس مسؤولا عن اللحن أو الصوت، كما أن الجهاز لا يملك السيطرة على ما سماه الأفلام الشعبية التجارية الرخيصة التي ظهرت في بدايات الألفية الثالثة وتعرضها بعض الفضائيات سواء المعروفة أو المجهولة لأنها اشترت حقوق بثها، لأنه يراقب الفيلم مرة واحدة عند عرضه للمرة الأولى فقط.

وردا على ما أثير من مشكلات بين الجهاز، بسبب بعض الأفلام مؤخرا مثل "مولانا" و"اشتباك" و"كارما"، قال إنه لا يوجد فيلم يرضي كل الأذواق بسبب اختلاف الثقافات، فمثلا فيلم "مولانا" يتحدث عن شيوخ الفضائيات وهو ما قد يسعد البعض، لكنه يغضب محبي الدعاة، كاشفا عن أنه قرر تأجيل بعض الأفلام - لم يسمها - لأن اللحظة السياسية لم تكن مناسبة.