نهار

استعادة فرج فودة..

عبلة الروينى
عبلة الروينى

تحية واجبة لوزارة الثقافة..هيئة الكتاب تحديدا برئاسة د.هيثم الحاج علي..لقيامها بترميم وعرض شريط فيديو المناظرة التاريخية حول( الدولة الدينية والدولة المدنية)..التى أقيمت قبل ٢٨عاما، فى معرض القاهرة للكتاب( ٨ يناير ١٩٩٢)...كانت المناظرة بين فريقين..الكاتب والمفكر د.فرج فودة ود.محمد أحمد خلف الله (مدافعين عن الدولة المدنية)..والشيخ محمد الغزالى ود.محمد عمارة ومأمون الهضيبى مرشد الإخوان (مدافعين عن الدولة الدينية)....وبرغم تجاوز أعداد الجمهور الحاضر ٣٠ الفا (أغلبهم من الإخوان)..ظلوا يهللون ويكبرون ويرددون هتافات دينية...كان د.فرج فودة جسورا وقويا فى طرح أفكاره ورؤيته فى ضرورة فصل الدين عن الدولة، وتحقيق الدولة المدنية..وهى الأفكار التى أفتى بعدها شيوخ الإرهاب بالجماعة الاسلامية(عمر عبد الرحمن) بإهدار دم فرج فودة، ليتم اغتياله فى يونيو ١٩٩٢ ويعلق الشيخ الغزالي،أحد المشاركين بالمناظرة (أنهم قتلوا شخصا يستحق القتل)!!!
المناظرة عرضتها هيئة الكتاب على قناتها الرسمية بموقع «اليوتيوب» لأول مرة فى الأسبوع الماضي، ضمن مبادرة وزارة الثقافة(خليك بالبيت..الثقافة بين يديك)..قامت هيئة الكتاب بترميم شريط الفيديو، وتنقية الصوت والصورة...وهى خطوة واعية فى فضح الخطاب الدينى المتطرف، المؤسس للإرهاب.. وإيضاح الخطاب العقلانى المستنير فى فصل الدين عن الدولة...
ترميم شريط المناظرة التاريخية وعرضه على قناة وزارة الثقافة، هو فعل استنارة ووعي، وأن كان بحاجة إلى إعادة أخراج المناظرة، ومراجعة المونتاج والمكساج بعلو الصوت وخفضه، من خلال رؤية توضح سياق وزمن ودلالة المناظرة التاريخية، وأهمية ما قدمه خطاب فرج فودة فى معنى الدولة المدنية، وكيف انتهى الخطاب الدينى المتطرف إلى العنف والقتل والإرهاب