«ألهبت نار الاحتجاجات».. ما هي حركة «أنتيفا» التي صنفها ترامب كمنظمة إرهابية؟ 

صورة لنشطاء تابعين للحركة
صورة لنشطاء تابعين للحركة

هاجت الأوضاع في الولايات المتحدة وتسارعت الأحداث بوتيرةٍ غير مسبوقةٍ هناك، دون توقفٍ منذ مقتل المواطن ذي البشرة السوداء جورج فلويد، ليندفع الآلاف إلى الشوارع بدءًا من ولاية مينيسوتا، حيث لقى فلويد مصرعه على يد شرطي أبيض، وامتدادًا إلى عددٍ من الولايات الأمريكية.

وفي خضم الأحداث المشتعلة على الأرض في الولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن حكومته ستصنف حركة "أنتنيفا" اليسارية المتشددة كتنظيمٍ إرهابيٍ، متهمًا إياها بلعب دورٍ في إشعال الأحداث في الأراضي الأمريكية.

وواجهت حركة "أنتيفا" انتقادات واسعة من قبل الساسة الأمريكيين، وعلى رأسهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، إحدى أبرز خصوم الرئيس الأمريكي ترامب، وذلك بعد مارست الحركة أعمال عنف خلال الاحتجاجات.

أيدلوجيا الحركة

وأنتيفا كلمة ترمز إلى مبدأ "مناهضة الفاشية"، وهي تعتبر حركة سرية، لا تتمتع بإدارة مركزية معلنة، وليس لها أية أعضاء مسجلين، ويقوم المنتمون إليها بتنظيم تحركاتهم بشكلٍ تلقائيٍ عفويٍدون تخطيطٍ على الأرجح.

وحركة أنتيفا هي ائتلاف من المتظاهرين والناشطين اليساريين والفوضويين الذين يصفون أنفسهم الذين يسعون إلى مواجهة وإسقاط ما يعتبرونه أقصى اليمين، وذلكً نقلًا عن موقع "إن بي سي نيوز" الأمريكي.

ظهورها في أمريكا

وفي الولايات المتحدة، طفت هذه الحركة على السطح مع قدوم الرئيس الجمهوري ترامب للحكم في الولايات المتحدة، وفوزه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر عام 2016.

وخرجت احتجاجات شعبية في الولايات المتحدة عام 2016، رفضًا لفوز بترامب بالانتخابات الرئاسية آنذاك على حساب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وهي احتجاجات وُلد من رحمها الحركة اليسارية الرافضة للتيار اليميني، الذي يعتبر ترامب أحد ممثليه.

وجمعت هيلاري كلينتون أصوات انتخابية أعلى من ترامب، لكن نظام أصوات المجمع الانتخابي المتبع في الولايات المتحدة رجح كفة المرشح الجمهوري على حسابه منافسته الديمقراطية، وهو ما تسبب في خروج احتجاجات آنذاك رفضًا لتسمية ترامب رئيسًا، لكنها لم تفلح في إثناءترامب عن طريقه صوب البيت الأبيض.

لكن جذور هذه الحركة ترجع إلى عام 1919 حينما تكون ائتلاف يساري تحت مسمى "أنتيفا" في إيطاليا، لمواجهة النظام الفاشي، الذي كان يشق طريق بداياته هناك في حقبة الزعيم بينيتو موسوليني، لتتأسس هذه الحركة بغية هدف واحد هو مواجهة "فاشية موسوليني".

وامتدت هذه الحركة في سبعينات القرن الماضي، بهدف محاربة "سيادة العرق الأبيض"، وهي تعتبر نفسها خليفة النشطاء المناهضين للنازية في القرن العشرين.