حكاية «الحيثيين والفرس والصليبيين» غزاة كانت لهم أرض سيناء مقبرة كبرى 

الحيثيين و الفرس و الصليبيين
الحيثيين و الفرس و الصليبيين

يشهد التاريخ القديم والحديث بأن أرض سيناء الطاهرة قهرت كل من سولت له نفسه تدنيس طهارتها كما كانت أيضًا حضن الأمان للأنبياء الطاهرين والمسلمين الفاتحين يحملون مشعل الحضارة إليها .


وفى ضوء هذا يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن سيناء أو طور سيناء كما وردت فى القرآن الكريم } وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين{ المؤمنون 20 كما وردت طور سينين } والتين والزيتون وطور سينين { التين 1، 2 وسينين بمعنى شجر ومفردها سينية أى شجرة فالطور أشهر جبالها وأقدس مكان بها وسيناء معناها اللغوى حجر أو بلاد الأحجار وسميت سيناء لكثرة جبالها ومناظر قمم جبالها على شكل الأسنة كانت مقبرة الغزاة عبر كل العصور.


ويضيف الدكتور ريحان أن سيناء قهرت الغزاة حيث واجه رمسيس الثانى (1304-1237 ق.م.) تمرد مملكة خيتا التى ألّبت سكان سوريا ضد مصر وسارت جيوش رمسيس الثانى عبر الطريق الحربى بسيناء لإخماد الفتنة وأعاد كل فلسطين إلى حظيرته وتعرض الفاطميون عن طريق سيناء لخطر الصليبيين فتقدم بلدوين الأول(512هـ ، 1118م) بجيش عن طريق شمال سيناء ووصل غزة ثم العريش وبحيرة سربنيوس التى عرفت فيما بعد باسم (بحيرة البردويل) وعجز أن يتابع سيره داخل مصر فعاد من حيث أتى ومات بسيناء ثم حمل جثمانه للقدس ودفن بكنيسة القيامة.


ويتابع الدكتور ريحان أن جيوش صلاح الدين خرجت عام (566 هـ ، 1170م) عن طريق سيناء بمراكب مفككة حملها على الإبل ولما وصل إلى أيله (العقبة) ركب تلك المراكب وأنزلها البحر ونازل أيله براً وبحرًا حتى فتحها وترك بها حامية أيوبية وعاد لمصر وشيد صلاح الدين بسيناء قلعته الشهيرة بجزيرة فرعون وقلعة الجندى برأس سدر وكان له طريق حربى بسيناء وهو الممر الرئيسى لجيوشه من القاهرة ويبدأ من السويس إلى وادى الراحة بوسط سيناء ثم عين سدر عند قلعة الجندى ثم إلى التمد حيث يتفرع فرعين أحدهما يسير جنوب شرق إلى قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون والآخر يستمر شرقًا حتى يلتقى بدرب الحج عند نقب العقبة .


ويشير الدكتور ريحان إلى عهد المماليك البحرية (648 – 784 هـ ، 1250 – 1382 م) حين استرجع السلطان بيبرس البندقدارى "أيله" بعد أن أعاد الصليبيون احتلالها وزار مكة بطريق السويس – أيله  وفى عهد المماليك الجراكسة (784 – 922 هـ ، 1382 – 1516 م)  بنى السلطان قانصوة الغورى القلاع على درب الحج ومنها قلعة نخل بوسط سيناء .

وينوه إلى أهمية طريق شمال سيناء الشريان الرئيسى للمواصلات بين آسيا ومصر لما له من أهمية اقتصادية واستراتيجية وازدهرت به مدن غزة ، (رافيا) رفح ، رينوكورورا (العريش) ، أوستراكين (الفلوسيات) ، القلس (تل المحمدية) ، بيلوزيوم (الفرما) كمحطات للتجارة بين الشرق والغرب وكان بهذه المدن أنشطة تجارية محلية وبعضها موانئ هامة وبعضها نقاط عسكرية لحماية قوافل وينقسم طريق شمال سيناء إلى ثلاثة طرق ويعتبر الطريق الساحلى أقدمها حيث كانت التجارة والغزوات تفضله لقلة رمله واعتدال هوائه كما تسهل حمايته من ناحية البحر مما جعل له أهميته الحربية فى الفترة الرومانية واليزنطية وازدادت أهميته فى عهد الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى الذى اهتم بتأمين حدود مصر الشرقية ضد أخطار الفرس.


ويشير الدكتور ريحان إلى الصراع العربى - الإسرائيلى وشهدت طرق سيناء عام 1956م العدوان الثلاثى مستخدمين عدة محاور بسيناء وتم احتلال سيناء بواسطة إسرائيل ولكن عادت وحدات الجيش المصرى مرة أخرى إلى سيناء عام 1957م وأخضعت إسرائيل سيناء للحكم العسكرى حين احتلالها عام 1967 وأقامت فى سيناء المستوطنات أهمها أوقيرا بجوار شرم الشيخ ، ذى هاف قرب دهب ، زاحارون 10كم شرق العريش ، ياميت 7كم قرب رفح  حتى معركة الكرامة أكتوبر 1973 وانتصار مصر العظيم ثم توقيع اتفاقية كامب دافيد فى 26 مارس 1979وبدأت مراحل استعادة أرض سيناء وتشبث مصر باسترداد كل شبر فى سيناء ففى 25 يوليو 1979 تم استعادة الساحل الشمالى حتى العريش وفى  25 يوليو 1979 من رأس محمد حتى أبو دربة وفى 25 سبتمبر 1979 من أبو دربة حتى أبو صير وفى 25 نوفمبر 1979 عادت سانت كاترين والمنطقة من أبو صير حتى رأس محمد وفى 25 يناير 1980 تم استعادة المضايق بوسط سيناء والمنطقة شرق المضايق من العريش حتى رأس محمد وفى 25 أبريل 1982 تم استعادة رفح وشرم الشيخ وفى سبتمبر 1988  التحكيم فى المنطقة المتنازع عليها فى طابا وفى 9 مارس 1989 انسحاب إسرائيل من طابا وفى 19 مارس 1989 رفع العلم المصرى على طابا.