بدون تردد

كورونا والصين فى الانتخابات الأمريكية

محمد بركات
محمد بركات

من الواضح أن معركة الانتخابات الرئاسية الامريكية ستزداد سخونة والتهابا مع الأيام القادمة وحتى نوفمبر القادم الذى لم يعد يفصلنا عنه سوى خمسة أشهر فقط لاغير.
ومن الواضح ايضا، أن الرئيس الأمريكى ترامب الذى يخوض هذه المعركة بكل الاصرار على الفوز بها، قد تلقى ضربة لم تكن متوقعة، نتيجة تفشى وانتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد ١٩» فى أمريكا،...، والآثار الضخمة التى خلفها هذا الانتشار، وأعداد الموتى الكثيرين الذين فقدوا ارواحهم نتيجة الوباء، مما جعل الولايات المتحدة فى مقدمة دول العالم فى أعداد الوفيات وأيضا اعداد المصابين.
وقد استغل الحزب الديمقراطى ومرشحه «جو بايدن» المنافس للرئىس ترامب، هذه النتائج المفجعة، فى النيل منه حيث ركزوا على أن ادارته السيئة للأزمة هى السبب وراء هذه الآثار السلبية وبالغة السوء، وأن غياب الرؤية الصحيحة وغيبة القدرة على الادارة الحكيمة لدى ترامب هى المسئول الاول والاساسى وراء ارتفاع عدد الضحايا للفيروس القاتل.
وأدت كورونا ايضا إلى خسارة ترامب لأقوى سلاح كان يعتمد عليه للفوز فى الانتخابات القادمة، وهو قوة الاقتصاد الامريكى، الذى أصيب بضربة شديدة ايضا فى ظل توقف الاعمال والنشاط الاقتصادى نتيجة الوباء، وهو ما أدى إلى هبوط اقتصادى كبير، وزيادة حجم البطالة الذى فقد ما يزيد على خمسة وثلاثين مليونا لوظائفهم واعمالهم.
وفى مقابل هذه الضربات الموجعة، قرر ترامب السير فى اتجاهين متوازيين للرد ودعم فرصه للفوز بالانتخابات،..، وهما رفع القيود والاجراءات الاحترازية، والعودة لاستئناف النشاط الاقتصادى تدريجيا ولكن بصورة متسارعة حتى يوقف حالة التدهور الاقتصادى ويستعيد بعضا من قوته المفقودة.
والاتجاه الثانى، التصعيد فى الهجوم على الصين، واتهامها بأنها المسئولة عن نشر الوباء وخروجه عن السيطرة، واتهام منظمة الصحة العالمية بأنها خضعت للصين وتأخرت فى الافصاح عن حقيقة وخطورة الفيروس.
ومن المتوقع أن تزداد سخونة وحدة المعركة الانتخابية الامريكية فى كل يوم خلال المدة المتبقية.

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي