يوميات الأخبار

عيد.. بأية بشرى جئت يا عيد

حمدى الكنيسى
حمدى الكنيسى

باختصار كان - ومازال -  شعار السراج: أنا ومن بعدى الطوفان المهم هو شخصياً.

قال الشاعر العملاق «المتنبى» «عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد».
وأقول أنا بأمل أن يكون الجديد الذى يجىء مع العيد الذى نعيش الآن أيامه المباركة هو مقدمات «البشرى» التى لاحت من خلال مزيد من الإنجازات التى تسعى إليها مصرنا الغالية فى حربها الشرسة التى تخوضها على ثلاث جبهات: ١ جبهة الارهاب ٢ جبهة الكورونا اللعينة ٣ جبهة حماية وتعظيم الاصلاح الاقتصادى بالرغم من التداعيات الاقتصادية العالمية لوباء الكورونا».
وما يؤكد «البشرى» هو ما تابعناه خلال هذا الأسبوع من افتتاح المرحلة الثالثة من «بشايرالخير (بالقبارى) ومشروع التطوير الحضارى بمنطقة غيط العنب مع انطلاق العمل المكثف فى المدن الجديدة، والمشروع القومى للطرق بطول «٧ آلاف كيلو متر».
ويواكب ذلك كله الموقف الخاص جداً من «صندوق النقد الدولى» الذى قرر حزمة تمويلية غير مسبوقة بما يساهم فى استقرار الاحتياطى النقدى، إلى جانب إقبال هائل من الاستثماريين الأجانب على شراء سندات مصر الدولارية الجديدة حتى أن خبراء الاقتصاد يقولون «مصر أكثر الدول المهيأة لاستقبال الاستثمار الاجنبى».
> وتتأكد «البشرى» التى تجىء مع عيد الفطر المبارك من خلال أحدث الشهادات التى تطلقها كبرى الهيئات والمؤسسات الدولية، حتى أن مؤسسة «موديز» العالمية أبقت على التصنيف الائتمانى لمصر عند مستوى «B2» مع الإبقاء أيضاً على النظرة المستقبلية المستقرة للاقتصاد المصرى. هذا فى الوقت الذى يتراجع فيه «التصنيف» الائتمانى لاكبر دول العالم بسبب أزمة الكورونا.
> هكذا إذا كان العيد المبارك قد وحدنا نحتفل به من منازلنا وفقا للاجراءات الاحترازية بسبب الكورونا، فإنه قد حمل فى ثناياه «البشرى» الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
إنه «السراج» ومن بعده «الطوفان»
السيد «فايز السراج» الذى وضعه المخطط الأوروبى - الامريكى على رأس حكومة الوفاق، مازال سادراً فى غيه، لا يعبأ اطلاقاً بانزلاقه ومعه مجلسه الرئاسى الى هوة عدم الدستورية، وعدم القانونية، وممارسة الخيانة التركية. حيث أن كل ما يشغله ويهمه هو البقاءعلى رأس السلطة الوهمية غير الشرعية فاقدة الشعبية، وفى سبيل ذلك جرى الى المهووس بلقب السلطان والخلافة العثمانية بمعناها المباشر وهو الاحتلال.. «المدعو أردوغان» ووقع معه على اتفاقية الخيانة التى تضع ليبيا الشقيقة تحت سيطرة المحتل التركى لينهب من أموالها ما يشاء ويهدد من أرضها من يريد!!
باختصار كان - ومازال -  شعار السراج: أنا ومن بعدى الطوفان المهم هو شخصياً واليجرف الطوفان ليبيا والدول العربية المجاورة وها هو ذا يرفض - بتعليمات اردوغان - مبادرة الجيش الوطنى بإيقاف اطلاق النار والاشتباكات أثناء فترة العيد حقناً لدماء الأبرياء من المواطنين.
ثم يعلن بسعادة غامرة ما بدا من نجاح تركيا فى احتلال «قاعدة  الوطية» بعد قصف بحرى وجوى وأرضى لقوات الجيش الليبى الوطنى - ويعلن استعداده وتأهبه للسفر إلى «انقرة» لتلقى التعليمات الجديدة من ولى نعمته أردوغان الذى يدفع الميليشيات وعصابات المرتزقة إلى مزيد من الاعتداءات للسيطرة على طرابلس والساحل الغربى.... استغلالاً حقيراً لالتزام الجيش الوطنى بمبادرته السلمية.
> والمؤكد أن رهان السراج على مساندة ودعم أردوغان.. رهان خاسر وسيدفع الثمن الباهظ قريباً على أيدى الشعب الليبى وجيشه الوطنى خاصة لو أتخذت الدول العربية موقفاً أقوى وأفضل، واتخذ الاتحاد الأوروبى موقفاً يتسق مع تصريحاته الرافضة للغزو التركى.. واكتشافه لسقوط شرعية وقانونية ودستورية حكومة الوفاق.
وإنه «الغنوشى وجماعته».. ومن بعدهم «الطوفان»
من الواضح تماماً أن «راشد الغنوشى» رئيس مجلس النواب التونسى لا يقيم وزناً لما يثار حالياً فى تونس الشقيقة رفضاً واستنكاراً لاشتراكه المباشر فى المؤامرات والمخططات التى تستهدف ليبيا والدول العربية المعروفة برفضها للجماعة الارهابية التى يحمل هو الآن لواءها من خلال «حزب النهضة».
> لا يقيم الرجل أى وزن لملايين المعارضين لمواقفه وتصريحاته التى تفضح فكره وأهدافه حتى أن سبعة أحزاب اجتمعت كلها على ضرورة محاسبته برلمانياً وقانونياً، كما وقع الملايين على مذكرة باسم الشعب تسأله عن ملياراته التى يوفرها له النظام القطرى والتنظيم الدولى للجماعة.. كما يسألونه عن تواطئه مع تركيا.
