حوار| المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية| خطة مصر لمواجهة كورونا قوية ومحكمة

 الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط
الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط

- حسن التنظيم ودقة التقصى والاختبارات ورعـاية المصابين .. نقـاط القـوة

- توصياتنا بالاستعداد الدائم .. واختبار مرضى الحمى والسعال

- المنظمة تقدم الدعم المادى والتقنى والخبرات والتدريب

- طبيعة «الفيروس» لاتزال مجهولة.. ولا يمكننا التكهن بتطور الوباء

دائمًا ما يبرز دورها أكثر وقت الأزمات لتدق ناقوس الخطر من انتشار وباء أو مرض أو جائحة، قد تؤثر على صحة مليارات البشر، باعتبارها المنظمة الأهم المسئولة عن «صحة العالم» بابتكار عقارات للأوبئة ودعم الدول ذات النظم الصحية الضعيفة، منظمة الصحة العالمية التى تقوم بدور الرقيب والداعم للأنظمة الصحية فى الأقاليم والدول، كان لـ«الأخبار» حوار مع الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط المسؤول عن 22 دولة يتضمنها الإقليم من بينها مصر تزامنًا مع انتشار فيروس كورونا فى معظم دول العالم.

وحرص «المنظري» خلال حواره على توضيح كل الحقائق المتعلقة بالفيروس المستجد الذى خلف ما يقرب من 92 ألف إصابة بالفيروس و 4 آلاف و744 وفاة فى إقليم شرق المتوسط حيث أكد أن هناك جوانب كثيرة متعلقة بالفيروس لم يتم اكتشافها، وما زال أمام العالم عام وربما أكثر قليلًا للتوصل إلى لقاح لصد تفشى الفيروس.. وقيم المدير الإقليمى للمنظمة الاجراءات التى تتبعها مصر فى مواجهة الفيروس قائلًا: «إن خطة مصر قوية ومحكمة تعتمد على 5 نقاط قوة وعليها الاستمرار فى مكافحة الفيروس، وأن المنظمة تقدم للدول الدعم المادى والتقنى والخبرات وتدريب الكوادر الصحية خاصة فى بلدان الصراعات».. وأوضح أن كورونا يؤثر على الاقتصاد الوطنى والعالمي، وهناك الكثير من المشروعات الانتاجية توقفت نتيجة الفيروس، وهناك وفجوة تمويلية واسعة فى الدعم المادى المقدم للمنظمة.. وأكد انه لا توجد دلائل علمية على صحة استخدام لقاحى الحصبة والدرن فى الإصابة بكورونا، وأن الفيروس يعيش فى الأجواء الباردة والأجواء الحارة على السواء، مطالبًا بعدم الذعر والفزع والحرص على الوعى الذى يعد العنصر الأهم فى علاج الفيروس.

> ما تقييمك للإجراءات التى اتخذتها دول شرق المتوسط بخصوص مواجهة كورونا؟

أن استجابة الدول لم تكن جميعها على درجة واحدة، لكن من المهم القول بأن كل الدول بإقليم شرق المتوسط تقوم -وإن كان بدرجات متفاوتة - بالدور الصحيح المفترض أن تقوم به وهو سرعة التفاعل مع الأزمة وتفعيل خطط التأهب والاستجابة، ووضع الإمكانيات اللازمة تحت تصرف القائمين على إدارة الموضوع.

وأتي إعلان فيروس كورونا جائحة بنتيجة إيجابية إذ استشعرت الدول خطورة التقاعس عن المواجهة النشطة والجدية للفيروس لاحتوائه ووقف انتقاله، لكن هذا لا يمنعنا من التأكيد على أهمية مضاعفة جهود الاستجابة وتشديد إجراءات وتدابير المواجهة بصرامة والاستعداد لكافة السيناريوهات حتى أشدها صعوبة حتى نتمكن من عبور الجائحة بأقل قدر من الخسائر.

