إنها مصر

ملحمة دولة وشعب ورئيس

كرم جبر
كرم جبر

فى حياة الأمم والشعوب لحظات تاريخية، يتولى الحكم فيها زعماء عظام، يغيرون مجرى التاريخ والأحداث، ويصنعون أمجاداً يصعب أن يفعل مثلها غيرهم.
هكذا مصر التى كانت على شفا الانهيار بعد أحداث يناير، وتكالبت عليها قوى الشر من الداخل والخارج، ولم يكن أشد المتفائلين يحلم بأن يسترد الوطن عافيته قبل عشر أو عشرين سنة.
كانت مصر تنام فى أحضان الخوف، وتستيقظ على أصوات الرصاص والقتل وإراقة الدماء، وتحكمت فى أمورها عصابة إرهابية مجرمة، كانت أسوأ من المستعمر على مدى التاريخ.
لم يكن أشد المتفائلين يتخيل أن تعود مصر، وكنا نبكى بالدموع وندارى الأحزان، ونحن نرى وطناً عظيماً تعصف به المؤامرات، وهان على كل من هب ودب.
هل تذكرون المجرمين وهم يحملون الأسلحة والخرطوش ويستعرضون بلطجيتهم فى الشوارع والميادين؟.. وحرق المنشآت العامة والخاصة وانتشار الحوادث الإرهابية والإجرامية.. لم تكن بلداً بمعنى الكلمة بل تحولت إلى غابة.
عشنا زمن المؤامرات من كل صنف ولون، من أبناء البلد الذين غرسوا خناجرهم فى صدرها، إلى قطر «عقلة الإصبع» التى تحاول إهانة دولة الأمجاد، إلى أمريكا وسفيرتها الشريرة التى تصورت أنها المندوب السامى الأمريكي.
عشنا أزمة وراء أزمة.. السكر والزيت والدواجن واللحوم والبوتاجاز ورغيف الخبز وأدوية الأطفال.. وصار مصير المصريين فى أيدى أثرياء الأزمات، وكانت البلاد تسير إلى المجاعة والخراب.
كان مقدراً للسياسيين والمثقفين والإعلاميين والكتَّاب، أن تُعَلق رءوسهم فى المشانق، لتأكل الطلاب المسعورة جيفهم، كما جاء فى خطاب تهديد من الأحزاب الإرهابية.
هل تذكرون دولة رابعة والنهضة، واختطاف أجزاء من الوطن، يعبث فيها الإرهابيون من داخل مصر وخارجها، ويبثون الوجع الرهيب على الهواء مباشرة، دون سلطة تضبط وتنظم.
وانشقت الأرض عن رجال أوفياء، يعرفون معنى الكرامة والكبرياء، ووهبوا أرواحهم دفاعاً عن تراب الوطن، ولم يبخلوا عليه بأى شيء.
والتحم الشعب والجيش خلف القائد، الذى أمنهم من الخوف وأعاد إليهم الطمأنينة، وقال لهم «اللى يعتدى على المصريين هنقطع إيديه».
واستحضر الرئيس كل مقومات الخلود المصري، وأعاد إحياء الأمل فى أن ترتفع هامة مصر وقامتها، وتعود عزيزة بين الأمم، وكانت إرادة الله مع المخلصين.
فى سنوات قليلة حدثت إنجازات لا تتحقق مثلها فى عشرات السنين، ولم يضيع الرئيس دقيقة واحدة إلا فى العمل الشاق، فانقلبت مصر من دولة منهارة إلى أمة كبيرة تنال إعجاب سائر الدول.
أين كنا وكيف أصبحنا؟.. تلك هى أسطورة دولة وشعب ورئيس، ائتلفت قلوبهم وإرادتهم على استرداد مصر من براثن الفوضى والإرهاب والتخلف والانهيار.
عادت مصر وفى عودتها قوة لأمتها وأمل لشعوب المنطقة التى تحلم بالأمن والسلامة والطمأنينة والحياة.
شكراً سيادة الرئيس، كانت الأقدار رحيمة بمصر حين اختارتك لها.