ضى القلم

أسـوأ ما فيـنا

خالد النجار
خالد النجار

أثبتت الدولة المصرية متانتها وثبات أركانها، تجهيزات لمستشفيات العزل وتعقيم للشوارع والميادين واستنفار ومواجهة بمسئولية، لم تكن أزمة كورونا الا اختبارا حقيقيا لجاهزية مصر، وقوة الحكومة والأجهزة الأمنية التى تعاملت بوطنية وخوف حقيقى على المواطن والبلد.
أثبتت الشرطة المصرية قوتها وتعاملت بإنسانية لتحمى الناس وتجنبهم المخاطر.
الجيش المصرى دوما العون والسند، من أول لحظة عمليات تطهير للمبانى والشوارع والميادين وتوفير المواد الغذائية والمطهرات والتصدى لتجار السوق السوداء، ودوما رجال الرقابة الإدارية ببسالتهم يتصدون لتجار الأزمة وجاءت الحملات المستمرة للمستغلين الذين يحاولون مص دم الغلابة، وضخ سلع ومطهرات مغشوشة، وغيرهم ممن يخزنون السلع.
أمن مصر وأجهزتها الوطنية دائما فى ظهر الغلابة بإحكام السيطرة وتجفيف منابع الفساد والاستغلال وتوفير الاحتياجات..اللهم أدم علينا نعمة الأمن والاستقرار.
استعراض الرئيس عبدالفتاح السيسى لمعدات مواجهة وباء كورونا يدعو للثقة والفخر..متابعة دقيقة من الرئيس والحديث فى تفاصيل بالغة الخصوصية..يعرف ويتابع كل شىء.. يعلم قيمة المواطن وقيمة مصر.. نزول الرئيس للاطمئنان على أبنائه العمال فى أحد المواقع كان مفاجئا دون ترتيب.. وكان انفعاله صادقا، وخوفه عليهم نابعا من انسانيته.. خطوات جادة وجهود واعية بذلتها الدولة بعناية ومتابعة تؤكد أن لدينا عقولا نابهة..وللحقيقة فإن المهندس مصطفى مدبولى رئيس الوزراء بذل جهدا ومتابعة بإخلاص ووطنية..هكذا دوما رجال مصر المخلصون تجدهم ويظهر معدنهم فى الأزمات.
أما تجار الأزمات ومعتادو الاستغلال فيظهرون أيضا فى الشدائد..شتان الفارق..فرغم التلاحم والترابط الذى ظهر من كثيرين، نجد أن هذه الأزمة أخرجت أسوأ ما فينا من سلوك سيىء ظهر فى بعض الاهالى الذين تعاملوا بجفاء ورفضوا دفن احدى المتوفيات خوفا من عدوى كورونا، ضاعت أخلاق القرية وتراجعت الشهامة والنخوة وتزايدت حالة اللامبالاة، فتجد بعض السكان يمنعون أحد الاطباء من دخول مسكنه تحسبا لنقل العدوى ! لا يليق بنا التفنن فى الاستغلال وتخزين السلع والسمسرة فى المطهرات..تجار الأزمة يظهرون فى كل أزمة لكن نحن سبب الأزمة بالتراخى معهم وعدم الوقوف فى وجههم.
حسرة عدد من مستغلى الطلبة أو ما يسمونهم مدرسى الدروس الخصوصية جعلتهم يتفننون فى ابتزاز التلاميذ.أخرجت الأزمة أسوأ ما فينا، لكن هناك ايجابيات عديدة نتمنى أن تستمر بعد زوال الغمة وأن تكون بداية قوية لعودة مصر وشعبها بأسس متينة لعودة الأخلاق والقيم والالتزام بالمبادئ وعودة الروح والترابط.
غيرت أزمة فيروس كورونا حياتنا وسلوكياتنا وتجددت عادات وخصال حميدة نتمنى ألا تزول بعد زوال الوباء.
مبادرات الخير تعددت وظهر معدن الشعب الأصيل..طوفان من دعوات الخير فى القرى والحوارى وعبر صفحات السوشيال ميديا.
وللحقيقة فقد أدت وزارة التربية والتعليم دورا متميزا خلال الأزمة وعلينا الاستفادة من برامج التعليم اون لاين وتفعيل منظومة المنصة الاليكترونية واستغلال هذه المحنة ونستفيد من تطوير التعليم الاليكترونى، وتفعيل باقى الخدمات فى الدوائر الحكومية بمختلف المصالح على مستوى الجمهورية لتقليل الوقت والجهد والتعامل بآدمية. ليتها تكن بداية لغلق المحلات والمقاهى مبكرا للاستفادة من الطاقة فى تشغيل المصانع والحفاظ على صحة الناس التى دمرتها الشيشة.
اذا كانت الأزمة أخرجت أسوأ ما فينا فإن الخير فينا كثير ومصر بخير بشعبها الطيب وقائدها المخلص ولدينا الكثير والكثير.
حمى الله مصر وشعبها ووفق ولاة أمورها ودوما فى سداد، وان شاء الله نعبر الأزمة بسلام وتعود الحياة ونستقبل رمضان جميعا بخير، وكل عام وأنتم ومصر بخير.