إنها مصر

احـم نفسـك !

كرم جبر
كرم جبر

كل كنوز الدنيا لا تنفع حتى لو معك مال قارون، إذا قرر الفيروس أن يخترق رئتيك، وأدعو الله ألا يحكم على أو عليك أو على أى إنسان أن يقاسى العذاب مروراً على المستشفيات، ليجد مكاناً للعزل لشخص يحبه.
الدولة تتحمل اعباءً تنوء عن حملها الجبال، وتخصص كل يوم مستشفيات جديدة للعزل، مزودة بالأجهزة والاحتياطات اللازمة، وإذا علمنا أن أقل غرفة عزل فى مستشفى خاص تتكلف 20 ألف جنيه فى اليوم الواحد، لأدركنا مدى الانفاق الرهيب الذى تتحمله موارد الدولة.
الحل فى أيدينا.. ولن ينفعنا إلا أنفسنا، لا طبيب ولا مستشفى ولا عزل ولا ادوية، وعلى كل واحد منا أن يرعى نفسه واسرته، وأن يكون حازماً معهم، ومشدداً على الإجراءات الصحية.
بعد العيد ستعود الحياة تدريجياً إلى معدلاتها الطبيعية، وهذا يتطلب أن نرفع درجات الحرص والوعى إلى أعلى معدلاتها، والرفع التدريجى للحظر ليس معناه أن تمتلئ الشوارع والأسواق والأماكن العامة، ولكن لا نخرج من بيوتنا إلا للضرورة القصوى.
معدلات الإصابة تتزايد، وفى أغنى دول العالم من أمريكا حتى بريطانيا ومن دول الخليج حتى الدول الأقل ثراء، تعجز الإمكانيات عن ملاحقة أعداد المصابين، وتوفير الرعاية المناسبة لهم.
ولماذا فى الأصل نضع رقابنا تحت مقصلة كورونا التى لا ترحم، وتتوحش بسرعة رهيبة؟ فالمصاب بها ينام ليلاً وهو يتنفس، ويستيقظ صباحاً على الصراخ والالم، فلا يستطيع أن يتنفس من انفه أو فمه، ويظل يشهق حتى الموت.
لن تنفع كنوز الدنيا، ولا ادوية ومستشفيات، ولن يسعفك إلا نفسك، وبإمكانك أن تحمى اسرتك من الخطر الرهيب، بالحرص والحيطة وعدم الاستهتار.
اعرف رجلاً مصابا بكورونا هو وابنه وبنته وزوجته يحدثنى بشق الانفس، وأنه لا يستطيع أن يتنفس وأنه بيموت، ودخلنا سباق الزمن لنجد له مكاناً، ثم حدثنى أن زوجته وابنته هاجمتهما نفس الاعراض، يعنى الاسرة كلها على شفا الموت.
ورغم ذلك فهناك من يتهاون فى التطهير والتعقيم والإجراءات الاحترازية، ومادام سليماً ومعافى فلا مشكلة.. بينما الشبح القاتل أقرب إليه من أنفاسه.
العالم كله يصارع الفيروس المفترس، ولا توجد قوة فى الأرض إلى الآن توقف زحفه، ومصر تتخذ من الإجراءات ما يجعلها فى مقدمة الدول الأقل إصابة.. ولكن ماذا بعد؟
الحذر والحيطة والخوف وعدم التهاون.. والأهم هو عدم تصديق الشائعات التى تزيد الأمور تعقيداً.
فقد ابتليت مصر بالجماعة الإرهابية الإجرامية، التى تبث كل يوم شائعات هدفها دفع الناس إلى الفناء والتهلكة، وتبتدع أساليب احتيالية للتحريض والتأليب، لزيادة أعداد الموتى، حتى تحقق نصراً فى غزوة كورونا.
انتبهوا.. انتبهوا.. انتبهوا.. الاخوان أعداء الإنسانية ويستثمرون أى شيء لتعم الفوضى والخراب.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي