حروف ثائرة

مصر التى فى قلب روما !

محمد البهنساوى
محمد البهنساوى

إذا كنا تحدثنا الأسبوع الماضى تحت عنوان «مصر كورونا والذين فى قلوبهم مرض» عن التصرف الرائع إنسانيا وسياسيا لمصر بإرسال طائرة مساعدات طبية لإيطاليا واستقبلها وزير الخارجية وأشاد بها رئيس الوزراء الإيطالى.. وفندنا الأسباب الواهية للهجوم على هذا التصرف من الذين فى قلوبهم مرض.. المتلونين والمتربصين.. لكن ها هو الرد يأتى قويا من قلب العاصمة الإيطالية روما، فيديو ينتشر لرب أسرة مصرية تعيش هناك يتعجب من المهاجمين لتصرف الحكومة قائلا «يا جماعة ادى المعونة اللى أرسلتها الحكومة المصرية كمامات جات ليا وأولادى بعددنا مع رسالة رقيقة من الحكومة الإيطالية بتقول دى هدية ومعونة من الحكومة المصرية الصديقة للشعب الإيطالى» وقال الرجل فى سعادة «احنا فخورين ومتشرفين أوى بحكومتنا واللى عملته.. رفع راسنا لفوق والطلاينة مش هينسوه أبدا».
بعد هذا الكلام ما هو موقف أحمد منصور والذين على شاكلته ودراويشهم.. فإن لم يستح من تناقض موقفه بين الهجوم على التصرف المصرى والإشادة بعده بساعات بنفس التصرف للطاووس التركى.. فهل يخجل بعد هذا الفيديو أم سيقولون إن الحكومة المصرية «مرتبة الموضوع!! الفيديو لخص فى دقائق ما نحتاج ساعات للحديث عنه من الذكاء الشديد لهذا القرار وتداعياته عاجلا وآجلا على مصر وصورتها الذهنية بالعالم أجمع.
وإذا كانت هذه هى مصر فى قلب العاصمة الإيطالية روما.. فأيضا «هى دى مصر» بكل ربوعها ونجوعها وحواريها وقراها ومدنها.. لا يجب أن نتوقف كثيرا أمام تصرف قلة بقرية شبرا البهو من الذين رفضوا دفن الطبيبة شهيدة كورونا.. لا تسمحوا لأحد ان يدفعنا دفعا لجلد الذات وطأطأة الرأس والانكسار.. بالطبع تصرف مرفوض وهمجى لكن يجب أن نضعه فى سياقه.. هذا السياق يقول إن بلدا بحجم مصر والتحديات التى تواجهها والتربص الذى يتسلل خلسة لبعض قراها ونجوعها لبث سموم ومحاولة إشاعة فوضى هدامة لابد ان تفرز تلك القلة.. ولنقف أيضا عند عذر الجهل «دينيا وطبيا» لهؤلاء.. أعرف جيدا أن كل الأعذار مرفوضة.. لكن يجب ألا يحاول أحد جرنا لنشعر أن هذه هى مصر بتلك القلة.
هى دى مصر التى نفخر بها موجودة بالدقهلية حيث إصرار أهالى قرية شباس عمير على المشاركة فى وداع شهيدة كورونا فى مشهد حضارى رائع.. والإسماعيلية التى أصر أطباؤها على استكمال عملهم بمستشفى العزل رغم انتهاء تكليفهم.. ومن أسوان للإسكندرية للمنوفية حيث استقبال الأطقم الطبية بالتصفيق والهتاف لدى عودتهم من عملهم.. مصر التى كشف تحضرها ورقيها ممثل منظمة الصحة العالمية جون جبور أمس معتبرا أنها ضمن أفضل النماذج فى العالم لمواجهة المرض.. وكرر الشكر باسم المنظمة والأمم المتحدة إلى الرئيس السيسى ورئيس الوزراء ووزيرة الصحة وإلى الأطقم الطبية المصرية والاسعاف بل والشعب المصرى بأثره.
ومن روما لبكين لأرض الحضارات تحيا مصر تحيا مصر.