بعد توعده بنشر الحرس الوطني لوقف المظاهرات.. صورة ترامب بالكتاب المقدس تسبب موجة من الانتقاد

دونالد ترامب
دونالد ترامب

تسببت صورة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو واقف أمام كنيسة سانت جورج بالقرب من البيت الأبيض ورفعه للكتاب المقدس، بموجة من الانتقاد الشديد لسلوكه وتصريحاته في وسط الأزمة التي تمر بها الولايات المتحدة الأمريكية في أعقاب وفاة جورج فلويد نتيجة استخدام أحد أفراد الشرطة قوته ضده بشكل مسيء.

وكان ترامب قد القى كلمة قصيرة مساء الاثنين 1 مايو من داخل البيت الأبيض أعلن فيها أن وظيفته هي الحفاظ على القانون، وأنه سيوقف كل المظاهرات والاحتجاجات وسيرسل قوات الجيش والحرس الوطني للقيام بهذه المهمة إذا رفضت الولايات تطبيق القرار.

ثم توجه بعد ذلك على كنيسة سانت جورج القريبة من مقر البيت الأبيض، ووقف أمامها ليلتقط عدد من الصور وهو حامل الكتاب المقدس، في خطوة رآها عدد من الأمريكيين "استغلال لرمز ديني للتأكيد على قراراته، ليحيط نفسه بهالة من القداسة غير المبررة" وفقًا لتصريحات، ماريان إدجار باد، أسقف كنيسة سانت جورج التي التقط ترامب صوره أمامها.

وأضافت باد: "أنا أشعر بالغضب الشديد، الرئيس لم يدخل للكنيسة كي يصلي، لم يعترف بالألم الذي تمر به بلادنا، وما يمر به الأشخاص ذوو البشرة السوداء أو العنصرية التي كان يتم ممارستها ضدهم طوال السنوات الماضية، نحن نسعى للعدالة، وأنا لا اصدق ما رأته عيني الليلة على شاشات التلفزيون".

وتابعت: "لم يكن لدي أي علم بأن ذلك سيحدث، وفور مشاهدته تلقيت الكثير من المكالمات والرسائل الغاضبة من كل من أعرفهم، لقد استغل الرئيس الأمريكي رمزًا دينيًا ليدلل ويبرر على لغته ووعوده، هذا أمر مرفوض وضد كل ما نؤمن به".


كما علق مذيع CNN  كريس كومو، على خطاب ترامب وصوته بعد ذلك أمام الكنيسة قائلا: "بلادنا لا يتم السيطرة عليها بواسطة العصابات والمحتجين، بلادنا يسيطر عليها الغضب نتيجة استخدام القوة المفرطة و المسيئة، أنت لم تتحدث عن الظلم، ولم تتحدث عن الألم".

كما هاجم كومو الرئيس الأمريكي بشدة، وقال: "إننا ننظر الآن للشوارع الأمريكية وعلى كل ما يدور حولنا ونرى ما لا نرغب في رؤيته، لكننا لا نسأل أنفسنا لماذا يحدث كل هذا في الشارع ولماذا كل هذا الغضب. ترامب كالعادة يتحدث عن نفسه فقط، يلوم الضحايا، يعنفهم، ويمنع الحركات الشعبية".


وأضاف موجهًا حديثة للرئيس الأمريكي: "قلت من قبل أنك حليف المتظاهرين السلميين ثم نشرت الحرس الوطني لمواجهتهم، والآن تحيط نفسك بهالة من القداسة بوقوفك أما الكنيسة حاملًا الكتاب المقدس. لماذا لا تفتحه، وتقرأ ما فيه، ادخل لهذه الكنيسة التي تدعو لتحقيق العدالة الاجتماعية".

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الانتقاد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي التي تساءلت عما يحاول الرئيس فعله أو الإشارة إليه بهذه الصور، وسط كل ما تعاني منه البلد.

كان الرئيس الأمريكي قد قال في كلمته التي سبقت تلك الصورة بدقائق قليلة: "كلنا أحزننا ما حدث للمواطن الأمريكي جورج فلويد، وسنحرص على ألا يذهب موته سدى، لكننا لن نسمح بأن تخرج عدد من التظاهرات باسمه ليقودها مجموعة من العصابات، فسأحاربهم لحماية الأمريكيين".


كما قال ترامب: "أنا حليف كل المتظاهرين السلميين، وعدو كل ما يسعى للعنف والفوضى، ما يحدث الآن هو أن شوارعنا يسيطر عليها العصابات وأفراد حركة أنتيفا الإرهابية".


وتابع قائلا: "سأنشر قوات الحرس الوطني بأعداد كبيرة للسيطرة على المظاهرات في الشوارع، وفي حال رفض حكام الولايات التعاون سأرسل قوات الجيش لأحل هذه المشكلة لهم بنفسي."