حكايات| فنانون تحت الطلب.. ملوك «المقص» والجلاليب الفلاحي في بحري

 فنانون تحت الطلب.. ملوك «المقص»
فنانون تحت الطلب.. ملوك «المقص»

بين البشوات والبسطاء احتفظ «الجلباب الفلاحي» بموقع مميز للغاية، حتى صار هذا الثوب مميزاً لجميع أبناء العائلات من الصغير للكبير، ومن الغربية في الدلتا كانت قصة جديدة لفناني حياكة الجلاليب الفلاحي.

عادل عبدالمنعم صالح (شاب – 40 عاماً) من فناني هذه المهنة التي ورثها أبا عن جد، تحدث عن عمله فيها منذ صغره وقد تعلمها واتقنها من والده رحمة الله عليه، والذي ورثها بدوره عن والده وعمل بها عمه أيضاً، أي أن العائلة تخصصت في عمل الجلابية البلدي والعباءة منذ بداية خرط القماش بالمقص حتى تكفيف الجلباب وكيه.

«الفنان» لقب اشتهر به الحاج عبدالمنعم بعد أصبح له زبائن من داخل قريته وجميع القرى في وجه بحري والسعيد، وبعد وفاة الوالد أصبح هو لقب الابن عادل نفسه، لكنهما معاً تمتعا بمهارة عالية في صناعة الجلابية والعباءة.

لكن للأسف يعاني كثير من «الترزية» من مخاطر الانقراض نتيجة عدم إقبال الشباب على امتهانها بسبب محاولات الكثيرين البحث عن الاستسهال وارتفاع أسعار «مصنعية» الجلباب الواحد الذي يتكلف أكثر من 400 جنيه فضلا عن ارتفاع أسعار الخامات مثل الايطان الخاص بعملية التكفيف، فضلا عن أن تكفيف الجلباب الواحد يستغرق من 3 إلى 4 أيام وهي عملية شاقة جدا.

 

تكلفة العباءة اليوم وصل إلى ألفي جنيه تقريبًا، وهنا يتحدث الترزي عادل قائلا: «من يقتني الجلباب البلدي والعباءة يعرف قيمتهما جيدا وأنا منذ صغري وأنا أتعامل مع زبائن من جميع أنحاء مصر ومن بعض الدول العربية ولكني أخاف من انقراض فناني هذه المهنة بسبب صعوبتها وحاجتها للصبر وشاب هذه الأيام لا يتصفون بهذه الصفات».

 

«والدي كان يقسوا علي كثيرا كي اتقن هذه الصنعة وأكون ماهرا فيها، وفي كل الأحوال فإن القفطان أو الجلباب البلدي يمر بعدة خطوات كي يتم تصنيعه أولها عملية التقطيع أو (الخرط) كما يطلق عليها؛ حيث أنها أهم خطوة في عملية تصنيع الجلباب ويجب أن تكون دقيقة جدا لأنها سوف يبنى عليها اتقان عملية التصنيع جميعها ومن يتقن هذه الخطوة يعتبر من أمهر الصنيعية في هذه المهنة».

أما الخطوة الثانية في تصنيع الجلباب فتتمثل في عملية الحياكة (الخياطة) وبعدها عملية التكفيف وهذه العملية تأخذ وقتا كبيرا يتعدى ثلاثة أيام للجلباب الواحد ومجهودا شاقا مع تركيز تام لإتقانه وبعدها عملية القيطان وهي تتطلب جهدا كبيرا أيضا حتى يتم الانتهاء من إعداد الجلباب بالشكل المتقن الذي يرضي الترزي ويرضي مقتنيه.

 

ويختتم عادل حديثه بالتأكيد على أن كثيرين تعلموا على يد الده هذه المهنة فمنهم من أصبح ماهرا فيها ومنهم من أتقن هذا العمل جيدا ومنهم من تسرع ولا يزال يفتقد لأهم خطوات تصنيع الجلباب والعباءة.