إنها مصر

الخلفـة العـار!

كرم جبر
كرم جبر

طفل معاق من ذوى الهمم يصرخ وعلى وجهه رعب رهيب، وكلب يعضه، وشاب يشبه الخنزير يمسك بالطفل حتى لا يهرب من الكلب، وبعض الشباب يصورون المشهد بالفيديو ويضحكون.
لن يهدأ لنا بال ولن تغفل أعيننا إلا إذا تم القبض عليهم، ورميهم فى السجن، ولا تأخذكم بهم رحمة ولا شفقة، لم يرحموا طفلاً صغيراً حافى القدمين وقدمه عليه علامات حرق.
من أين جئتم أيها الأوغاد، وفى أى زريبة تربيتم، وهل لكم أب يقول لكم عيب، وأم تعلمكم أبسط مبادئ الأخلاق؟.. فلا دين ولا ضمير ولا أخلاق، ولا أى شىء سوى الخسة والندالة.
لن تغفل أعيننا إلا إذا رأيناهم مكبلين بالحديد، وعلى وجوههم نظرات الذل والهوان والمسكنة، كما فعلوا فى الطفل الصغير الذى لا حول له ولا قوة إلا بالله.
انعدمت الإنسانية، وأصبحنا نرى مثل هذا القطيع فى الشوارع، يعكرون صفو الحياة، ويضربون الطمأنينة فى مقتل، وكأنهم منتصرون فى معركة ويتبادلون التهانى على نباح الكلب الشرس وأنين الطفل المعاق.
أثق جداً فى الشرطة المصرية وأنها قبضت عليهم أو فى طريقها إلى ذلك لتشفى غليل كل من شاهدوا الفيديو الرهيب، الذى سلب النوم من عيوننا، وجعلنا نسأل: ماذا لو كان هذا الطفل أحد أقاربنا؟ ابنى أو أخى أو أخوك الصغير؟
ما هى البطولة فى الإمساك بالطفل وتركه تحت رحمة الكلب، وعلى وجهه ذعر الموت وهلع يوم القيامة؟.. وعلى أى شىء يضحكون بينما اللعنات تنهال عليهم؟
إنهم استثناء من شبابنا، ولكنهم يلوثون الحياة، والسبب عدم التربية، فهناك بشر ينجبون ويتركون الشوارع تربى «خلفتهم» العار، فنرى منهم ما شاهدنا، وفتت قلوبنا وأحزننا.
>>>
ومن أين جئت يا فتاة «تيك توك»؟
أكيد من إحدى البالوعات، ومن معكِ جاءوا أيضاً من مستنقعات الزبالة، والحكايات التى ترويها ويرد عليها الشاب الذى اغتصبها وضربها وصورها.. «خِلفة عار».
فتاة مع زميلاتها يذهبن لمكان ما.. اتفقت زميلاتها مع الشاب على اغتصابها وتصويرها.. لا ندرى لماذا؟.. وهل ذلك على سبيل الهزار أو لكسر عينها؟.. ووضعوا الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعى، فأصبحت فضيحتها علنية.
صور الفتاة التى سبق أن نشرتها، تشير إلى أنها تحترف العبث، ويبدو أن خلافاً ما دب بينها وبين شركاء العار، فأرادوا أن يؤدبوها ويجعلوا منها عبرة.
نسأل دون إجابة: أين الأب وأين الأم والعائلة، وهم يرون صور الفتاة الفاضحة على فيس بوك وغيرها؟.. ألم يفكر أحد فى أن يردعها ويقول لها: «عيب»؟
إنها استثناء من ملايين البنات المحترمات اللائى يحرصن على الأخلاق والضمير، ولكنها عار، وسيلاحقها الجرم سنوات طويلة.
كثير من الشباب أصبحوا مثل اللغز المجهول، الذى يحتاج علماء الاجتماع والنفس والأسرة أن يفكوا شفرته، ويقدموا روشتة علاج.

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي