خواطر

هل وباء كورونا.. رد من الطبيعة على عدوان وتجاوزات.. الإنسان؟

جلال دويدار
جلال دويدار

لاجدال أن فيروس كورونا وما أحدثه من كوارث ومحن يُعد درسًا قاسيا للغاية من الطبيعة للبشرية جمعاء. إنها إنذار يؤكد ويبرهن أن هذا الإنسان مهما بلغ من جبروت فى التقدم والتطور مازال يقف قزمًا وعاجزًا أمام مواجهة أى غضبة لهذه الطبيعة.
 إن ما يحدث يعكس عظمة القدرة الإلهية غير المحدودة التى تخضع لها هذه الطبيعة الجبارة بأدواتها وروافدها. ليس غائبا فى هذا الشأن ما يمارسه الإنسان من عدوان مستمر على كل مظاهر هذه الطبيعة سعيًا إلى استغلال ثرواتها وتسخير مقدراتها لفكره وصالح مخططاته. إنه يُقدم على الكثير من الأعمال دون أى اعتبار للتوازنات التى تضمن عدم الإخلال بثوابت الحياة الطبيعية.
 إن غضبة الطبيعة المتمثلة فى إطلاق هذا الفيروس الكورونى الذى لا يُرى سوى بالمجهر خير شاهد على ضعف هذا الإنسان أمامها. انه برهان على قوله تعالى: وَمَاَ أُوتِيَتُم مِنَ العِلم إِلاَّ قَلِيلا. هنا يبرز التساؤل عما إذا كان ما يحدث هو عقاب من هذه الطبيعة على تجاوزات الإنسان فى حقها.
 إن ما يشهد على هذا التجاوز ما أدت إليه الارتفاعات فى نسبة التلوث وتأثيرها السلبى على طبقة الأوزون. كان من نتيجة ذلك الإخلال بالدورات المناخية وما ترتب عليه من تأثيرات سلبية. يُضاف إلى ذلك الحروب والصراعات وما يترتب عليها من تداعيات بيئية تستهدف بالضرر مكونات الطبيعة. كم نرجو ونتمنى أن تعى البشرية درس كورونا التى هى من صنع هذه الطبيعة الغاضبة من ظلم بنى الإنسان لها.

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي