حكايات| «مياه مالحة وحياة صالحة».. أصحاب «العقول الزرقاء» أكثر سعادة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


يظن كثيرون إن الحياة بالقرب من الشاطئ أفضل كثيرا، وإن كنت تعارض ذلك فإن الدراسات العلمية ستخذلك بالتأكيد، والتي تحدثت عن حياة أصحاب العقول الزرقاء السعيدة نسبة إلى مياه البحر التي يشاهدونها يوميا.


هل سبق لك أن لاحظت أن الوقوف بجانب النهر أو البحيرة يجعلك هادئًا ويمنحك السلام؟ هناك شيء ما يتعلق بالمياه، وهو ما يجعلنا بالتأكيد أقل توتراً.


الجذب تجاه المياه
طوال حياتنا على الكوكب، نجد أننا في حالة من الجذب إلى الماء وعند الاطلاع على الحضارات المصرية والهندية والرومانية القديمة، كانت تتحدث دائما عن المزايا المادية والعقلية للشرب والاستحمام في المياه.

في السنوات الأخيرة، بدأ البحث العلمي يكشف أن المسطحات المائية الطبيعية يمكن أن تساعد في الشفاء الطبيعي لأي اضطرابات يتعرض لها الإنسان، ويكون له فرق كبير على صحتنا بشكل عام.


أعلنت مجلة علم النفس البيئي عن دراسة وجدت أن المشاهد الطبيعية والماء توفر تجربة إيجابية، ولذلك يدفع الناس أموالا إضافية لغرفة في فندق مع مشهد للبحر.

وضع عالم الأحياء البحرية والاس جيه نيكولز نظرية تسمى «العقل الأزرق»، يوضح نيكولز أن العيش بالقرب من الماء يحسن الصحة العقلية ويزيد من السعادة.


العقل الأزرق
«العقل الأزرق» هو مصطلح لوصف السلام المرتبط بالمياه، على النقيض من "العقل الأحمر" الذي تصفه عالمة الأعصاب كاثرين فرانسين، بأنه الحالة التي تتميز بالتوتر والقلق والخوف، وربما حتى الغضب واليأس.


وأوضح نيكولز أن القرب من الماء يقلل من التوتر والقلق، مع تحسين الإحساس العام بالسعادة ويخفض معدل ضربات القلب والتنفس، وعند ممارسة التمارين في وجود البحر يكون تمرين آمن وأكثر كفاءة.

وأصبح شائع استخدام المياه في البيئات العلاجية لتخفيف اضطرابات ما بعد الصدمة والإدمان واضطرابات القلق والتوحد وغيرها من الحالات، إن الوقوف بالقرب من الماء يحسن الإبداع والتواصل.

ويستخدم المحيط والرياضات المائية كوسيلة لتحسين حياة أولئك الذين يعانون من إعاقات أو ظروف عصبية وجسدية. 


حالة تأملية
حالة «العقل الأزرق» تجعل حواسك كلها في حالة ارتخاء تضعك في حالة تأملية،
أن تكون داخل أو تحت أو حول الماء يجعلك أكثر هدوءًا ويمنح عقلك استراحة من الانشغال المعتاد.

تتيح رؤية الماء إزالة الانحرافات المرئية التي تواجهنا في المدن المزدحمة أو من النظر المستمر إلى الشاشات، وتوفر الاسترخاء لعضلات العين.

تتميز أمواج البحار بنمط إيقاعي للغاية عند اصطدامها بالشاطئ، تساعد الأصوات المتكررة والخفيفة على استرخاء الجسم وتخلق إيقاعًا داخليًا مهدئًا.

رائحة الهواء النقي الذي تتنفسه مملوء فعليًا بجزيئات سالبة من الهيدروجين، والتي تمتص الأكسجين وتساعد على تحقيق التوازن بين مستويات السيروتونين (هرمون مسؤول عن الإحساس بالسعادة).

ضوء الشمس الذي نتعرض له عند جلوسنا أمام البحر، مدهش لعدة أسباب مختلفة، فهو يزيد من إطلاق الإندورفين، مما يعزز مزاجنا، كما أنها فرصة جيدة للاستفادة من فيتامين (د) الذي يعزز الجهاز المناعي ويقوي العظام.

وحتى المشاهد والأصوات المسجلة من الماء لها تأثير على الشفاء والاسترخاء، في عام 1997، شاهد 10 من مرضى السرطان الذين عانوا من آلام مزمنة شريط فيديو طبيعيًا شمل 15 دقيقة من أصوات شلالات أمواج المحيط، بعد مشاهدة الفيديو، انخفضت لديهم  في هرمونات الإجهاد الإيبينيفرين والكورتيزول..

اجلس بجانب الماء واسترخِ، وأرح جسدك وعقلك، افعل هذا بعد يوم سيء، وأعدك أن نظرية العقل الأزرق ستبدأ في العمل، وسوف تشعر أنك أفضل بكثير، ليس عليك أن تدفع ثروة لقضاء بضعة أيام في منتجع صحي فاخر، اذهب إلى الشاطئ، ولا تنسى إيقاف تشغيل هاتفك.