محمد قناوي يكتب: رؤية ناضجة لملف دراما 2020

محمد قناوي
محمد قناوي

لا شك أن الاهتمام بصورة كبيرة- من قبل الشركة المتحدة للخدمات الاعلامية وذراعها الانتاجي سينرجي- بملف الدراما وتأثيرها في المشاهد المصري والعربي هام جدا لعودة قوة مصر الناعمة من جديد؛ لتحتل الريادة في المنطقة العربية باسرها ؛ وفي نفس الوقت تقديم موضوعات جادة؛ تؤثر وتتأثر بما تموج فيه الدولة المصرية من تغيرات واصلاحات اقتصادية؛ ومواجهة الأخطارالتي تهددها المتمثلة في الإرهاب أصبح أمرا حتميا؛ وقد اتخذت خطوات علي أرض الواقع تؤكد أن هذا الملف بات في أيدي من يملكون الرؤية والفكرالناضج لتقديم أعمال تكون صوت المواطن ولسان حال المجتمع، وتهدف الي توصيل قضاياه وهمومه والتعبير عما يعتريه من أوجاع، واضعة احترام عقل المُشاهد نصب عينيها، كما تهدف إلي تجاوز المحلية في الموضوعات لتنطلق لتخاطب المواطن العربي في كل مكان.
وإذا نظرنا إي الأعمال الدرامية التي عرضت في الموسم الرمضاني الفائت نجد أن في مجملها وبنسبة كبيرة جدا جاءت أكثر من جيدة مقارنة بالأعوام السابقة ؛ وهذا ما هو إلا نتيجة حتمية معالجة الخلل الوظيفي الذي أصاب الدراما التلفزيونية  المصرية في السنوات الماضية وافتقادها لدورها المفترض كوسيط فني ثقافي،  وكان هذا يعود لخلل في بنية الصناعة نفسها، وبمعنى أدق, لحالة الأمية والتجهيل التي أصابت بعض العناصر الفاعلة في هذه البنية، ولاسيما العقليات الإنتاجية فيها؛ ومنذ العام الماضي بدأت خطة اصلاح بنية الصناعة نفسها والمتمثلة في الإرتفاع الجنوني في الأجور وتكاليف الإنتاج؛ وعدم وجود رؤية  للعقليات الانتاجية لبعض الشركات العاملة في السوق ؛ لذلك كان لابد من وقفة مع هذا الملف لتصويبه من أجل عودة الدراما المصرية لسابق عهدها والتي تسيدت فيها السوق العربي وكانت رقم واحد انتاجا وتوزيعا ورؤية وأفكار وقضايا حقيقة ؛ ولا تعتمد علي الفورمات الغريبة عنا فتراثنا المصري والعربي ثري جدا بالموضوعات والأفكار؛ لذلك فنسبة الاعمال الجيدة في دراما رمضان هذا العام تجاوزت التسعين في المائة وكان درة الانتاج مسلسل"الاختيار"؛وما أحدثه من تأثير عربي قبل المصري فمنذ زمن طويل لم يجذب مسلسل مصري الجمهور العربي من الخليج للمحيط  لمتابعته مثلما حدث مع "الاختيار"؛ فقد كان في الماضي عندما يعرض مسلسل مصري كانت شوارع الدول العربية تخلو من المارة وقت عرضه؛ وما تم إتخاذه من أجراءات لمعالجة الخلل الوظيفي الذي اصاب الدراما المصرية يصب في هذا الهدف وهوعودتها للتالق من جديد 
وإن ما أعلنت عنه المتحدة للخدمات الاعلامية بعد ساعات من انتهاء الموسم الدراما السنوي الاكبر من بعض ملاح خطتها الجديدة لعام 2021 يؤكد أنها تسير وفق رؤية وخطة واضحة تحمل بين جنباتها أعمالا تُعزز من ترسيخ القوة الناعمة التي بدأت الدولة المصرية في استعادتها ومن ابرز الأعمال التي يتم تجهيزها للعرض في رمضان 2021؛ الجزء الثاني من مسلسل"الاختيار"والمسلسل الاستخباراتي"هجمة مرتدة" للنجوم أحمد عز وهند صبرى وماجدة زكى وصلاح عبد الله والذي يتناول قصة حقيقية من واقع ملفات المخابرات المصرية، تأليف باهر دويدار، وإخراج أحمد علاء الديب، ويشارك فى بطولته هشام سليم ومحمود البزاوى وأحمد فؤاد سليم ومحمد جمعة؛ والمسلسل الأمني"القاهرة - كابول" لـ طارق لطفى وفتحى عبد الوهاب وخالد الصاوى وحنان مطاوع والذي تدور أحداثه حول المؤامرات التي تُحاك ضد المنطقة العربية، وخاصة مصر بالفترة الأخيرة، مسلطًا الضوء على الأعمال الإرهابية التي تقع في منطقتنا، حيث تنقسم أدوار الثلاثة أبطال فى القصة إلى شخصية "الإرهابي" الذي يتعاون مع عدد من المنظمات، ويتصدى له شخصية ضابط الشرطة، وينقل صورة شخصية الإعلامى ، وهو تأليف عبد الرحيم كمال وإخراج حسام على  ؛ كما سيتم تقديم الجزء الثالث من مسلسل "الجماعة" للسيناريست وحيد حامد والذي سيتناول التأثيرات السلبية التى تركها فكر جماعة الإخوان على الحياة فى مصر سواء على الصعيد السياسى أو الاجتماعى. . ألم أقل لكم أن ملف الدراما المصرية يتم ادارته بشكل احترافي ورؤية ناضجة