> وما تقييمك للوضع فى مصر والإجراءات التى تم اتخاذها لمواجهة الفيروس؟

الوضع فى مصر الآن حسب ما تشير إليه الأرقام المعلنة وحسب ما أسفرت عنه بعثة الفريق التقنى التى زارت مصر مؤخراً، يشير أن الاستجابة لمرض كوفيد-19 استجابة قوية ومُكيَّفة حسب الوضع الراهن.

ويشير عدد الحالات الجديدة بمرور الوقت إلى أن انتقال المرض يقتصر على سلاسل انتقال العدوى، ولكن بدأنا نشهد ارتفاعاً فى عدد الإصابات مؤخراً، وهناك عدة نقاط قوة فى الاستجابة: أولاً، تتسم الإدارة الكلية بحسن التنظيم، إذ يُنسق مركز عمليات الطوارئ الاستجابة بناءً على أحدث المعلومات الوبائية، ويعمل مركز الاتصالات على إطلاع العامة على المستجدات ومعرفة أين ومتى يجب التماس المساعدة.

وثانياً، تُجرى فرق الاستجابة السريعة استقصاءات دقيقة لحالات الإصابة ومُخالِطيها، وهذا أمرٌ ضرورى للغاية، لأنه يقطع سلاسل انتقال المرض.

وثالثاً، تتوفر القدرة على اختبار المرضى بطريقة موثوقة فى أكثر من 20 مكاناً فى مصر، ورابعاً، هناك خطة لتقديم الرعاية للمرضى، وأخيراً، يتم الاستعانة بالكثير من المنصات الإعلامية المختلفة لإطلاع العامة على المستجدات والمعلومات وتوعيتهم.

استعداد دائم

> هل تصل مصر للسيناريو الثالث الذى تعيشه إيطاليا حاليا؟

لا يمكن الجزم بالمسار الذى سيتخذه الفيروس فى بلد ما ولكن لابد من الاستعداد لاحتمالية انتقال المرض على نطاق أوسع، مما قد يؤدى إلى أعداد كبيرة من الحالات، وبينما نبذل قصارى جهدنا لتفادى هذا السيناريو، يجب علينا التأهب لهذه الاحتمالية. مما يعنى ضرورة التخطيط لتخصيص مزيد من مرافق العزل لحالات الإصابة الخفيفة، ومزيد من الأسِرَّة فى المستشفيات لحالات الإصابة الوخيمة، ومزيد من الأسِرَّة فى وحدات العناية المركزة للحالات الحرجة.، وينبغى القيام بكل ذلك إلى جانب الالتزام القوى بتدابير مكافحة العدوى فى المنازل والعيادات ومرافق العزل والمستشفيات.

> ما تأثير قرار تصنيف كورونا جائحة ووباء عالميا على الدول؟

لقد أكدت منظمة الصحة العالمية فى إعلانها دخول فيروس كورونا مرحلة الجائحة أن هذا الوصف لا يغير نهج المنظمة فى الاستجابة للفيروس لأنها تتعامل معه منذ اكتشافه بوضعية الاستجابة الكاملة ووضعت جميع قدراتها وجهودها وخططها لاستجابة موضع التنفيذ.

لكن الإعلان جاء فى الوقت المناسب لتنبيه جميع البلدان إلى حتمية التعامل بكل جدية مع هذا الفيروس وتبنى نهج الحكومة كلها والمجتمع بأسره بمعنى إشراك كافة القطاعات فى الاستجابة لأن هذا الوضع أخطر من قدرة القطاع الصحى وحده على الاستجابة وكذلك تعظيم دور وحجم المشاركة المجتمعية بحيث يكون كل فرد مسؤول عن حماية نفسه ومن حوله من خلال الوعى بتدابير الوقاية من نظافة شخصية وغسل الإيدى ومراعاة آداب السعال وتجنب الاختلاط بالمصابين إلى آخر هذه التدابير الفائقة الأهمية، فضلاً عن مضاعفة اتخاذ إجراءات مشددة لترصد الحالات على المناطق الحدودية واكتشاف الحالات فى المجتمع مبكراً وتتبع المخالطين وعزلهم ومعالجة المصابين منهم.

الشفافية

> سبق أن صرحت بأن 20% من الإصابات هى من يتم إعلانها فقط، وطالبت الدول بأخذ امر مواجهة كورونا على محمل الجد.. ما مدى دقة النسبة وما السبب وراء عدم إعلان كل الإصابات؟

ما صرحنا به سابقًا كان يتعلق بنسبة الإبلاغ عن بيانات الترصد ومشاركتها مع منظمة الصحة العالمية، هذه البيانات تضم المعلومات الوبائية اللازمة لبناء معارفنا عن المرض لذلك فهى مهمة للغاية، ومن المهم التفرقة بين مشاركة بيانات الترصد التى نرجو أن تتحسن، وبين الشفافية فى الإبلاغ عن الحالات التى نعتقد أنها مرتفعة فى إقليمنا حيث تقوم السلطات الصحية بالإبلاغ عن الحالات المكتشفة.

> ما الإجراءات التى يجب أن تتخذها الدول لمواجهة الأزمة؟

كما أكدت المنظمة مراراً وتكراراً لابد من اتخاذ إجراءات صارمة للبحث عن الحالات فى المجتمع وتتبع المخالطين لها والتوسع فى فحص الحالات مختبرياً وعزل المصابين والمخالطين ومعالجتهم. ولابد من اتباع نهج يشمل الحكومة كلها والمجتمع بأسره ليقوم كل قطاع بدوره ويكون لكل فرد دور فى الاستجابة.

> ما تقييمك لخطة مصر الوقائية وما الأمور التى تحتاجها لدعم الخطة؟

الخطة كما ذكر الفريق الطبى محكمة وتشمل العديد من نقاط القوة ونحن نتواصل مع وزيرة الصحة والسكان المصرية، وبعد انتهاء بعثة الفريق الطبى دارت مناقشات حول مجمل الوضع فى مصر، وتم الوصول إلى اتفاق بشأن التوصيات التى ستعمل على تنفيذها، هى وفريقها، فى الأيام والأسابيع المقبلة.

واتفقنا على الاستمرار فى البحث عن الحالات فى كل مكان، ويجب اختبار الأشخاص الذين يعانون من السعال والحمى، وعند العثور على حالات، تجب رعايتها وعزلها ويجب تتبُّع المُخالِطين، والقيام بذلك فى كل مكان وعدم التقاعس، حتى وإن ازداد عدد الإصابات، وباتخاذ كل هذه الإجراءات، سيكون لدينا فرصة حقيقة لإيقاف انتقال المرض.

> ما الدول التى أخطرت المنظمة بخطتها لمواجهة كورونا وهل مصر من بينها؟

نعم مصر من الدول التى أخطرت منظمة الصحة العالمية بخطتها للتأهب والاستجابة لجائحة كورونا، وهناك بلدان أخرى فعلت الأمر نفسه ونأمل أن نتلقى خطط باقى البلدان التى تستكمل حالياً خططها فى هذا الصدد.

معدلات الوفاة

> وما تفسيرك لارتفاع عدد الوفيات فى مصر لنسبة تصل إلى 7.5% من إجمالى الإصابات؟

معدل الوفيات ارتفع فى بلدان عديدة عن المعدل الذى كان عليه فى بدايات اكتشاف الفيروس حيث كان حينها 2.4 %. أما الآن فقد وصل فى المتوسط إلى 5.5 % ويرتفع فى بعض البلدان إلى أكثر من ذلك بل ويصل فى عدد منها إلى 9%. نحن نبحث لنصل إلى تفسير لهذا الارتفاع الذى قد يعود فى جانب منه إلى أن الحالات الوخيمة فقط هى التى يتم اكتشافها وهذه الفئة تكثر فيها نسبة الوفيات.

