يحدث فى مصر الآن..

قبل أن نقول لفلسطين: وداعاً

يوسف القعيد
يوسف القعيد

ماذا يجرى لفلسطين الآن؟ فى الوقت الذى انشغل العالم باللهاث وراء تطورات كورونا، حتى نشرات الأخبار تُصدِّر للمشاهدين قوائم يومية منذ حوالى شهرين بمن أصيبوا ومن توفوا ومن عولجوا.
وبينما العالم مشغول بالوباء يلهث وراء أخباره، والعلماء الذين يتكلمون فى كل مكان عن قرب الوصول للعلاج والأمصال، والناس تخشى الوباء. فى هذا الوقت تحدث بنيامين نتانياهو رئيس وزراء العدو الإسرائيلى. قال إن إسرائيل لن تُفَوِّت فرصة تاريخية لضم أجزاء من الضفة الغربية. ولم ينس أن يصف خطوته بأنها من المهام الرئيسية لحكومته الجديدة.
نيتانياهو مهدد بمحاكمة بسبب فساد مالى أقدم عليه. وأنه أوشكت أن تبدأ جلسات التحقيق معه. ومن الطبيعى أن يحاول الإقدام على أى إجراءات تخرجه من مخاطر الموقف حتى لو كانت محاكمته مُصدَّرة للعالم الخارجى إعلاناً عن ديمقراطية زائفة لا وجود لها. فلا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية قائمة على سرقة وطن. نيتانياهو يحاول الهروب من المحاكمة لعدوان جديد.
لم أدَّعِ عليه ذلك. قال بلسانه: لدينا فرصة تاريخية لم توجد منذ 1948 لتطبيق السيادة على أراضٍ تخصنا. إنها أكبر فرصة نجدها أمامنا. ولا يمكن أن ندعها تمر. والغريب أن نيتانياهو قال هذا الكلام فى اليوم التالى لبدء محاكمته. وكانت التهم الموجهة إليه: الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
لو سألتنى عن موقف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وهو المُعادى منذ أيام ترشحه لولايته الأولى لكل ما هو فلسطينى. فمنذ أن حكم أمريكا كانت لديه خطة تساعد العدو الإسرائيلى فى كل ما يقوم به ضد فلسطين. ومثلما ينتظر نيتانياهو محاكمات. فإن ترامب تنتظره انتقادات قادمة. ولن أكتب عن نفوذ الصهاينة فى هذا الميدان وتأثيراتهم فى نتائج الإنتخابات.
وما تكلم به ترامب كان ما سبق أن قاله أكثر من مرة أنه ذكَّرنا ولم نكن بحاجة إلى تذكيره بالتنسيق الكامل بين إدارته وإسرائيل. ما سيقوم به العدو الإسرائيلى هو تطبيق السيادة الإسرائيلية الكاملة على أجزاء كبيرة من الضفة الغربية. وأن هذا سيجرى فى يوليو القادم. أى بعد أيام من الآن.
الأخبار القادمة من فلسطين أفادتنا أن قوات العدو منعت يوم الثلاثاء الماضى الفلسطينيين من الوصول إلى الحرم الإبراهيمى لأداء صلاة الفجر كما تعودوا أن يفعلوا. وأنها نصبت الحواجز وشددت من الإجراءات على البوابات الإليكترونية.
ولأن النية كانت مبيتة فإن القوات الصهيونية قامت بالاعتداء على المصلين من الفلسطينيين أثناء تأديتهم لصلاة عيد الفطر المبارك الذين وصلوا إلى المكان من باب الأسباط. مما أدى إلى إصابة بعضهم بجروح.
وهكذا نحن نرى تحت سمعنا وبصرنا أن منع المصلين من الوصول إلى داخل الحرم الإبراهيمى يعتبر تعدٍ مخيف على المقدسات الإسلامية التى ترعاها المواثيق الدولية. وهى المواثيق التى تضمنت حرية العبادة. كانت هناك دعوات للمصلين أن يتوافدوا على المكان بالقوة وأن يقيموا الصلاة. لأن الحرم الإبراهيمى يتبع الأوقاف الفلسطينية. وهى الجهة التى أعلنت عن استئناف الصلاة بقرار من الحكومة الفلسطينية.
هذا بعض ما يمكن قوله حول التطورات الخطيرة التى تجرى بفلسطين. بل ربما كانت أكثر من خطيرة.

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي