آمنية

فى وداع الرجال

محمد سعد
محمد سعد

تحية ملء السماوات والأرض، تحية طيبة بعطر جنة الخالدين لأرواح شهداء الوطن لمن احتضنوا الشهادة حتى يعم الأمن وآمن الناس على أرواحهم، تحية لكل ضابط يودع أهله كل صباح لا يدرى متى يعود.
كتب رجال الشرطة فى حادث الأميرية تحديا بحصار الإرهاب فى معقله قبل خروجه إلى الناس ليروع الآمنين، كتبوا الرسالة واضحة جلية بحروف من نور ربما يقرأها من عميت قلوبهم التى فى الصدور بأن هناك ضباطا بواسل آمنوا عن عقيدة ويقين بأن إرهاب الخونة لن يبرح حدود جدران تتشح بالسواد.
غيّر الإرهابيون مخططاتهم، كانوا على الحدود يتخذون من الجبال بيوتا ليخلقوا لأنفسهم وجودا على الأرض يحتلونها فوجدوا جيش مصر الذى لا يقهر يقاتل إرهابهم يطاردهم بين الدروب حتى يطهر الأرض من دنسهم.
يتجهون للداخل يختبئون وسط الزحام يغلقون على أنفسهم تطويهم الجدران، توهموا أنهم بمنأى عن العيون يتحينون الفرصة بأعمال إجرامية ويحصدون فيها أرواح الأبرياء ينفذون أجندات هدم الوطن وترويع الآمنين وهم لا يعلمون أن مصر باتت كعهدها دائما دار أمن وأمان فيها عيون تحرس ولا تنام.
توهموا أن بإمكانهم العودة فى جنح الظلام لم يخطر على بالهم أن الرجال يرصدون أنفاسهم يترقبون تلك اللحظة فى المهد لوأد مخطط يحاك أراد بالوطن سوءا وأراد حصاد أرواح الأبرياء.
سلك الإرهابيون مسلكا باستراتيجية مغايرة على أمل كاذب سلكوا طريق الضلال ولكن كان فى انتظارهم البواسل فحالوا دون خروج إرهابهم للوجود وحاصروهم حتى قضى عليهم حتى ولو نالوا الشهادة فهم فى الصفوف الأمامية يقاتلون عن يقين موتا للأفكار المظلمة داخل الجدران المظلمة.
الارهاب يلفظ أنفاسه ولن يعود إلى الوجود، لن يتسرب الخوف إلى الأرواح فيحصد حياة الأبرياء أينما تواجد المجرمون ولو كانوا فى بروج مشيدة هناك عيون لا تغفل ولا تنام ترمقهم وتراقب أنفاسهم.
أما عن الرجال فهم يخرجون ما بين ليلة وضحاها لا يدرى أحدهم عودته مرة أخرى إلى أحضان أهله وبنيه، يغادرون بيوتهم مودعين دون وداع فربما يكتب القدر عليهم مرارة الرحيل، ربما يكتبهم من الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.
يؤمنون بالقضاء والقدر لا يهربون مما كتب على جباههم يواجهون بالرضا والتضحية الغدر، ويبذلون الدم والروح بنفوس راضية مرضية، كتب عليهم الجهاد فى سبيل الوطن.
يتحملون ما تنوء به الجبال ويكابدون قسوة الآلام يعلمون يقينا أن هناك من يتربص بهم فى ظلمات الليل برصاص غادر لكنهم عاهدوا الوطن، يقتحمون سراديب الظلام يشقون الطريق حتى يهتدوا بنور الحق يطاردون خفافيش الجهل يطهرون الوطن من دنس من أرادوا بأهله سوءا.
        > مسك الختام
تحية لكل شهيد مات برصاص الغدر فى الظلام، مات وهو من الأحياء عند ربه يرزقه الخير، تحية لشهداء يكتبون البقاء للآخرين ويختارون الرحيل عن رضا وقناعة وبأن الوطن لابد أن يعيش.