تقرأ في أخبار اليوم| بطولات ملائكة الرحمة ضد «العدو الخفي» كورونا

بطولات ملائكة الرحمة ضد «العدو الخفي» كورونا
بطولات ملائكة الرحمة ضد «العدو الخفي» كورونا

مي عبد الرحمن: ٣٠ يوما في العزل لم أر أسرتي
٣٠٠ ألف ممرض وممرضة يقفون الآن على جبهات الحرب داخل المشافى وخاصة مستشفيات العزل يدفعون بملابسهم وقلوبهم البيضاء الموت الأسود «كورونا» عن مصر وشعبها.. قصص وحكايات بطولية للأطقم الطبية وملائكة الرحمة داخل مستشفيات العزل وخارجها، أكدوا للجميع أنهم أصحاب رسالة وأنهم تركوا منازلهم وأسرهم لتلبية نداء الوطن.. لا يعرفون طعم الراحة، شغلهم الشاغل وهدفهم الأول والأخير خدمة المرضى وضمان خروج المصريين من هذه الجائحة بأقل الخسائر البشرية.. جنود في المعركة وعلى خط المواجهة يؤدون دورهم بكل ثبات وإيمان مؤكدين للجميع أن ما يقومون به هو رسالة وواجب، ومنذ تفشى فيروس كورونا المستجد وجيش مصر الأبيض على خط النار، يقفون بجانب المصابين دون خوف ولا تراجع عن المهمة الوطنية التي وضعها لهم القدر في صراع لإنقاذ المصابين بالفيروس.

بمستشفى الحجر الصحي في قها بالقليوبية يلقبها زملاؤها  بعاشقة الصعاب، تحب مساعدة الأطفال المصابين في الحجر الصحي، وهى داعم نفسي للمرضى تحاول أن تخرجهم من حالتهم النفسية السيئة بأفكارها الجميلة وبث روح الابتسامة والمرح.. فى بداية انتشار الفيروس ظلت تعمل شهرا كاملا داخل المستشفى تاركة أطفالها الصغار لتصنع حالة من السعادة بين الجميع تلعب مع الأطفال أثناء إدخال العلاج والطعام لهم في غرفهم وتتقمص دور الطبيب النفسي مع الكبار لتهدئتهم.
تقول مي عبد الرحمن إنها منذ تعيينها تفضل العمل في الأقسام الصعبة، تعشق الصعاب وتجد بها نفسها ويرتاح ضميرها وهى تخدم الحالات الحرجة، مؤكدة أنها كانت سعيدة جدا عندما علمت بتحويل مستشفى قها إلى مكان لعزل مصابي فيروس كورونا فرحت لخدمة الحالات الحرجة من المصابين، وسارعت لوضع اسمها ضمن العاملين في الفريق دون تفكير.
تروى «مي» أنها في أحد أيام العمل وجدت طفلة صغيرة من المصابين ترفض تناول الدواء فقامت بالغناء لها لتفاجأ وقتها بفرحة كبيرة وتجاوب من الطفلة التي قامت للرقص معها وسادت روح البهجة في الغرفة وتناولت الدواء، واستمرت فى عمل ذلك مع الطفلة حتى تماثلت للشفاء، واعتبرت ما تقوم به أقل شيء تقدمه للأطفال الموجودين بالمستشفي، فهم أصيبوا ولم يعد بجوارهم آباؤهم لذلك قررت أن تشعرهم بطاقة الحب والحنان حتى يتم شفاؤهم خاصة فى ظل أهمية العامل النفسي، مضيفة أنها في البداية كانت خائفة لأننا نحارب عدواً مجهولا خفياً شيء لا نعرفه لكن مع الوقت نجحنا وتعاملنا مع الأزمة وكثير من الحالات شفيت.

وتابعت «مي» أنها ترى أسرتها وأطفالها حاليا كل ١٤ يوماً بعد انتهاء مدة عملها فى المستشفي، وأنها تتواصل معهم تليفونيا، وشقيقاتها تقوم برعاية أطفالها الصغار، ورغم تلك المشقة التي تعانى منها إلا أنها سعيدة جدا بالمشاركة فى هذه الملحمة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا، وأن هذا دور وطني على جميع الأطباء والتمريض والعاملين فى المنظومة الطبية.

جيهان عمران:
أصبت بالفيروس أثناء العمل ودعوات المرضى شفتني
تفتخر بأنها ممرضة، وتعمل في خط الدفاع الأول، وضعت لمسات الرحمة والعناية لكل طفل ومسن، كرست حياتها لهذه المهنة، وطورت من نفسها وعملت في تخصصات عدة..  هذا هو حال  جيهان عمران التي بدأت حديثها قائلة: أعمل في مجال التمريض منذ أكثر من ٢٠ عاما حتى وصلت لمدير قسم التدريب والتعليم في معهد الأورام، أعمل أكثر من ٩ ساعات يوميا في التعامل مع المرضى بالمعهد وارتدى ٣ طبقات من الملابس الواقية.


