حكايات| أعياد الفراعنة.. «كحك بالعجوة» وتوزيع «القُرص» بالمقابر‎

 أعياد الفراعنة.. «كحك بالعجوة» وتوزيع «القُرص» بالمقابر‎
أعياد الفراعنة.. «كحك بالعجوة» وتوزيع «القُرص» بالمقابر‎

المصريون اليوم هم مرآة لأجدادهم، خاصة فيما يخص عادات وطقوس الأعياد، والتي تمثل أهم الموروثات الثقافية، ومنها «كحك العيد»، الذي انطلقت صناعته في مصر قبل آلاف السنين.

وتقول فاطمة عبد الرسول، الخبيرة الأثرية، إن المصريين من أكثر شعوب العالم تمسكاً بالعادات والتقاليد المتوارثة من قديم الأزل ويبدو هذا واضحاً جلياً من خلال طقوس حياتهم اليومية وسلوكهم اليومي بالإضافة إلى مظاهر الاحتفال بالأعياد والمناسبات في حياة المصريين المختلفة.
ومن النقوش العديدة الموجودة على جدران المقابر والمعابد تبين لنا مدى اهتمام المصري القديم بالأعياد والاحتفالات التي كانت تقام على مدار السنة مثل الأعياد الرسمية وهي أعياد تقام في جميع المدن المصرية ويحتفل بها الملك والشعب كعيد تتويج الملك وعيد اكتمال القمر وعيد ظهور الهلال وعيد الوادي والأعياد المرتبطة بالزراعة وفيضان النيل وبالإضافة إلى الأعياد الدينية التي ترتبط بالمعبودات مثل عيد أوبت.

لكل عيد عاداته وطقوسه الخاصة فكان المصري القديم حريص على تلك الأعياد ويستقبلها بالفرح والسرور وتضاء المعابد وتقدم القرابين وعمل الفطائر والكعك ويتبادلون التهنئة بين الأهل والأصدقاء. وارتباط الكعك والفطائر بالأعياد  هي موروث وعادة مصرية قديمة؛ حيث نجد منظر من الدولة القديمة لزوجات الملوك تقدم الكعك للكهنة القائمة لحراسة هرم خوفو في يوم تعامد الشمس ومنظر أخر لصناعة الكعك في مقبرة الوزير رخميرع من عهد تحتمس الثالث (الأسرة 18) الدولة الحديثة.

 كان المصريون القدماء يتفننون في عمل «الكحك» كان يستخدمون العسل والتين والتمر والزبيب نظراً لعدم وجود السكر فكان يخلط عسل النحل بالسمن ويقلب على النار ثم يضاف على الدقيق ويقلب حتى يتحول إلى عجينة يسهل تشكيلها وكانوا يشكلونه على شكل أقراص أو بمختلف الأشكال الهندسية والزخرفية ثم يرص على ألواح «الأردواز» ويوضع في الأفران كما كانت بعض الأنواع تقلى في السمن أو الزيت.
 ويقومون بحشو الكعك بالتمر المجفف (العجوة) أو التين ويزخرفونه بالفواكه المجففة كالنبق والزبيب وكانوا يصنعون الفطائر خصيصا عند زيارة المدافن في الأعياد  كانوا يشكلونها على شكل تميمة ست (عقدة إيزيس) وهي من التمائم السحرية التي تفتح للميت أبواب الجنة. وهي نفس العادات التي يقوم بها المصريون حالياً حين يزرون موتاهم يقدمون الكعك والفطائر رحمة ونور على أرواح موتاهم.