حوار| سلوى محمد علي: أنا صعيدية وأعشق القراءة والحرية

سلوى محمد علي
سلوى محمد علي

فنانة مميزة..تحمل ملامح مصرية أصيلة..وبصمة فنية خاصة، شهرتها تأخرت أكثر من عشرين عاما، لكنها أثبتت أن النجومية لا عمر لها، ونجحت بعد سن الأربعين في تحقيق مكانة فنية كبيرة، بسبب موهبتها المميزة والبصمة الخاصة التى تضفيها على كل دور تقوم به.

أما بعيدا عن الكاميرا فهى صعيدية عنيدة.. تكره القيود.. وتعشق التأمل، تفضل ركوب الأتوبيس، وتحب الملابس العملية، والجلابية الشرقي، والإكسسوارات البسيطة.

هى الخالة الطيبة خيرية في عالم سمسم، والأم القوية اعتماد في «لأعلى سعر»، وأخيرا الأم الأرستقراطية درية في مسلسل بـ100 وش،هى الفنانة سلوى محمد على.
.....................؟
أنا صعيدية أصيلة،أبى من سوهاج وأمي من الأقصر، ولدت في قنا، وانتقلت مع أسرتي للقاهرة لنستقر في منطقة القلعة الشعبية. كنت أكبر أخوتي الستة، وكانت أمي تعمل مدرسة، وحازمة في تربيتها، فكنا دائما نختلف ونتشاجر، أما أبي فكان يعمل مهندسا، وكان متفتحا لا يفرق بين الولد والبنت، بل يحب السينما،ويشجعني على الاهتمام بالفنون المختلفة، ويصطحبني للسينما في أيام الإجازات.

.....................؟

ارتبطت كثيرا بأبي، وتمنيت الالتحاق بالهندسة مثله، لكن مجموعي الصغير لم يسمح لي إلا بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، ورغم أن أمي كانت ترفض عملي بالفن،إلا أن أبى كان يترك لي حرية الاختيار، بل وشجعني بعد التخرج على سفري إلى لندن مع أخي الذي يدرس هناك، وعشت عاما كاملا بالخارج، خضت خلاله تجربة العمل والاعتماد على النفس،واستفدت كثيرا من هذه التجربة.

.....................؟

بعد عودتي من الخارج عينت في مسرح الطليعة، وتعرفت بزوجي المخرج الراحل محسن حلمي، وشعرت أنه يشبهني كثيرا، فنحن الاثنان لا نحب القيود ونفعل ما نؤمن به، فانجذبنا لبعضنا بسرعة، وقررنا الارتباط، ووسط دهشة الجميع، تزوجنا بدون دبلتين، وأقمنا حفل الزفاف في حديقة القلعة، أما أمي فرحبت بزواجي دون اعتراض، لمجرد أن تستريح من همى وتطمئن علىّ بعد أن فقدت الأمل في زواجي بسبب عملي بالفن وزواج شقيقتي الأصغر منى.

.....................؟

بعد الزواج أنجبت توأمي مي ومريم، وتفرغت لهما، واتفقنا أنا وزوجي على تربيتهما على الحس الفني، فكانتا منذ طفولتهما تمارسان الموسيقى والرسم والباليه، وبعد خمس سنوات عدت للعمل المسرحي وانشغلت كثيرا بالمسرح الذي أعشقه، لكنه لم يحقق لي شهرة جماهيرية،كما انشغلت أيضا بالعمل الصوتي في الإذاعة وفى الأعمال المدبلجة وقناة ديزنى، أما الشهرة الحقيقية فعرفتها مع سن الأربعين من خلال دور الخالة خيرية في مسلسل الأطفال «عالم سمسم»، ثم توالت الأدوار من خلال مسلسلات وأفلام مثل الحارة، فيلم البطل، رجل ضد القانون، مسلسل ذات، سجن النسا، لأعلى سعر، وغيرها الكثير.

.....................؟

أفتقد زوجي كثيرا بعد رحيله منذ شهور، فقد كان إنسانا رائعا، وطيبا ومتواضعا، ورغم أننا ربينا ابنتينا على حب الفن إلا أنهما رفضا العمل به، فدرستا البيزنس، وسافرت مي لدراسة إدارة الثقافة في ألمانيا، لكنها لم تعد، بل فضلت العمل والاستقرار هناك. أما مريم فاستكملت دراستها بأسبانيا لكنها عادت لمصر لتعمل في مجال التسويق.

.....................؟

أعتز جدا بجذوري الصعيدية، وأشتاق لكل مكان في قنا، شارع المحطة، ومقام سيدي عبدالرحيم القناوي، كما أعشق الملس الصعيدي، والطواجن القناوي الفخار التي يتم صناعتها باستخدام العسل الأسود فتعطي للطعام مذاقا رائعا، حتى القهوة لا أشربها إلا في كنكة فخار قناوي أيضا.أنا أيضا أعشق كل ما يرتبط بالعصر الفرعوني،وأشعر بسعادة كبيرة لأنني أشبه الملكة «تى» أم أخناتون

.....................؟
أعشق القراءة وخاصة في مجال الأدب والفلسفة، وأؤمن كثيرا بقول أرسطو أن أهم عناصر العملية الفنية هم المؤلف أو الملحن أو الرسام أو الشاعر، فهؤلاء هم المبدعون من الدرجة الأولى، أما المؤدى سواء الممثل أم المغنى أم العازف فهم مبدعون من الدرجة الثانية.

.....................؟

أحب الحرية والانطلاق بعيدا عن قيود الشهرة،فأحب ركوب الأتوبيس، ولدىّ اشتراك خاص في أتوبيس مواصلاتي، وأحب المشي في الشارع،والخروج للأسواق،وشراء الخضر والفاكهة بنفسي، كما أنني أعشق البساطة في كل شيء، ولا أنفق أموالا كبيرة على الملابس، ولا أحب المجوهرات، بل أفضل الملابس المصرية والجلابية الشرقي، وإكسسوارات الفضة الشرقية.

.....................؟

استمتعت كثيرا بالعمل مع فريق مسلسل بـ«100 وش» والمخرجة الرائعة كاملة أبو ذكرى،ورغم أن البعض انتقد خروج الممثلين للتصوير قبل رمضان، إلا أنني أقول أن خروجنا للعمل فتح بيوت مئات الأسر،فليس كل الفنانين أثرياء مثل نجوم الصف الأول،ومعظم نجوم الصف الثاني والثالث عملهم غير ثابت، وقد يظلوا فترات طويلة بلا عمل ويتعرضون لأزمات مالية شديدة، فالمسلسل الواحد يفتح بيوت مئات الأسر البسيطة،بعيدا عن النجوم الكبار.