فيض الخاطر

الشهيد عماد رشدى

حمدى رزق
حمدى رزق

تعيش الكنيسة هذه الأيام، أيام الخماسين وهى فترة الخمسين يومًا المحصورة بين «عيد القيامة»، و»عيد العنصرة» وهى فترة فرح فلا يُصام فيها، ويصدح فيها اللحن «الفرايحى».
فرحة على فرحة، باستقبال قداسة البابا تواضروس الثانى يوم الأحد أسرة الشهيد عماد أمير رشدى شهيد ملحمة «البرث» وذلك بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية تكريما لأسرة الشهيد وشد أزرهم.
‎ البابا تواضروس عبر عن فخر واعتزاز الكنيسة المصرية بما قدمه الشهيد فى محبة وطنه مصر، التى بذل روحه لأجلها.
‎تعبير بليغ من قداسة البابا صاحب التعبير الخالد وطنيًا: «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن»، البابا الوطنى عينه على الوطن، لا يعدو عينيه، ويبذل رعايته الروحية لأبناء وطنه، ويوصيهم بوطنهم وإخوتهم خيرا.
فرح عم الكاتدرائية بتشريف عَائِلة الشهيد، افتخارا بتضحيته فى حب الوطن، عظيم أن يستشهد أبناؤه فداء للوطن، وتمتزج دماؤهم بدماء إخوتهم، عماد صحب «المنسى» إلى السماء شهداء.. شهداء.. شهداء.
من شاهد ملحمة «البرث» تليفزيونيا فى مسلسل «الاختيار» لم يفرق أبدا بين الأبطال، لم يسأل عن ديانة العظماء، فحسب مصريون وكفى، أبطال وكفى، شهداء ويستوجب تكريمهم فى عائلاتهم، فى أولادهم.
مصر العظيمة فرحة بهؤلاء الشهداء العظام، بمن قدموا الشهادة، شهادة على هذا الجيل الساطع، طالعين لوش النشيد، امتداد لجيل أكتوبر العظيم، سلسال من الشهداء، جيل يسلم الراية إلى جيل، وجيل يعزز شهادة جيل.
عصر الشهادة الثاتى يتجلى على أرض المحروسة، التى شهدت عصر الشهادة الأول، حيث ترك الشهداء فى صدر التاريخ على أرض مصر مقولات خالدة «إنى إن أفنتنى النيران وحولتنى رماداً، لو أُطلقت علىّ النمور الكاسرة والأسود الضارية وكسرت عظامى وهشمت أعضائى وسحقت جسدى برمته … فأنى محتمل كل ذلك بفرح..» هكذا الروح الاستشهادية التى يستبطنها الشهيد البطل «عماد» استقبل الشهادة مع إخوته بفرح.
شهداء «البرث» صعدوا إلى السماء متعانقين، كل ودع أخاه، وحفظ وصيته، وسلموها للأم الحنون مصر، الكبيرة الصابرة، ونعيش لمصر ونموت لمصر.. مصر مصر تحيا مصر.