خاص| رسالة حمزة لوالده الشهيد أحمد المنسي في قبره

حمزة نجل الشهيد أحمد المنسي
حمزة نجل الشهيد أحمد المنسي

طفل بعقل وقلب الرجال.. 12 عامًا هو عمر حمزة المنسي نجل الشهيد العقيد أحمد المنسي، بعد 3 سنوات من رحيل والده، لكنه لا يزال يتذكر كل كلمة ونظرة وحوار دار بينهما، كل يوم يزداد إيمانه بعهده الذي قطعه على نفسه حين شاهد جثمان الأب في جنازة مهيبة.

 

حاول حمزة السيطرة على دموعه حين بدأ الحديث لـ«بوابةأخبار اليوم» لكنه تماسك مع أول سؤال عن مسلسل الاختيار، إذ انطلق لسانه دون تردد بكلمات: «أنا مبسوط جدًا بالمسلسل، كنت متشوق أشوف الحلقات، خاصة دور والدي في سيناء وكنت حابب أشوف الأحداث التي وقعت هناك».

 

لا يزال الطفل حمزة يتذكر كثيرًا مما دار بينه وبين والده الشهيد أحمد المنسي، فيقول: «بابا كان بيهزر معايا وأنا صغير، ولما كبرت قلل في الهزار معي عشان كان عايزني أبقى راجل وأتحمل المسؤولية».

 

لكن مع كل كلمة يسمعها نجل الشهيد عن الجماعات الإرهابية والإخوان يزداد حزنه ليس فقد على الراحل المنسي بل كل مصري سقط غارقًا في دمائه بدون وجه حق.. قبل أن يردد كلماته: «ربنا ينتقم منهم.

 

يعيش حمزة اليوم على حلم وعهد قطعه على نفسه، فيواصل حديثه بقوله: «من وقت استشهاد والدي وأنا حابب أكون ظابط عشان أجيب حقه وحق كل شهيد».

 

ووجه حمزة رسالة للفنان أمير كرارة، قال فيها: «شكرا لك وتمثيلك حلو جدًا»، وقبل أن يختتم حديثه وجه رسالة من سبع كلمات لوالده في قبره: «هاخد حقك يا بابا.. أنا بحبك جدا».

 

"بطاقة تعريف"..

الشهيد أحمد صابر محمد علي المنسي، هو عقيد أركان حرب قائد الكتيبة 103 صاعقة بالعريش في شمال سيناء، استشهد في السابع من يوليو عام 2017، ومعه عدد من أفراد الكتيبة في كمين «مربع البرث» بمدينة رفح أثناء التصدي لهجوم مسلح على أفراد القوات المسلحة في سيناء.

 

والشهيد المنسي مولود في قرية سنهوت مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، عام 1978، حيث كان يعمل والده مديراً للوحدة الصحية بالقرية لأكثر من 14 عاماً، وتخرج ضمن طلبة الدفعة 92 في الكلية الحربية قبل أن يلتحق بالقوات المسلحة, وانضم لفريق الكفاءة البدنية.

 

والعقيد الراحل أحمد المنسي حاصل على فرقة مقاومة الإرهاب، وتولى قيادة الكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء، خلفًا للعقيد رامي حسنين في أكتوبر 2016.

 

مصنف كأحد أقوى 100 رجل صاعقة في العالم، وتاريخه مشرف بعمليات كبرى؛ إذ نجح في إحباط عشرات العمليات الإرهابية في سيناء وأنقذ حياة كثيرين من الجنود خلال أربعة أشهر فقط.

 

رغم قوة «المنسي» وبأسه الشديد بين الإرهابيين وحاملي الأسلحة بدا شخصًا مختلفًا بين أطفاله، تارة بين المداعبة والضحكة الصافية، ولا يزال أحد المقاطع المصورة المتداولة له شاهدًا عن تعلقه الشديد بطفلته «عاليا» إلى جانب شقيقيها.

 

ظل المنسي يرى مشهد استشهاده دائمًا أمامه، تعبر عنه كلماته تارة لتلاميذه في كتيبة الصاعقة وأخرى في نعيه ودعائه الدائم لقائده العقيد رامي حسنين مستندًا إلى فصاحته واحتفاظه بجذور اللغة العربية، حين كتب عبر حسابه على فيسبوك عام 2016، قائلا: «في ذمة الله أستاذي ومعلمي.. اتعلمت على أيده كتير.. شهيد بإذن الله العقيد/ رامي حسنين.... إلى لقاء شئنا أم أبينا قريب". 

 

عشقه لمصر بلا حدود رسخته كلماته أيضًا عبر حسابه على فيسبوك أيضًا حين كتب: «شجرة أنتي يا مصر من عمر التاريخ.. أعلم أنك فانية _فلا شيء باق_ ولكنك ستفني عندما يفنى التاريخ».

 

تسعة أشهر فقط كانت فاصلة بين جنازتين مهيبتين لشهيدين الأولى للقائد والصديق العقيد رامي حسنين في انفجار عبوة ناسفة استهدفت مدرعته في أكتوبر 2016، والثانية لخير خلف لتلميذه القائد العقيد أحمد المنسي بعد استشهاده في هجوم إرهابي استهدف كمين البرث بدأ بتفجير انتحاريين يقودون سيارات مفخخة أنفسهم، وأعقبه اشتباكات عنيفة، أسفرت عن استشهاد القائد وعدد من جنوده، ومقتل أكثر من 40 إرهابيا.