تمثال للعالم المصري «الطنطاوي» بجامعة سان بطرسبورج.. تعرف على القصة

العالم المصرى محمد عياد الطنطاوى
العالم المصرى محمد عياد الطنطاوى
العالم المصرى محمد عياد الطنطاوى ابن قرية نجريج التابعة لمركز بسيون محافظة الغربية له ثلاثة تماثيل من تصميم الدكتور أسامة السروى أستاذ الفنون بجامعة حلوان والمستشار الثقافى لمصر بروسيا الأسبق.
 
التمثال الأول وضع بجامعة سان بطرسبورج عام 2013 والثانى بمكتبة القاهرة الكبرى والثالث بقرية نجريج وضع عام 2016 فمن هو الشيخ الطنطاوى وما هى حكايته؟.
 
 
يشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء إلى أن الشيخ محمد عياد الطنطاوى هو أول عالم عربى يدخل اللغة العربية إلى روسيا الاتحادية وقد نشأ والد الشيخ الطنطاوى بقرية محلة مرحوم القريبة من قرية نجريج وكان عادة السيدات فى القرى أن تلد فى بيت والدتها فولد الشيخ محمد عياد الطنطاوى فى قرية نجريج مسقط رأس والدته وكان والده يعمل تاجرًا متجولًا حتى توسعت تجارته وأصبح لها وكالات تجارية بربوع مصر.
 
وانتقل إلى طنطا مما ساعد الشيخ الطنطاوى على حفظ القرآن الكريم والعلوم المختلفة بالجامع الأحمدى بطنطا وأكملها بجامعة الأزهر وكان يدرس الأدب بطريقة حديثة فى وقت كانت دراسته محرّمة وجذب إليه المستشرقين واشترط عليهم أن يعلمهم اللغة العربية ويعلمونه لغات بلادهم فأتقن عدة لغات أجنبية وعاش خمسون عامًا وأصيب فى آخر أيامه بالشلل الرعّاش ولم يستسلم لذلك واستمر فى عمله العلمى حتى أنجز 200 مخطوطة ودفن بروسيا فى مقبرة إسلامية وخلدت روسيا ذكراه ووضعت له تمثالاً بجامعة سان بطرسبورج.
 
ويضيف الدكتور ريحان أن الشيخ محمد عياد الطنطاوى من رواد حركة التنوير وصديق الشيخ رفاعة رافع الطهطاوى وهو أحد أساتذة الأزهر الشريف الذى سافر إلى بطرسبورج فى عصر محمد على بناءً على رغبة القيصر الروسى نفسه الذى حرص على وفادة أستاذ عربى متمكن إلى روسيا ليعلم الروس اللغة العربية وسافر عام 1840 وقضى بها 25 عامًا ووصل لدرجة أستاذَا لكرسى اللغة العربية بجامعة بطرسبورج وقد تعلم على يديه مئات المستشرقين الروس ومعظم الدبلوماسيين الروس هم تلامذة الشيخ الطنطاوى .
 
ويوجد للشيخ الطنطاوى 150 مخطوطة بجامعة ليننجراد ومخطوطات بخط يده بمعهد الدراسات الشرقية بموسكو ومخطوطات لرسائله لعلماء وأدباء أوروبا محفوظة بجامعة هلسببكوفورس وقد تميزت أعماله بتحليل اللغة الفصحى والعامية إلى جانب منهجه التعليمى فى تناول المادة بشكل يجعلها ميسرة.
 
ويعد الشيخ الطنطاوى همزة الوصل العلمية والحضارية والثقافية بين مصر وروسيا وقد أهدى الدكتور حسين الشافعى رئيس مجلس إدارة  المؤسسة المصرية الروسية للعلوم والثقافة 200 مخطوطة للشيخ الطنطاوى للمهندس ماهر أنور شحاتة عمدة قرية نجريج لكى يستفيد منها الباحثين بقريته ومحافظته .