> وكيف تدعم المنظمة دول المنطقة لمواجهة فيروس كورونا؟

منذ بدايات ظهور فيروس كورونا فى الصين تواصلت المنظمة مع مختلف دول الإقليم لتنسيق جهود التأهب والاستجابة للفيروس والتعاون على استكمال الخطط المناسبة ومساعدة البلدان على تعزيز قدراتها خاصة البلدان التى تواجه مشكلات حقيقية فى البنية الأساسية وفى القدرة على إجراء الفحص المختبرى وتعانى من ضعف نظم الترصد واكتشاف الحالات نتيجة للطوارئ والحروب والصراعات التى تمر بها.

وتعمل المنظمة على مدار الساعة مع السلطات الصحية فى الإقليم لدفعها نحو التركيز على الإجراءات التى تمنع تحوُّل الإصابة الفردية إلى إصابة جماعية ثم انتقال العدوى على مستوى المجتمع.

وتشجع المنظمة البلدان على أن تضاعف جهودها فى ترصد حالات الإصابة واكتشافها وفحصها مختبريا وعلاجها وعزلها وتتبُّع المُخالطين، وأن تبذل المزيد من الجهود فى تعبئة مواردها البشرية للاستجابة للجائحة، وتعزيز الوعى والمشاركة المجتمعية واتباع نهج يشمل كل الحكومة والمجتمع بأسره.

وتحث المنظمة البلدان على تعزيز تدابير الوقاية بين الأفراد بحيث يتمكن كل فرد من حماية نفسه ومن حوله من العدوى، وتقوية إجراءات الوقاية من العدوى ومكافحتها فى المرافق الصحيةمع تعزيز إمكانيات الوصول بشكل كبير إلى المنتجات المنقذة للحياة، بما فى ذلك التشخيص، معدات الوقاية الشخصية، الأكسجين الطبى، أجهزة التهوية.

كما تتيح المنظمة حزمات من الدلائل الإرشادية تساعد البلدان على تحقيق التوازن بين جهود مكافحة فيروس كورونا وبين مواصلة التصدى للأولويات الصحية الأخرى بفعالية.

اللقاح المنتظر

> أعلنتم سابقا تشكيل 10 فرق علمية لاكتشاف لقاح وعلاج للفيروس..إلى ما توصلت أعمالها؟

لقد جمعت منظمة الصحة العالمية 400 باحث وخبير وعالم فى هذا المجال لمدة يومين لبحث أفضل السبل لمواجهة فيروس كورونا وأيضاً للإسراع بوتيرة العمل لتطوير لقاح وعلاجات لفيروس كورونا. وبفضل التدخلات العلمية والتوصيات رفيعة المستوى لهذه المجموعة الضخمة من الباحثين قطعنا أشواطاً واسعة نحو تطوير لقاح والوصول لعلاجات لكوفيد-19 ولا يعنى ذلك أن اللقاح سيكون متاحاً اليوم أو غداً وإلا لكننا نضرب عرض الحائط بكل التقاليد والممارسات العلمية الرصينة، بل يعنى أننا نجحنا فى تقليص المدة المعتادة لتطوير لقاح من عدة سنوات إلى سنة واحدة أو أطول قليلاً.

> كل يوم تعلن الدول عن لقاحات وأدوية جديدة للفيروس ما حقيقة الأمر.. ومتى نصل إلى لقاح فعال للفيروس؟

الطبيعى أن تجتهد كل الدول التى تمتلك قدرات بحثية فى مجال صناعة الدواء لتطوير لقاح أو علاج لفيروس كوفيد-19. ولكن اعتماد لقاح نهائى يخضع لمعايير دقيقة ويسبقه مراحل متعددة من التجارب السريرية وغيرها من العمليات المعقدة لضمان فعالية اللقاح أو الدواء وأيضاً لضمان سلامته ومأمونيته، وهناك حوالى 20 لقاحاً تخضع لهذه التجارب حالياً وكما قلت لن تقل المدة التى يستغرقها اعتماد اللقاح عن عام أو أكثر قليلاً.

> بدأت المنظمة تجربة أدوية لفيروس كورونا.. متى تنتهى من ذلك.. وهل مصر مشاركة فى ذلك؟

أعلنت المنظمة مؤخراً عن بدء تجارب سريرية على أدوية متعددة تقليدية ويعاد استخدامها للتأكد من نجاعتها وفعاليتها ومأمونيتها. وقد دعوت بلدان الإقليم للمشاركة فى هذه التجارب لأهميتها فى تطوير علاج لكوفيد-19 ولأن من صالحنا كإقليم أن نكون جزءاً من هذه العلمية المفيدة. وقد استجاب عدد من البلدان وقرر بالفعل المشاركة فى تلك التجارب السريرية ومصرمن بين الدول المستجيبة. أما موعد انتهاء التجارب فلم يتحدد بعد، وإن كنا نأمل ألا يستغرق وقتاً طويلاً.

> ما الدعم الذى قدمته المنظمة لدول الإقليم..والدعم المقدم لمصر؟

مع بداية الأزمة سارعت المنظمة بتزويد البلدان بالإمدادات العاجلة من المواد التى تمكنها من اكتشاف الفيروس وإجراء الفحص المختبرى مثل الكواشف التشخيصية والعتائد وغيرها.

وأرجو ملاحظة أن الدعم الذى تقدمه المنظمة متنوع ولا يقتصر على الدعم المادى رغم أهميته الشديدة ولكن هناك أيضاً الدعم التقنى والخبرات وتنسيق الاستجابة وإتاحة المعارف والمعلومات وتدريب الكوادر الصحية وتوفير بروتوكولات العلاج والدلائل الإرشادية حول الجوانب المختلفة للاستجابة مثل الدلائل المتعلقة بالعزل الطبى والحجر والتباعد البدنى وسبل تحقيق التوازن بين الاستجابة للجائحة واستمرار الاهتمام بالأولويات الصحية الأخرى التطعيمات وصحة الأمهات والأطفال والأمراض غير السارية.

دول الصراع

> دول الصراع مثل اليمن والعراق وسوريا من الأنظمة الصحية الضعيفة..كيف قيمت المنظمة خطورة الموقف بها..وما إجراءات الدعم المقدمة لها؟

تتعرض دول الصراع والطوارئ لدرجة أعلى من الخطورة المرتبطة بجائحة كورونا للاعتبارات التى ذكرتها فى سؤالك ولغيرها، ولذلك تعتبرها المنظمة من الدول ذات الأولوية وتعمل منذ الساعات الأولى لظهور الفيروس على مساعدة تلك الدول على استكمال بناء قدراتها فى الترصد والتأهب والاستجابة.

وأضيف إلى ذلك أن الصراعات فى دول الطوارئ ينجم عنها سياقات معينة، مثل المخيمات، تُمثِّل بيئة شديدة الخطورة لانتقال الفيروس فى ظل صعوبة التباعد البدنى وقلة الإمكانيات والخدمات المتاحة ونقص أنشطة التوعية بسبل الوقاية. ونحن نعمل جاهدين على ضمان حماية الأشخاص الأكثر عُرضة للخطر واختبارهم وعلاجهم دون انقطاع أو تأخير.

> تجاوز عدد الإصابات والوفيات فى  إيران أحد بلدان الإقليم الارقام المتوقعة.. ما سبب ذلك وما إجراءاتكم تجاهها؟

يختلف مسار المرض وانتشاره وآثاره من مجتمع لآخر ويصعب التنبؤ بسيناريو واحد للمرض فى كل الدول. ولا شك أن ثقافات المجتمع وعاداته وخاصة تلك المرتبطة بالتجمعات وكذا قدرات الدول على الاكتشاف المبكر وتطبيق إجراءات العزل ومتابعة المخالطين وغيرها من الإجراءات على المستوى المجتمعى تؤثر بشكل كبير فى وتيرة انتشار المرض. ومن المهم التأكيد بأن إيران ليست حالة فريدة من حيث انتشار المرض فهناك دول متقدمة عديدة انتشر فيها المرض انتشاراً أوسع مما نراه فى إيران وتسبب فى حدوث وفيات أكثر من الوفيات المسجلة هناك.

> تقارير إعلامية أشارت إلى عدم دقة تحاليل الـpcrالتى تجرى لاكتشاف الفيروس بنسبة ١٠٠٪..مدى صحة ذلك.. وما دقتها فى مصر؟

هذه تقارير غير صحيحة. تحاليل PCR هى التحاليل المستخدمة والتى ثبتت كفاءتها ودقة نتائجها، وهناك من يأخذ عليها أنها تستغرق عدة ساعات لظهور نتائجها لذلك ثمة اتجاه لاستخدام تحاليل أسرع لكن التحاليل الجديدة تحتاج إلى إجراء الكثير من التجارب للتأكد من كفاءتها من حيث دقة نتائجها ودرجة الاعتماد عليها.

> يشهد الفيروس انتشارا سريعًا فى كثير من الدول وتراجعا فى الصين ما السبب وراء ذلك؟

لقد وصل نشاط الفيروس إلى ذروته فى الصين ثم أخذ فى التراجع والانحسار بعد تطبيق حزمة متكاملة من الإجراءات بالغة الحسم والصرامة ومشاركة المجتمع بأسره فى تطبيقها بكل انضباط والتزام. وفى الوقت نفسه فقد كانت الصين هى أول بؤرة يظهر فيها الفيروس وظل متمركزاً بها مدة غير قصيرة لكنه انتقل الآن إلى عدة بؤر مركزية فى عدد من الدول داخل أوروبا وأسيا وخارجهما. وتحتاج هذه الدول وغيرها إلى تطبيق الإجراءات الصارمة ومضاعفة جهودها فى البحث عن الحالات فى المجتمع وعزلها ومعالجتها وفى حصر جميع المخالطين ورعايتهم وفى التوسع فى الفحص المختبرى للحالات. ويتطلب ذلك تطبيق نهج يشمل الحكومة كلها والمجتمع بأسره مع تعزيز تدابير الوقاية الفردية والجماعية.

وما توقعاتكم باعتباركم المختصين لانتشار الفيروس ومدى تأثير ذلك على اقتصاديات الدول؟

كما نعلم فإن الفيروس جديد ولم يعرفه العالم من قبل ويعنى ذلك أن الكثير من جوانب نشاطه غير معلومة لنا ولا يمكننا التكهن بما ستتطور إليه الجائحة على نحو قاطع. لكننا نسعى لرسم عدة سيناريوهات بحيث نكون متأهبين للتعامل مع أى منها. ولذلك نشدد على أهمية التعامل الجدى مع إجراءات الوقاية والتباعد البدنى والاكتشاف المبكر للحالات وعزلها وتطبيق تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها.

أما عن العواقب الاقتصادية فلا شك أن تدابير الاستجابة تتضمن إجراءات تؤثر بالضرورة على الاقتصاد الوطنى والعالمى ككل مثل تقييد الحركة والانتقال وإغلاق المؤسسات والتى تعنى توقف الكثير من الأنشطة الإنتاجية. ولا ننسى التكلفة المادية لإجراءات التصدى للجائحة وشراء الأجهزة والمستلزمات والمعالجات الداعمة فضلاً عن الضغط الشديد على القطاعات الصحية والعاملين الصحيين.

هذا بالإضافة إلى التداعيات الاجتماعية جراء فقدان كثير من الأسر لأحد أفرادها أوأكثر وقد يكون عائلها، أو التباعد الناجم عن العزل أو العودة من الأسفار على نحو مفاجيء أو احتجاز الأفراد بعيداً عن بلادهم وعائلاتهم، فضلاً عن التأثير النفسى وتفاعل مشاعر الخوف والقلق والاكتئاب التى قد تصيب الكثير من الناس ولاسيما فى البلدان المعرضة لدرجة أعلى من الخطر.

