هشام سعد يكتب: صالح كامل .. الرجل البسيط

هشام سعد
هشام سعد

"يا ولدي أنا مجرد رجل بسيط" .. بهذه الكلمات الموجزة التي فاجأني بها وهو يبتسم ويربت على كتفي، خلال التحضير لحفل زفاف إحدى بناته الكريمات بالقاهرة، بدأ الشيخ صالح كامل "رحمه الله" حديثه معي، تحفظا منه على ما قد يحدث من اهتمام إعلامي مبالغ فيه.

كان رحمه الله يريد بصدق ألا يكون هناك أي مظهر من مظاهر تسليط الضوء المعروفة عن مناسبات المشاهير ونجوم المجتمع، فقد كان يرى نفسه مجرد رجل بسيط يفرح بزفاف كريمته .. ولكن حُب الناس له ولأسرته كان أكبر من رغبته، فكانت مصر كلها تشاركه الفرحة، ولم لا وهو من قدم الكثير لمصر التي كان يعشقها ويعتبرها بلده الثاني .

كان "رحمه الله" يمارس البساطة مع الناس بكل جوارحه، لأنها نابعة من إيمانه وقناعته وتصديقه بحديث رسولنا الشريف "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ، عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ هَيِّنٍ سَهْلٍ".. فالبساطة كانت تمثل له نوعا من أنواع العبادة، امتثالا لكلام الله الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم .

هذه البساطة حولته في أعين الناس الذين عرفوه عن قرب، إلى رجل آت من عالم آخر، رجل جاء إلى الدنيا ليؤدي رسالته كصالح ومصلح، رجل آمن أن الله قد خلقه لإعمار الأرض، فعمّر وأحسن، إيمانا منه بوعد الله الحق "لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ".

" كان صالح وكامل، راضي بحاله والمكتوب .. دايما بيضحك، ومتهيألي .. عمره ما عملش ذنوب".. رحم الله الرجل "الهَيِّنٍ السَهْلٍ القَرِيب من الناس، رحم الله الوالد والحبيب الشيخ صالح كامل.