أقمار «سوارم» الأوروبية تكشف وجود شيء غريب في المجال المغناطيسي للأرض

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 تظهر بيانات جديدة من أقمار «سوارم» الأوروبية وجود شيء غريب في المجال المغناطيسي للأرض، فقد ينقسم شذوذ جنوب المحيط الأطلسي إلى قسمين، بعد ملاحظة تطورات قوية في السنوات الأخيرة تحدث في انخفاض جديد بالجزء الشرقي من شذوذ جنوب المحيط الأطلسي والذي ظهر على مدى العقد الماضي.  

ووفقا لجمعية الفلكية بجدة، شذوذ جنوب المحيط الأطلسي هو نقطة ضعف في المجال المغناطيسي للأرض تتمركز تقريبًا على الجانب الأطلسي من أمريكا الجنوبية، تم اكتشافه في عام 1958، وهو ينمو ويتحول منذ عقود، وتظهر أحدث البيانات من أقمار (سوارم) نقطة ضعف جديدة تتشكل قبالة الطرف الجنوبي لأفريقيا.

تم إطلاق أقمار «سوارم» في نوفمبر 2013 ، وتضم 3 أقمار صناعية متطابقة تحلق في تشكيل حول الأرض، وهي مجهزة بمقاييس مغناطيسية وأجهزة تتبع النجوم وأدوات أخرى، تسمح للأقمار الصناعية بإجراء قياسات ثلاثية الأبعاد مفصلة بشكل رائع للمجال المغناطيسي للأرض. ولعل رصد انقسام الشذوذ المحتمل هو مجرد واحدة من النتائج المهمة العديدة للبعثة.

لطالما عرف الباحثون أن المجال المغناطيسي للأرض يضعف، فعلى مدى 200 عام الماضية، فقد المجال المغناطيسي المتوسط ​​عالميًا حوالي 9 ٪ من قوته، مع الشذوذ جنوب المحيط الأطلسي في الصدارة، من 1970 إلى 2020، انخفض الحد الأدنى لشدة المجال في هذه المنطقة من 24000 (نانو تسلا) إلى 22000.

مع ضعف شذوذ جنوب المحيط الأطلسي، فان حزام فان ألين الداخلي تسرب إلى داخله مما يسمح للجسيمات النشطة (خاصة البروتونات) بالوصول إلى مسافة 200 كيلومتر من سطح الأرض، وهذا  لا يشكل تهديدًا كبيرًا للناس على الأرض، لكن المركبات الفضائية ليست محظوظة جدًا. فعندما تحلق الأقمار الصناعية عبر الشذوذ، فإنها تتعرض لإشعاع قوي نسبيًا. وقد تتم إعادة تشغيل أجهزة الكمبيوتر على متنها و كاميراتها الرقمية تقذف بالجسيمات المشحونة التي تحلق عبرها.

بالنسبة لمحطة الفضاء  الدولية فهي تحتوي على حماية إضافية للتعامل مع هذه المشكلة، ولا توجد مشكلة لتلسكوب هابل الفضائي حيث يمكنه القيام بالرصد عندما يكون داخل الشذوذ.

إذا انقسم شذوذ جنوب المحيط الأطلسي في نهاية المطاف إلى خليتين، سيتعين على مخططي بعثات الأقمار الصناعية التعامل مع منطقة جديدة من الإشعاع العالي ومع ذلك، فإن الانقسام ليس مجرد اضطراب، فهو يمكن أن يقدم أدلة على أصل الشذوذ نفسه.

من المعروف بأن المجال المغناطيسي للأرض يتشكل عن طريق تيارات من الحديد السائل عالي الحرارة تدور بسرعة حوالي 3000 كيلومتر تحت أقدامنا يمكن لهذه  التغييرات أن تخبر الباحثين بما يحدث في باطن الأرض. 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي