رحلة المجد (2)| اليونان في تصفيات «يورو 2004».. بين صدمة البدايات وفرحة النهايات

رحلة المجد (2)| اليونان في تصفيات «يورو 2004».. بين صدمة البدايات وفرحة النهايات
رحلة المجد (2)| اليونان في تصفيات «يورو 2004».. بين صدمة البدايات وفرحة النهايات

انتهى الجزء الأول من رحلة المجد إلى بناء أوتو ريهاجل جسور الثقة بينه وبين الجماهير اليونانية بعد النتائج الإيجابية في المباريات التحضيرية لتصفيات التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2004 بالبرتغال، وأوقعته القرعة في مجموعة ضمت منتخبات إسبانيا وأوكرانيا وأرمينيا وأيرلندا الشمالية.

الآن جاءت اللحظة التي ينتظرها جمهور الكرة في اليونان يوم السابع من سبتمبر عام 2002 وسط العاصمة اليونانية آثينا وضربة البداية لأحفاد الإغريق في التصفيات أمام منتخب إسبانيا المرشح الأول للصعود المباشر، والاختبار الحقيقي لأوتو ريهاجل، فكانت الخسارة بهدفين نظيفين سجلهما راؤول جونزاليس في الدقيقة الثامنة وخوان كارلوس فاليرون في الدقيقة 77.

 

كانت الخسارة أمام إسبانيا طبيعية بالنسبة للفارق التاريخي وكذلك فارق المستوى الفني لأسماء اللاعبين، ولكن جاءت الصدمة الثانية بخسارة المباراة التالية أمام منتخب أوكرانيا بهدفين نظيفين يوم الثاني عشر من أكتوبر عام 2002، وبدأ اليأس يتسرب لنفوس الجماهير اليونانية، لكنه لم يعرف طريقه أبدًا لأوتو ريهاجل وكتبية المحاربين.

بعد 4 أيام فقط، كان ريهاجل وكتيبته على موعد مع المواجهة الأهم، إما الفوز أو الخيبة، في مواجهة منتخب أرمينيا المتواضع، بدأت رحلة المجد، فحقق اليونانيون الفوز الأول في التصفيات بهدفين سجلهما ديمس نيكولايدس وتنفست الجماهير الصعداء على أرض عاصمة التاريخ الأوروبي.

 

الفوز على أرمينيا منح ريهاجل الفرصة لإعادة الحسابات، فكان قراره تعديل الطريقة، والاعتماد على العناصر القادرة على القتال داخل أرضية الملعب، وقرر اللعب بطريقة دفاعية بحتة وبصرامة ألمانية عرفت عنه، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة، وهو ما اختبره في 4 وديات قبل مواجهة أيرلندا الشمالية، تعادل مع أيرلندا والنمسا وفاز على قبرص والنرويج واستعد جيدًا للمواجهة.

في الثاني من أبريل عام 2003، نجحت تجربة ريهاجل فأجهز على أيرلندا الشمالية وسط جماهيرها بهدفي أنجليوس خاريستياس في بداية الشوطين الأول والثاني، ليواصل حصد النقاط، وتعديل وضعه بالمجموعة مستغلا تعادل إسبانيا مع أوكرانيا.

 

في يونيو جاءت اللحظة الحاسمة والاختبار الأصعب، مواجهتين متتاليتين أمام إسبانيا وأوكرانيا خلال 4 أيام فقط، وكان التحدي يزداد صعوبة، فاستعان أوتو ريهاجل بخمسة مدافعين في الخط الخلفي أمام الماتادور يوم 7 يونيو 2003، فحقق الفوز بهدف نظيف في مفاجأة هزت إسبانيا، ثم عاد إلى آثينا ليفوز على أوكرانيا يوم 11 من الشهر ذاته بهدف سجله خاريستياس وبدأت الأحلام تداعب الجماهير اليونانية.

 

في السادس من سبتمبر عام 2003، واصلت خطة ريهاجل النجاح منقطع النظير ففاز خارج قواعده على أرمينيا بهدف نظيف، وترك إسبانيا وأوكرانيا في صراع على المركز الثاني حين اختتم مشوار التصفيات بفوز على أيرلندا الشمالية بهدف من ركلة جزاء، وتأهل منتخب اليونان على قمة المجموعة السادسة في مفاجأة لم يتوقعها أحد، وحل منتخب إسبانيا في المركز الثاني ليبحث عن حفظ ماء الوجه في الملحق.

 

عاشت اليونان ليلة لم تغب عن ذاكرة الجماهير حتى يومنا هذا، وأصبح أوتو ريهاجل الرجل القوي في الكرة اليونانية على شاكلة الجنرال الراحل محمود الجوهري في مصر بعد التأهل إلى نهائيات كأس العالم عام 1990، فأصبحت تعليماته كالقوانين الكروية المقدسة، ولكن لم يتخيل أحد ما فعله ريهاجل في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2004 بالبرتغال، فما حدث لم يخطر ببال الشعب اليوناني وجماهير كرة القدم على مستوى العالم.