بينى وبينك

أسمر اللون

معتز الإمام
معتز الإمام

رجل أسمر اللون، فى العقد الخامس من عمره، ملقى على الأرض، يلفظ أنفاسه الأخيرة، يتمتم بكلمات تكاد تخرج من فمه، متشبث بآخر أمل له فى الحياة، مردداً: لا أستطيع التنفس، رقبتى تؤلمنى، سأموت، فى حين لم يكترث ضابط الشرطة صاحب الملامح الأجنبية البيضاء بالأمر، وظل مرابطاً فوق عنق الضحية، حتى فارق الحياة بعد ٧ دقائق فقط، لم يكن ذلك مشهدا من احد افلام هوليوود، بل حادث هز الشارع الأمريكى خلال الأيام الماضية، بعد وفاة شخص يدعى جورج فلويد، حيث خرجت دعوات مناهضة للعنصرية، مطالبة بأقصى عقوبة ضد الجانى، الذى تم فصله من عمله، ويجرى حالياً التحقيق معه، اذا كنت تعاطفت مع تلك القصة، فهذا يعنى ان فطرتك مازالت سليمة، لأنه «لم يولد انسان ليكره انسانا اخر بسبب لون بشرته او أصله او دينه.. الناس تعلمت الكراهية» كما يقول مانديلا، وهذا سيعنى بتأكيد تعاطفك مع اللاعب المصرى «شيكابلا» الذى قرر نشر صوره تجمعه مع زوجته وابنه، قبل ان تنهال عليه العبارات العنصرية، فالأمر لم يعد له علاقة بكرة القدم او الرياضة، بل يجب ان يكون هناك اجراءات قانونية حاسمة ضد اى شخص يردد او يروج لعبارة او افكار عنصرية اياً كان نوعها، بعيداً عن جبر الخواطر وكلمة «معلش».