حكايات| بطولة سالم الهرش.. ليلة تجرع إسرائيل «سُم» عبدالناصر وشيوخ سيناء

بطولة سالم الهرش.. ليلة تجرع إسرائيل «سُم» عبدالناصر وشيوخ سيناء
بطولة سالم الهرش.. ليلة تجرع إسرائيل «سُم» عبدالناصر وشيوخ سيناء

حين كان الملايين يتجرعون مرارة النكسة عام 1967، وقف بطل سيناوي يخط بيده على رمال سيناء اسمه بدمه كتف بكتف مع الجيش المصري.. هنا سالم الهرش أكبر شوكة في حلق الإسرائيليين.

 

لم تعلم إسرائيل عن خلية سرية من بدو سيناء المصريين، لعبت دورًا غير عادي في تأمين طريق العودة خلال الانسحاب في حرب 67، بحسب ما يؤكده حفيده محمد الهرش.

 

ذهبت أحلام الاحتلال إلى إحداث شرخ في جدار الوطن عبر الإعداد لمؤتمر ضخم لمشايخ سيناء والترويج لإقامة دولة مستقلة في سيناء لنفي صيغة الاحتلال عنها فيما عرف بمؤتمر الحسنة 31 أكتوبر 1968 في مدينة الحسنة بشمال سيناء.

 

اقرأ حكاية أخرى| سلاح «الحمير والبغال» في الحرب العالمية.. سر ابتلاع القنابل

 

حينها التقى وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه ديان بالشيخ سالم الهرش قبل عقد المؤتمر بـ4  أشهر، وتم عرض عليه أن يكون الهرش حاكمًا لسيناء بشرط إجماع القبائل على إعلان استقلالها عن مصر، والمفاجأة أنه جاره ووافقه على ذلك.

 

لم يعلم موشيه ديان أن اثنين من ضباط المخابرات المصرية كانا يقيمان في بيت الشيخ سالم على أنهما من أبنائه، فبعد الاحتلال كان الإسرائيليون يجمعون أبناء سيناء لإصدار بطاقات هوية إسرائيلية لهم، حينها كان «الهرش» يتواصل مع المخابرات.

 

آنذاك تم إدخال اثنين من ضباط المخابرات لبيت الشيخ سالم على أنهما من أبنائه، وتاه الإسرائيليون أمام زواج الرجل من أربع سيدات، وخروج عدد من أبنائه للتعليم خارج سيناء ومن هنا كانت نقطة التلاقي. 


 اقرأ حكاية أخرى| نوادر بطل الحرب والسلام.. معكم أنور السادات «خطيبًا» بمسجد المؤيد

 


وبذكاء الرئيس الراحل جمال عبدالناصر جرى تلقين الاحتلال درسًا ضخمًا أمام العالم أجمع، فما إن وقف الشيخ سالم الهرش أمام وسائل الإعلام العالمية وبحضور مشايخ وكبار شمال سيناء، متحديًا جولدا مائير وموشيه ديان ومندوبي منظمة الصليب الأحمر والأمم المتحدة معلناً أن سيناء مصرية 100% ومن يريد التفاوض عن شيء يخص أرضها فعليه الذهاب إلى «ناصر».


 


 وبحسب الشيخ محمد علي سالم الهرش فإن سيناريو الخداع المصري لم يتوقف عند هذا الحد؛ بل تم نقل الشيخ الهرش إلى الأردن بعد حصوله على تصريح من ديان نفسه ومنها تم نقله لمصر، ليتم استقباله في قاعة كبار الزوار بمطار القاهرة، ومع العرض عليه للسكن في حلوان طلب الانتقال إلى محافظة البحيرة بجوار أبنائه ليتم ذلك وعين وكيلا لوزارة التربية والتعليم بها.

 

 اقرأ حكاية أخرى| وراء كل حرب.. «امرأة»  

 


وفي البحيرة أقام الشيخ حسان في قرية عثمان ابن عفان وتم منحه 50 فدانًا هدية من الدولة له، كما كرمه الرئيس عبدالناصر بنفسه وأهداه بندقية آلية ومسدس 9 مم لكنه رفض البندقية ومنحها هدية للجيش المصري وأخذ المسدس كرمز بطولي من القوات المسلحة.

 

 

ظل الشيخ الهرش في محافظة البحيرة إلى أن اندلعت حرب أكتوبر 1973 ليعود إلى سيناء مرفوع الرأس، ثم يحل العام 2020 ليعاد ذكر بطولته في مسلسل الاختيار كرمز من أبطال سيناء.