عين على الحدث

ضرورة لوقف تداعيات الوباء

بقلم: آمال المغربى
بقلم: آمال المغربى

لا أحد فى العالم يعرف إجابة واحدة للسؤال الذى يشغل غالبية العالم متى ينتهى وباء كورونا.. هل خلال ستة أشهر أم 12 شهرا أم 18 شهرا، أم أكثر؟.. إعلان منظمة الصحة العالمية أن «الفيروس سيبقى معنا لمدة طويلة» لم يقدم حلا لحالة العزلة التى عاشها العالم مؤخرا بسبب انتشار الوباء ولم يقدم أملا فى إمكانية وجود حل قريب للأزمة الاقتصادية التى بدأت ملامحها تظهر فى العديد من الدول، ورغم تحذير المنظمة من التسرع نحو تخفيف إجراءات الإغلاق المفروضة بسبب الوباء إلا أن عددا كبيرا من دول العالم تراجع إجراءات الإغلاق لأسباب اقتصادية بحتة خوفا من المخاطر التى تهددها.
صحيح أن الإغلاق الحالى بسبب وباء فيروس كورونا كان بالنسبة للكثيرين مصدر إزعاج قليل، بل وكان بالنسبة للبعض فرصة لقضاء المزيد من الوقت مع العائلة وتطوير مهاراتهم فى صناعة الطعام المنزلى إلا أن الأمر غير ذلك بالنسبة للفقراء فى العالم، فالعزلة تسببت فى فقد مصدر العيش وحتى خطر الجوع.. فقد أدى الوباء إلى توقف العمالة اليومية كما توقفت آلاف المصانع الكبيرة والصغيرة التى كان يعمل بها الفقراء وتوقفت معها الرواتب الصغيرة التى كانوا يحصلون عليها.. وفى بعض الدول الأفريقية والأوربية أدى العزل إلى إغلاق المدارس حيث يحصل الأطفال الفقراء على وجبة أو اثنتين يوميا. وإذا كانت بعض الدول الأوربية تستطيع تدارك هذا وإيجاد بديل لمساعدة الأطفال، فإن الوضع فى الدول النامية ليس كذلك. لأن إجراءات منع الفيروس اللعين تسببت فى انتشار حالة كبيرة من البطالة وتوقف جزء كبير من العمالة اليومية عن العمل كان لها تأثيرها على انخفاض دخل الأسر أو الاستهلاك.
وعليه فإن على عدد كبير من دول العالم -حتى تلك التى لم تسجل حالة إصابة واحدة بالفيروس- اتخاذ خطوات ملموسة لحماية مواطنيها والحد من الأضرار على اقتصادها ووقف تحول وباء كورونا إلى كارثة إنسانية من خلال تقديم مساعدات للفئات التى تضررت بشدة من إجراءات الإغلاق.. واتخاذ إجراءات أخرى لوقف الركود.
ولهذا السبب حذر ديفيد بيزلى المدير التنفيذى لبرنامج الأغذية العالمى مؤخرا من أن العالم يقف على شفا جائحة مجاعة بسبب إجراءات مكافحة انتشار الوباء وكان بيزلى يتحدث إلى أعضاء مجلس الأمن فى جلسة عقدت عبر الفيديو، مؤكدا على أن 821 مليون شخص يعانون جوعاً مزمناً، أى ينامون جوعى كل ليلة فى كل أنحاء العالم، بالإضافة إلى 135 مليون شخص يسيرون نحو حافة المجاعة علما أن فيروس كورونا يمكن أن يدفع 130 مليون شخص إضافى إلى حافة المجاعة بحلول نهاية 2020!!