> وها هو ذا ينزلق إلى تصريح أهوج مستفز بتهنئة «فايز السراج العميل التركى المرفوض من الشعب والجيش الليبى الوطنى»، بمناسبة احتلال الميلشيات وعصابات المرتزقة التركية لقاعدة الوطيه كضربة موجعة للجيش والبرلمان وطوائف الشعب، حيث تم قلب الموازين على الأرض كما أعلن وزير الدفاع التركى الذى تباهى بذلك.
> وهكذا أضيفت فضيحة أخرى للغنوشى إلى سلسلة فضائحه وعلاقاته مع «أردوغان» و»فضائحه المالية» و»اجتماعاته غير المعلنة مع قيادات إخوانية كالقرضاوي»، و»لقائه مع السراج»، مما أشعل مزيدا من الرفض والضغط من أجل محاسبته برلمانيا وشعبيا. فهل ينجو هذه المرة ايضا هو وحزبه وخلاياهم النائمة والعلنية!! أم ينتصر الدستور والقانون وروح الشعب العظيم فتكون نهايته ونهايتهم لتعود تونس بمكانتها ودورها إلى الصف العربى التاريخي، ولعل الجزائر تلحق بها فى المسيرة الجديدة.. كإضافة أخرى لأمتنا العربية التى صارت أحوج ما تكون لالتئام الشمل ووحدة الموقف والصف حتى تواجه أشرس وأخطر المؤامرات والمخططات.
القوة المصرية الناعمة.. تضربهم فى مقتل
أطلقت القوة المصرية الناعمة صوتها قويا مدويا بالتفاف مئات الملايين من المصريين والعرب حول شاشات القنوات التليفزيونية لمتابعة وقائع وأحداث مسلسل «الاختيار» وظهر ذلك بصورة مبهرة عند متابعة حلقة الخميس الماضى التى قدمت - بدون فواصل إعلانية- وظلت العيون مشدودة إلى الشاشات على مدى «٤٥ دقيقة» فى متابعة لاهثة لأحداث «كمين البرث» التى استشهد فيها المقدم «أحمد منسى مع عدد من جنوده وضباطه»، وقد أغرورقت عيون ملايين المشاهدين بالدموع الساخنة تعاطفا مع الشهداء، وتلهفا على الانتقام من الإرهابيين الذىن هرب الباقون منهم إلى مخبأ سرعان ما اكتشفته المخابرات الحربية ليكون موقع أحداث الحلقة التالية التى تضمنت بعد القضاء على بقية الارهابيين الذين ارتكبوا جريمة كمين البرث عملية أخرى لجماعة «المرابطون» الارهابية التى تمركزت فى ليبيا، وقتلوا عددا من ضباط وجنود الشرطة فى طريق «الواحات».. وطاردتهم قواتنا، لتقتلهم جميعا، مما أثار خوف وارتباك عشماوي.. إلى أن سقط هو الآخر فى أيدى القوات الليبية والمصرية وأظهرته القوة الناعمة بالدراما والمشاهد الحية الواقعية.. وهو يواجه نهايته بالإعدام الذى هلل له الملايين.. بقدر ما ذرفوا دموعهم على العقيد أحمد منسي. «وكم كان ومازال رائعا أن نرى ملايين الشباب وقد حرصوا على ارتداء تيشرتات بصور الشهداء دليلا حيا على استعادتهم روح الانتماء والولاء للوطن.
> شكرا متجددا لأبطال الاختيار.. بدءا من الشئون المعنوية للقوات المسلحة، ومدير الانتاج والمؤلف والمخرج والأبطال من أمير كراره إلى أصغر دور فى القوة الناعمة المصرية الرائعة.
من أوراق أكتوبر المجيدة
لان ما يبذله رجال جيشنا وشرطتنا من بطولات وصولا إلى التضحية بالنفس والنفيس ما هو إلا امتداد طبيعى لما بذله أبطال قواتنا المسلحة فى أكتوبر المجيدة، فإننى سأظل أعيد الى الذاكرة صورا بطولية رائعة فى حرب الاستنزاف ثم اكتوبر، واليوم أتوقف أمام عملية بطولية مذهلة بقدر ما صدمت وروعت اسرائيل بقدر ما أشعلت حماس وطاقة جيشنا وشعبنا وذلك عندما طلب الزعيم عبدالناصر الرد على عملية قامت بها طائرات اسرائيل تسمى عملية بحر البقر التى سقط فيها عدد من التلاميذ، بأن نضرب نحن أيضا فى عمق اسرائيل، وتم فعلا إعداد ضفادع بشرية من الصاعقة البحرية، انطلقوا من «العقبة فى الأردن» إلى ميناء «إيلات» لمسافة «٤ كم» سباحة على سطح وتحت الماء إلى أن دخلوا الميناء وقاموا بتلغيم قطعتين بحريتين كانت اسرائيل تعتمد عليهما فى عمليات مثل «شدوان» وهما «بيت شيفع» و»بات يام» وقد تم تلغيمهما على أن ينفجرا بعد فترة تسمح للضفادع البشرية بالعودة إلى العقبة، وتمت العملية بنجاح هائل صدم وأحرج اسرائيل، ونظرا لأن تحرك رجالنا من «العقبة» والعودة إليها تحفظت عليهم الأردن خشية رد الفعل الاسرائيلي، وتصادف أن «الملك حسين» كان فى زيارة لمصر لحضور القمة العربية فقال له عبدالناصر: «ستظل أنت معنا هنا فى القاهرة إلى أن يعود أبطالنا، فتقبل الملك الموقف مبتسما وأمر بإطلاق سراح الضفادع البشرية المصرية فورا.