إنها مصر

أيام العيد

كرم جبر
كرم جبر

ربنا يعديها على خير وكل عام وأنتم بخير، وحفظ الله مصر وشعبها من شر الفيروس اللعين.
إجراءات الحكومة كانت ضرورية، ليس بهدف حبس الناس أو قطع الأرزاق أو التضييق وغيرها من الأسباب الوهمية التى تروج لها بعض المواقع، ولكن صحة المصريين أولاً وأخيراً.
كنا نستبشر خيراً أن تقهر درجات الحرارة العالية الفيروس، أو هكذا بشرونا، ولكن أعداد المصابين فى أيام الحر فى ازدياد، ولا نستطيع أن نحكم حتى الآن هل الحر فعلاً يقتل كورونا؟
الإجابة عند كورونا، فيبدو أنه فيروس لئيم وماكر ويتحور حسب الظروف، ويحمل أعراضاً مختلفة لكل دولة وكل إقليم، فكورونا فى الصين غيره فى إيطاليا، ويختلف عن مصر وهكذا.
لا أمان مع فيروس لا نعلم خطوات تحوره، ولم ينجح العلماء رغم التقدم المذهل أن يفصلوه ويقتلوه بالدواء المناسب، لينقذوا البشرية من أخطر عدو فى تاريخها.
حسناً فعلت الحكومة باتخاذ سلسلة من القرارات، الهدف منها العبور بسلام من أخطر نفق صعب، خلال الأيام القادمة، حيث إجازة الأعياد والازدحام والأسواق والخروج والسهر والمصايف، مع وجود «درجات مرتفعة من الاسترخاء».
الاسترخاء لكورونا أيام العيد، معناه أن الخمسمائة مصاب يمكن أن يصبحوا ألفاً واثنين وثلاثة ـ لا قدر الله ـ فمازال بيننا من لا يؤمن بالخطر إلا إذا دق بابه واقتحم غرفة نومه.
وكورونا إذا دخلت بيتاً فلا يقتصر نشاطها على شخص واحد، ولا يهدأ بالها إلا إذا جاءت بالجميع وطرحتهم أرضاً، وتنتشر بسرعة البرق، وتُخفى أعراضها حتى لا يشعر بها المصاب إلا فى أقصى درجات الخطر.
أيام العيد من الأحد حتى الجمعة ستكون الأصعب، فالأماكن مغلقة والحظر من الخامسة مساء، وليس أمامنا إلا الأسرة والكتب والتليفزيون، والأخير نتمنى أن يكون رحيماً بنا، فلا يسرف فى برامج سخيفة تزيد الشعور بالاكتئاب.
الإجراءات هذه المرة لن يكون فيها تساهل أو تراخ، لأن الخطر لا يهدد الشخص المستهتر فقط، بل ينتشر فى الهواء ليهدد الجميع، ولا مجال للحديث عن التضييق أمام مصلحة شعب كامل، يريد أن يعبر الأزمة بسلام.
بعد العيد، أمامنا أحد طريقين:
الأول: أن تتم السيطرة على كورونا، والبدء فى تنفيذ خطة العودة إلى الحياة الطبيعية التى أعلنتها الحكومة، بخطوات محسوبة ومراحل متدرجة، وهذا ما نتمناه.
أو: أن يرتفع معدل الإصابات لا قدر الله، ولن يكون هناك بديل عن حزمة وحزمات أخرى من الإجراءات الأكثر تشدداً، وهذا ما لا نتمناه.
المفاجآت تُبطل التوقعات، وإذا هزمنا كورونا بالوعى واتباع التعليمات، نبطل شرها، أما إذا فاجأتنا بالمكر والدهاء، فسوف نئن من شرها.
أسبوع ويعدى، وتعود الشمس والهواء فى الشواطئ والأندية والشوارع والطرق، وتعود الحياة رغم أنف عدو الحياة.