وأضافت: أثناء العمل شعرت بظهور الأعراض وبعد إجراء المسحة ظهرت النتيجة إيجابية كنت مصدومة جدا وشعرت بالخوف على أبنائي وأسرتي ولكن اطمأنت عندما علمت أنهم لم يصبهم الفيروس ومررت بضغط نفسي وعصبي خلال فترة العزل، مضيفة: الحاجة الوحيدة اللي كانت بتسعدنى خلال تلك الفترة كنت بتفاجئ بمكالمات تليفونية من المرضى اللي كنت بأتعامل معاهم في المعهد وأسرهم، يبلغونى أنهم يدعون لي وفعلا مكالمتهم كانت سند ليا في محنتي خلال أيام العزل، وعندما أجريت الفحص وكان سلبي شعرت بسعادة كبيرة، وذهبت لأولادي وأسرتي، وعدت للعمل مرة أخري، مؤكدة أنها بعد تجربة الإصابة بكورونا ظلت تساعد من حولها سواء من الزملاء أو الأسرة والجيران من خلال تقديم الاستشارات الطبية لهم وتدعم المصاب منهم نفسيا وتتواصل معهم بالهاتف على مدار الساعة، قائلة: «لازم كلنا نساعد بعض إحنا فى محنة».
وأكدت جيهان عمران أن جميع الأطقم الطبية  تكرس كل الوقت لهذا العمل الإنساني لدعم الوطن، فنحن جنود هذه الحرب الصامتة، ودورنا المواجهة في الخطوط الأولي، والتأكد دائما  من جاهزية الأقسام والأجهزة والقوى البشرية المتدربة، لرعاية كل الحالات الحادة وذات العناية المتوسطة والعناية المركزة.
محمود محمد:
فخور بمهنتي وأعمل ٢٠ ساعة لخدمة المصابين
التمريض لأنه مجال مميز وإنساني، قائلاً: أعمل حالياً ممرضا في مستشفى المنوفية بعدما بدأت الأزمة، أدركت أهمية المسئولية التي ستقع على عاتق الطاقم الطبي، وبالذات التمريض، في التصدي لفيروس كورونا، مضيفاً: «أفتخر بكوني ممرضاً، وأنا فخور بكل ممرض وممرضة، وبالأطقم الطبية  بشكل عام، لدورهم  في التصدي لهذه الجائحة».. ومن خلال ممارسته المهنة، يرى أن التمريض ليس كباقي المهن، فهي علمته معاملة الناس كمعاملة الأهل.

وأضاف أنه يعمل ٢٠ ساعة يوميا مع زملائه لخدمة المرضى داخل المستشفى ويقوم بدوره في فرز المترددين على المستشفى لكشف مصابي كورونا وتوجيههم للعزل، يظل في المستشفى عدة أيام متواصلة لا يرى فيهم أسرته ويفضل القتال بجانب زملائه للقضاء على ذلك الفيروس، والعمل على  شفاء جميع  المصابين، مضيفا: كلنا  نعمل من أجل راحة المرضي، وأنا فرد واحد من ضمن مجموعة مقاتلين نبذل أقصى طاقتنا لننقذ أهالينا ونكون صورة مشرفة للتمريض المصري، مؤكدا أنهم يحاولون هو وزملاؤه أن  يضفوا جوا من البهجة والسرور وبث الحماس والطمأنينة في نفوس المرضى دائما لبث الأمل ونزع الخوف من بين قلوبهم.

وأوضح محمود انه سعيد جدا بعمله في خدمة المرضي، مطالبا جميع الأسر المصرية باتخاذ وسائل الحيطة والحذر والالتزام بالتعليمات الصادرة من وزارة الصحة  داخل المنازل وخارجه وارتداء الماسكات وعدم الاختلاط وخاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة حتى نمر بسلام من هذا الوباء.

نهلة محمد:
نعمل ٢٠ ساعة بدون إجازات
تعاملنا مع فيروسات عديدة انتشرت في دول العالم قبل انتشار فيروس كورونا، بهذه الكلمات بدأت نهلة محمد ممرضة بالحجر الصحي في مطار القاهرة الدولي حديثها قائلة: في بداية تفشى فيروس كورونا المستجد في العالم، كان هناك خطة موضوعة من وزارة الصحة نعمل عليها لمواجهة الوباء، مضيفة أن الحجر مجهز بأحدث أدوات المسح الحراري التي تعمل على قياس درجة حرارة الركاب ومراقبة أعراض الإصابة بفيروس كورونا، وأن الراكب الذي يشتبه فيه يتم تحويله إلى الفحص الثانوي بمعرفة الطبيب المختص.
وأضافت نهلة أنها تعمل في الحجر لمدة ٢٠ ساعة يوميا في بعض الأوقات دون أن يحصل أي أحد من فريق الحجر الصحي بالمطار على إجازات وخاصة في الأيام التي يتم تيسير رحلات الطيران من بعض البلدان لعودة المصريين العالقين في الخارج، ووجهت رسالة للمصريين قائلة: «اقعدوا في البيت وعدم الاختلاط لتقليل انتشار العدوى».

إسلام كمال:
نعرض حياتنا للخطر للحفاظ على صحة المصريين
قال إسلام كمال كبير مراقبين بالحجر الصحي في مطار القاهرة إنه منذ بدء انتشار الفيروس أستقبل العائدين من كل أنحاء العالم في المطار أنا وزملائي ونعرض حياتنا وحياة أسرنا للخطر أثناء الكشف على العائدين، وذلك من أجل محاولة تقليل انتشار الفيروس واكتشافه مبكرا قبل أن يتعامل المصاب مع أحد في مصر، وتعرض بالفعل أحد زملائنا للإصابة أثناء تأدية عمله لكنه أصر على العودة للعمل مجددا بعد مثوله للشفاء.

وأضاف: نقوم بتوقيع إجراءات الحجر الصحي بالمطار على جميع  القادمين عقب وصولهم مباشرة للمطار وتشمل الكشف الطبي على جميع الركاب وطاقم الطائرة فور نزولهم من سلم الطائرة وتطهير المتعلقات الشخصية، وتبدأ الإجراءات بقياس درجة الحرارة لكل العائدين، وعند اكتشاف ارتفاع درجات الحرارة يتم تحويل الحالة إلى مكتب الحجر الصحي وإجراء التحاليل الفورية لهم وأخذ عينات وفحصها للتأكد من خلوهم من أي إصابات بكورونا وفى حالة ثبوت الإصابة يتم نقل المصاب إلى مستشفى العزل على الفور، وذلك في ضوء الإجراءات الاحترازية والوقائية المتبعة  لمواجهة الفيروس، مضيفا إنه يتم تدريب فريق العمل التابع للحجر الصحي، بشكل دوري على التعامل مع كل الأوبئة وليس كورونا فقط.
راوية صبري:
نتعامل مع المرضى كأسرة واحدة
قالت راوية صبري ممرضة بمعهد الأورام: ما نقوم به دورنا وواجبنا ونتعامل مع المرضى على أساس أننا عائلة واحدة، مضيفة: «سعيدة وفخورة أنني أقوم بدوري في خدمه مرضى معهد الأورام في ظل انتشار فيروس كورونا»، نتعامل بشكل يومي مع مئات المرضى نتخذ الإجراءات الاحترازية نساند بعضنا البعض كفريق طبي لدعم الحالة النفسية والمعنوية.
وأضافت: اليوم دورنا أكبر ومهنتنا أعظم، نحن لسنا فقط خط الدفاع الأول، بل نحن العمود الفقري لأي منشأة صحية، تخلينا عن حياتنا الاجتماعية وأسرنا لنحميهم، العمل يبعدنى عن عائلتي، مرت على أيام كنت أشعر بخوف شديد على أبنائي، كنت أخشى أن أكون حاملة للفيروس، بحكم وجودي بين المرضى في المعهد، مؤكدة: صامدون لرعايتكم وحمايتكم.

نهلة محمد:
نعمل ٢٠ ساعة بدون إجازات
كورونا، بهذه الكلمات بدأت نهلة محمد ممرضة بالحجر الصحي في مطار القاهرة الدولي حديثها قائلة: في بداية تفشى فيروس كورونا المستجد في العالم، كان هناك خطة موضوعة من وزارة الصحة نعمل عليها لمواجهة الوباء، مضيفة أن الحجر مجهز بأحدث أدوات المسح الحراري التي تعمل على قياس درجة حرارة الركاب ومراقبة أعراض الإصابة بفيروس كورونا، وأن الراكب الذي يشتبه فيه يتم تحويله إلى الفحص الثانوي بمعرفة الطبيب المختص.

وأضافت نهلة أنها تعمل في الحجر لمدة ٢٠ ساعة يوميا في بعض الأوقات دون أن يحصل أي أحد من فريق الحجر الصحي بالمطار على إجازات وخاصة في الأيام التي يتم تيسير رحلات الطيران من بعض البلدان لعودة المصريين العالقين في الخارج، ووجهت رسالة للمصريين قائلة: «اقعدوا في البيت وعدم الاختلاط لتقليل انتشار العدوى».