نقطة فى بحر

«على الله».. نموذجا

محمد درويش
محمد درويش

محمد درويش

أمس الأول الجمعة كانت أول صلاة تفتح لها المساجد بعد توقف أكثر من شهرين، نعم اقتصرت على مسجد واحد هو مسجد السيدة نفيسة ولكن أول الغيث قطرة كما يقولون.. كانت من المرات النادرة التى استمع فيها إلى خطبة الجمعة من المذياع، كان الخطيب هو إمام المسجد الشيخ «على الله الجمال» وما أجمله وما أحسنه.
قدم مولانا نموذجا يحتذى لخطبة الجمعة بداية من طرحه موضوح الساعة متناولا قرار إغلاق المساجد ومستعينا بكلام فقهاء الدين على مدى التاريخ مثل العز بن عبدالسلام والشافعى وأبوحنيفة وغيرهم من الأئمة العظام.
فى سلاسة ويسر وسهل ممتنع ولسان فصيح استعرض فضيلته كل ما يدور بخلد المسلم الذى حالت الكورونا بينه وبين بيت الله حتى صلاة الجمعة، قدم له اقتناعا مدعما بالأدلة والبراهين على صحة قرار إغلاق المساجد. وأكد لنا أن الناس على نياتهم يرزقون وأن من تعلق قلبه بالمسجد لن ينقص من أجره شئ فى ظل تبعيات القرار والتزامه به.
ومن استعراض القضية وتحليلها إلى الزمن الذى استغرقته قدم فضيلته نموذجا آخر حيث لم يتجاوز زمن إقامة شعائر الصلاة بدءا من الأذانين مرورا بالخطبتين ونهاية بركعتى الجمعة خمسة وعشرين دقيقة وتحديدا ٢٢ دقيقة.
أطالب الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف بطبع هذه الخطبة وتوزيعها على أئمة المساجد لتكون نبراسا لهم عما نبتغيه من صلاة الجمعة وجزى  الله فضيلة الشيخ على الله الجمال خير الجزاء عن سامعيه.
>>>
بعد خراب مالطة
أثق أن هناك من القوانين ما يمنع الشركة الشهيرة فى انتاج البوكسر الرجالى من إنتاج كمامات قماش بعشرين جنيها للواحدة دون الحصول على  ترخيص من الجهة الطبية المنوط بها إجازة مثل هذه الأدوات الطبية.
ولكن لأن الرقابة معدومة وكل يفعل ما يحلو له فى زمام المحروسة فقد أنتجت الشركة ما يحلولها وحددت سعرا أضعافاً مضاعفة للتكلفة الفعلية بحجة أنها كمامة العمر التى يمكن غسلها ونشرها وارتداؤها على طول.
تسارع الناس إلى اقتنائها وهم على يقين أن إجازة الاعلان عنها - ان كانت هناك جهات لترخيص الاعلان ومراقبته قبل بثه - يعنى أن السلطات راضية وموافقة على المنتج، وكانت نتيجة التسارع والاعلان أن نفد المنتج فى سويعات معدودة حتى أن البعض كان يبحث عنها كمن يبحث عن المستحيل.
وفجأة خرج علينا جهاز حماية المستهلك معلناً قراره بإيقاف الاعلان لأن الكمامة غير مطابقة للمواصفات ولا يتحقق منها الهدف المنشود وهدد شركات الاعلان بغرامة مليون جنيه اذا ما عملوها تانى!
متشكرين يا جهاز حماية المستهلك يا من صحوت بعد خراب مالطة.

 

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي