أمنية

وحشتونى

محمد سعد
محمد سعد

وحشتوني.. اثنان وأربعون يوماً بالضبط غبنا فيها عن القارئ العزيز، لم يكن ذلك بأيدينا، ولو استطعنا لكنا نطل عليكم يوميا من خلال زاويتنا هذه «شباب زون» ومن ثم ذلك العمود الذى اعتدت فيه معكم أن أتحدث عن أمنياتى، والذى اسميته «أمنية» كى يعبر اسمه عن مدلول وانتماء آخر أحمل له فى نفسى تقديرًا عميقًا لكن ليس هذا وقته أن أتحدث عنه.
ولضيق المساحة وحلول شهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك وتخصيص عدد من صفحات الجريدة لملاحق الدين والفن والتعليم كان لابد وأن نتوارى ولو قليلا ثم نعود إليكم لنطل عليكم من جديد.
وإن كانت القاعدة تقول أننا قد نحل بأرض ليست أرضنا فلابد من ترك ذكرى طيبة قبل الرحيل، فما بالكم والأرض أرضنا، حتما لابد وأن نترك ذكريات طيبة كثيرة، وهذا ما لاحظته طيلة المدة الماضية، فقد تلقيت العديد من رسائل البريد تسألنى أين «شباب زون» وهل توقفت عن كتابة عمود «أمنية»، وحاولت جاهدا أن أرد قدر المستطاع على هذه الرسائل، ومنهم من تفهم الوضع ومنهم من رفضها جملة وتفصيلاً، لكن على أى حال جميعكم قراء أعزاء هدفكم واحد ومشاعركم نبيلة، وها نحن قد عدنا إليكم بعد أيام مباركات نسال الله العلى القدير أن تكون أيام خير وبركة عليكم وعلى أحبابكم.
الأيام الماضية شهدت الكثير والكثير من الأحداث كانت تكفى لكتابة مجلدات سواء على مستوى أهميتها أو على قدر انسانيتها، كان أبرزها الحدث الأهم عالميا وهو فيروس كورونا المستجد وما أحاط به من تفاصيل وأحداث على المستوى المحلى وما أضفاه المصريون عليه من سخرية كى يهونوا على أنفسهم مصابهم الجلل، وكذلك قصص الكفاح والنجاح التى أحاطت بها، بالإضافة لمحاولات قلة مندسة للنيل من وحدة المصريين ومحاولة زعزعة ثقتهم فى جيشهم الأبيض أو إجراءات الدولة لمكافحة المرض.
الحدث الثانى والذى جمع أغلب المصريين حوله فى مشهد اختفى منذ أعوام وهو مسلسل الاختيار ونجح فى خلق حالة من الحماسة لدى المصريين لدرجة أن البعض كان ينتظر موعد عرض المسلسل بفارغ الصبر للتعارف على قصص الأبطال وكفاحهم، وليعيش المشاهد لحظات الأمل والألم معاً، واعتقد أننى لست بحاجة لأن أشرح كم المشاعر المتباينة التى أحدثها العمل لدى المضررين، فكثير منهم تجد الدموع تملأ عينه وهم فى نفس الوقت يتفاخرون ببطولات أبنائهم فى القوات المسلحة.
نجاح الاختيار فتح شهية المضررين للتعرف على بطولات خير أجناد الأرض ودفع صناع الدراما للتفكير فى انتاج اكثر من عمل يتناول بطولات عدة صنعها الرجال على جبهات القتال فى حربهم على الارهاب، المصريون فى انتظار المزيد من الأعمال الدرامية التى تلهب مشاعرهم وتشعرهم بالفخر والطمأنينة، وأعتقد أن نجاح الاختيار بداية لسلسة متتالية على الصعيد الفنى، وننتظر أيضا أن نرى انتاجاً ثقافياً فى هذا الاتجاه من خلال مؤلفات تحكى رحلة الكفاح والصمود.

مسك الختام
نطل عليكم بلمسة جديدة، وهذه المرة أؤكد أنها مميزة، إذ نعود بباب جديد أسماه صاحبه «حواديت منسية» يحمل توقيع الرائع والحكاء والأديب إيهاب الحضرى مدير تحرير «الأخبار».. هى «حواديت منسية» لكنها ستظل خالدة، أدعوكم للقراءة والتأمل وأترك لكم التعليق