رئيس «المصرية للتصلب المتعدد» يوجه رسالة هامة للفرق الطبية والمريضات

أستاذ المخ والأعصاب ورئيس الجمعية المصرية للتصلب المتعدد د.مجد زكريا
أستاذ المخ والأعصاب ورئيس الجمعية المصرية للتصلب المتعدد د.مجد زكريا

 

يتصدر الأطباء والممرضون ومقدمو الرعاية طليعة الجهود التي تبذلها أنظمة الرعاية الصحية حول العالم للتصدي لانتشار فيروس كورونا المستجد، ويقدمون الدعم للمرضى على مدار الساعة لضمان حصولهم على أفضل النتائج الممكنة. 

وسلط أستاذ المخ والأعصاب ورئيس الجمعية المصرية للتصلب المتعدد د.مجد زكريا، الضوء على أهمية ضمان جاهزية مقدمي الرعاية السريرية وغير السريرية للعناية بمرضى التصلب المتعدد، مؤكدا أن الممرضين المختصين برعاية المصابين بالتصلب المتعدد على وجه الخصوص، يحملون مسئولية كبيرة للغاية في فترة انتشار الجائحة.  


وقال د.مجد زكريا، إن الدراسات أظهرت أن نسبة انتشار مرض التصلب المتعدد في مصر تقدر بـ 13.74 حالة لكل 100,000 نسمة، لافتا إلى أن التخطيط المسبق الذي يضمن وجود الدعم أثناء هذه الفترة يُعتبر أمراً محورياً للغاية، لاسيما بالنسبة للسيدات الراغبات في تأسيس عائلاتهن الخاصة، حيث تعد خطة الرعاية مسألة جوهرية بالنسبة لهؤلاء المرضى؛ لأن التصلب المتعدد واحداً من الأمراض الانتكاسية التي تنطوي على العديد من المؤشرات غير المتوقعة. 

وأضاف د.مجد زكريا، أنه عندما تتعلق المسألة بخوض رحلة الحمل أثناء الإصابة بالتصلب المتعدد، فمن الضروري إتباع الإرشادات الصحية المعتمدة منذ بدء فترة الحمل، وهنا يلعب الممرضون المختصون بمرض التصلب المتعدد دوراً محورياً في تثقيف المرضى وأسرهم ومساعدتهم على اكتساب فهم أفضل لمراحل مرض التصلب المتعدد وعلاجه وطرق إدارته. 

ونوه إلى أن إمكانية وصول المريض إلى الفريق الطبي الصحيح يعد أمراً أساسياً نظراً لما يرافق مرض التصلب المتعدد عادة من قصور في القدرة الحركية بسبب الإرهاق والضعف، كما يترافق المرض مع تفاقم حالات أخرى مثل الاكتئاب. 


وأشاد د.مجد زكريا، بدور الممرضون ومقدمو الرعاية في مراقبة حالة المرضى ممّن يتلقون العلاجات المُعدّلة لحالات التصلب المتعدد الانتكاسي، والتي تنطوي على أدوية قادرة على عكس منحى تطور التصلب المتعدد والحد من وتيرة أو حدة الانتكاسة.

ولفت أستاذ المخ والأعصاب ورئيس الجمعية المصرية للتصلب المتعدد، إلى أنه في ضوء زيادة الأدلة حول محدودية خطورة بعض العلاجات المُعدّلة للمرض بالمقارنة مع غيرها بحسب آخر الإرشادات الصادرة بخصوص إدارة حالات الحمل لدى المصابات بالتصلب المتعدد، فمن الصعوبة التنبؤ بحدة أيّ حالة انتكاس قد تمر بها المصابة أثناء فترة الحمل، مؤكدا أن مخاطر حدوث الانتكاس تستمر لمدة تتراوح بين 6-9 أشهر بعد الولادة؛ وبالتالي من الضروري أن تتلقى المريضات المساعدة خلال هذه الفترة. 

وقال د.مجد زكريا، إن إحدى الدراسات البحثية كشفت أنّ توفير المساعدة على مدار العام الأول بعد الولادة أسهم في الحد من عدد وأثر تلك الأعراض التي تُعاني منها الأم الجديدة التي مرت بتجارب سابقة من التصلب المتعدد، كما تزيد من قدرتها على أداء وظائفها بشكل طبيعي، وبرغم عدم إمكانية تطبيق هذه المقاربة على الجميع، سيكون تطوير شبكة من المساعدين المحتملين المُمكن توفرهم خلال فترة قصيرة، خطوة مفيدة جداً.

وأشار أستاذ المخ والأعصاب ورئيس الجمعية المصرية للتصلب المتعدد، إلى أن رعاية المصابين بالتصلب المتعدد تنطوي دوماً على درجة معينة من أوجه عدم اليقين، لاسيما في ضوء ما يتسم به المرض ذاته من تعذر القدرة على التنبؤ بسلوكياته، وبرغم المثالية التي تطغى على فكرة إمكانية الوصول إلى فريق من أخصائي الرعاية الصحية من أطباء الأعصاب والمعالجين ونظم الدعم، يُمكن للعائلات ومقدمي الرعاية غير الطبية في واقع الأمر أن يلعبوا دورهم لضمان استقرار حالة المريضة؛ إذ يُعتبر التخطيط وبناء شبكة الدعم أمراً جوهرياً للحد من حالات انعدام اليقين. 

وفي الختام شدد أستاذ المخ والأعصاب ورئيس الجمعية المصرية للتصلب المتعدد د.مجد زكريا، على أن التثقيف من شأنه أن يمنح المريضات الوعي بأهمية الدور الذي يلعبنه في إدارة مرض التصلب المتعدد الذي تُعانين منه.