جامع فاطمة الشقراء.. حكاية جامع أثري يحمل اسم جارية روسية

جانب من الحدث
جانب من الحدث

يعد جامع (فاطمة شقراء)، أو (جامع المرأة) هو جامع أثري مسجل برقم 195 قع بشارع أحمد ماهر (تحت الربع سابقًا) بقسم الدرب الأحمر، بالقاهرة.

ويشير الباحث الآثارى الدكتور حسين دقيل المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية فى دراسة أن الجامع شُيد عام 873 هـ/ 1468م فى فترة حكم السلطان المملوكي (قايتباي)، حيث أسسه شخص يُدعى (رشيد الدين البهائي)، وتم تجديده على يد (فاطمة شقراء) التي سُمي المسجد باسمها
وعن حكاية فاطمة الشقراء.

ويوضح الدكتور حسين دقيل أنها هي إحدى الجاريات الروسيات المُعتقات في عهد العصر العثماني، وهي شركسية الأصل، تم أسرها فى إحدى الحروب، واتخذها السلطان (قايتباى) زوجة له، فأنجبت له ولى العهد السلطان (محمد بن قايتباى)، فأصبحت الزوجة الرسمية ووالدة ولى العهد، وكانت تحظى بمكانة اجتماعية عالية، حيث اشتهرت بدورها الإجتماعي مثل بناء الأسبلة والمساجد والكتاتيب.

وقد كُتب على جانبي باب الجامع العمومي (في الواجهة الغربية)، ما نصه: "بسم الله الرحمن الرحيم ، الست المصونة فاطمة شقرا، بتاريخ شهر جمادى الآخر من سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة".

ويصف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء معالم الجامع من خلال الدراسة موضحًا أنه يضم مقصورة من الخشب بها قبران مكتوب على أحدهما، "هذا قبر الست فاطمة" أما الجامع فكان يُسمى في البداية بـ (مسجد المقشات) وفي منتصف القرن التاسع عشر، أطلق عليه (جامع المرأة)، بسبب أن من قامت برعايته سيدة هي (فاطمة شقراء) .

وقد قامت إدارة حفظ الآثار العربية بإصلاح الجامع وترميمه عام 1907، وللجامع محراب قديم يُعد من أجمل المحاريب الحجرية، فقد اشتملت طاقيته على مقرنصات وتلبيس بالرخام الأسود، ويعلوه مستطيلان كتب فيهما: " وما النصر إلا من عند الله. إن ينصركم الله فلا غالب لكم".

وينوه الدكتور ريحان إلى مئذنة الجامع الذى يعود إنشاؤها إلى عام 1036هـ/ 1627 م، وقد تضررت حيث كان بها ميل شديد الخطورة، كما تضرر المسجد بالكامل نتيجة الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد في عام 1992، وقررت الآثار وقتذاك وقف الزيارات إلى المبنى الأثري، قبل عودة الحياة إليه بعد عام 2011 لكن سرعان ما تم الإعلان عن إغلاقه وترميمه، ثم أعيد افتتاحه في مايو 2019 وذكر على مبارك الجامع فى موسوعته "الخطط التوفيقية الجديدة"، فقال: إن الجامع عرف (فى النصف الثاني من القرن 19) باسم جامع المرأة، كما عرف بأسماء: "المقشات وشعائره مقامة".