بدون تردد

شعارات مضللة وصور مزيفة

محمد بركات
محمد بركات

فى زمن الكورونا وفى غير زمانها من قبل الوباء ومن بعده أيضا إن شاء الله، هناك الكثير من العجائب والغرائب والمتناقضات والأكاذيب ايضا، يعج بها عالمنا وتمتلئ بها دنيانا.
ففى الوقت الذى يرفع فيه البعض لواء الشعارات الرائعة والمبادئ السامية، ويعلنون التزامهم الذى لا يتزعزع فى تمسكهم بها ،...، إذا بهم فى الحقيقة والواقع لا يفعلون ذلك ولا يقومون به، ولكنهم يتخذون منها لبأس الضرورة من وجهة نظرهم، ولزوم الحاجة لمظهر يوفر لهم انطباعا  وأثرا مطلوبا يحققون به مصالحهم ويصلون به لأهدافهم.
وفى هذا السياق نرى انماطا من البشر يتقمصون شخصيات مخالفة لما هم عليه بالفعل، بل قد تكون مناقضة لشخصياتهم الحقيقية ومضادة لها على طول الخط،..، فنرى اللص الذى يدعى الشرف والجبان الذى يصف نفسه بالشجاعة، والمنافق الذى يتغنى بالصدق والفاسق المتلبس بلباس الورع والتقوى ،...، وهكذا.
 وإذا كان هذا قائما وموجودا للأسف فى الحياة العامة، وبين العاديين من البشر فى كافة المجتمعات الانسانية بطول وعرض العالم، فإنه بالطبع أكثر فجاجة وانتشارا وتواجدا فى عالم السياسة، حيث المصالح تحكم وتتحكم فى الجميع.. إلا من رحم ربى.
وعجائب وغرائب عالم السياسة كثيرة وهى لكثرتها اصبحت أمرا واقعا وفعلا قائما ،...، بحيث اصبح مألوفا ان يتحدث المسئولون او السياسيون فى دولة ما عن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، ثم تراهم يفعلون غير ذلك، بل تراهم يستخدمون هذه المبادئ السامية لتحقيق اغراض اخرى، أو الوصول لمآرب بعيدة عن ذلك تماما.
ولعل اكثر العجائب والغرائب لفتا للانتباه فى هذا المجال، هو ما تدعيه بعض الدول على لسان قادتها وسياسييها من السعى للسلام والاستقرار فى منطقتهم والعالم، فى حين انهم لا يتورعون فى كل لحظة وكل يوم عن رعاية الإرهاب ودعمه ومساندته وتوفير الملاذ الآمن له، بل وايضا تجميع وتدريب وتسليح الارهابيين، واستخدامهم لزعزعة الاستقرار ونشر الخراب والدمار فى المنطقة والاعتداء على الدول المجاورة.

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي