الحفيد.. رفض إهانة جدته وانتحر شنقا

ارشيفية
ارشيفية

المشهد الذي عاشته الجدة أكبر من أن تتحمله، حيث جحظت عيناها، واتسعت حدقتهما، وتملكتها رعشة تهز جسدها النحيل، تتسارع دقات قلبها في تلاحق عنيف تحملق بجسد حفيدها ابن الـ١٠ سنوات الملقى على الأرض وهو جثة هامدة ومشنوقا.

 

سيطر عليها الاضطراب الشديد، وبقيت مذعورة للحظات، وشعرت بتأنيب الضمير، تراود مخيلتها نظرات الحفيد التي كان يشوبها حزن وانكسار بعدما قامت بمعاتبته وتوبيخه، وشتمه أمام أصدقائه.

 

البداية عندما كان الحفيد يلهو ويلعب مع مجموعة من أقرانه وأصدقائه، الذين أثاروا داخل المنزل حالة من الضوضاء، والهمجية، تنطلق ضحكاتهم الساخرة، وهم يتبادلون المزاح فيما بينهم، ولم يكونوا يعلمون بأنها ستكون آخر ضحكة لصديقهم الحفيد، اشتاطت الجدة غيظا، وخوفا من تصرفاتهم، وسلوكياتهم، فما كان منها إلا أن أمطرت حفيدها بوابل من الشتائم، وكلمات تعاقب بها حفيدها وتوبخه.

 

انعقدت ألسنتهم جميعا، وخيم الصمت على المنزل، ولم يكن هناك غير الهمز، والغمز فيما بينهم، وتعلو وجوههم ابتسامة سخرية من الحفيد الذي أغرورقت عينه بالدموع، ولم ينطق بكلمة واحدة، سيطرت عليه حالة نفسية سيئة، وشعوره وإحساسه بالضعف، وعدم الثقة بنفسه، وكرامته التي أهدرتها الجدة أمامهم، وبخطوات مثقلة، يشوبها الخزي، والانكسار، توجه إلى غرفته، وفشل في التواصل الحميمي مع جدته، فلم تراوده نفسه ولو لبرهة، وقام يشنق نفسه معتقدا الهرب من معاملة جدته، وتوبيخها له.

 

وأخطر اللواء فاضل عمار مساعد الوزير لأمن الدقهلية، بالحادث والذي أصدر تعليماته بسرعة التحريات حول الواقعة، وانتقل على الفور رجال المباحث إلى مسرح الجريمة، وتبين من التحريات الأولية، أنه أثناء قيام الطفل باللعب واللهو مع أصدقائه داخل المنزل، قامت جدته بمعاتبته، وتوبيخه أمام أصدقائه، فتركهم، وتوجه إلى غرفته ولم يخرج منها لفترة، وعندما تملكهم القلق، توجهوا إلى الغرفة تسبقها الجدة فوجدته جثة هامدة منتحرا شنقا.

تم تحرير المحضر اللازم، وأحيل إلى النيابة التي صرحت بدفن جثة الحفيد المنتحر، بعد العرض على الطب الشرعي، وتولت التحقيقات.