> هل الدعم المالى الذى تتلقاه المنظمة كاف لمواجهة الأزمة..وأوجه استخدامه؟

أعلنت المنظمة عن الدعم المادى المطلوب لتمكينها من معاونة الدول على الاستجابة لجائحة كورونا وقد تلقت بالفعل مساهمات لا بأس بها من مجتمع المانحين الأمر الذى مكنها من تنفيذ جانب كبير من أنشطة الدعم والاستجابة. ولكن ثمة فجوة تمويلية واسعة تتطلب استجابة عاجلة خاصة مع استفحال الوضع واتساع نطاق انتشار الحالات والوفيات وتفاقم العبء الذى تواجهه البلدان. والمنظمة إذ تشكر الجهات المانحة التى سارعت بالاستجابة فإنها تجدد نداءها لمجتمع المانحين لسد الفجوة التمويلية.

> اعتمدت مصر تعافى الحالات المصابة بكورونا بعد إجراء تحليلين pcrللفيروس بدلا من المكوث 14 يومًا فى العزل..هل أقرت المنظمة ذلك؟

المقصود بالتعافى هو أن الشخص المصاب والذى خضع للمعالجة والرعاية الداعمة وتحولت حالته من الإيجابية للفيروس إلى السلبية للفيروس يخضع للفحص المختبرى مرتين يفصل بينهما 24 ساعة وتكون النتيجة فى الحالتين سلبية كما تختفى منه الأعراض المرضية الخاصة بكوفيد 19 لمدة لا تقل عن 48 ساعة.

أما مدة ال14 يوماً فتختص بالمخالطين لحالة إيجابية وهناك احتمال بانتقال العدوى إليهم، أو العائدين من بلد موبوء هؤلاء يخضعون للعزل أو الحجر الصحى لحين التأكد من عدم ظهور الأعراض عليهم طوال مدة حضانة الفيروس.

لا داعى للذعر

> حالة من الذعر والقلق أصابت العديد من المجتمع المصرى بعد إعلان الفيروس جائحة وتأجيل المدارس والحظر الجزئى..ما رسالتك لهم؟

رسالتى لجميع الأفراد والمجتمعات أنه لا داعى للذعر أو الفزع فالأهم هو الوعى بسبل الوقاية والالتزام بها، كل فرد مسؤول عن حماية نفسه وحماية من حوله من خلال الحرص على اتباع تدابير الوقاية من نظافة شخصية وغسل الأيدى إلى اتباع آداب السعال مثل تغطية الفم والأنف عند السعال والعطس وتجنب مخالطة المرضى وسرعة التماس الرعاية الطبية عند الشعور بأعراض المرض.

ومن المهم أيضاً الالتزام بما تتخذه السلطات الصحية من تدابير وإجراءات سواء تتعلق بالعزل المنزلى والتباعد البدنى أو التقييد الجزئى للحركة. فهذه الإجراءات تتم عادة بعد تقييم للمخاطر وتستهدف احتواء الفيروس ووقف انتشاره والحفاظ على المواطنين وصحتهم.

> العديد من التقارير أشارت إلى أن لقاحى الحصبة والدرن يقيان من الإصابة بكورونا ما مدى صحة ذلك؟.

لا توجد دلائل علمية تؤكد صحة هذه الفرضيات.

> هل ينتهى الفيروس مع ارتفاع درجة الحرارة.. أو تقل نسب الإصابات؟

هذا الفيروس جديد ومعارفنا حوله تتشكل شيئاً فشيئاً ومن الصعب التكهن بما ستكون عليه ديناميات الفيروس ونشاطه فى فصل الصيف. فى الوقت نفسه ما نراه حالياً أن الفيروس يعيش فى الأجواء الباردة والأجواء الحارة على السواء. لكننا نعول من تجاربنا السابقة مع فيروسات أخرى على سلوكيات البشر خلال فصل الصيف والتى تميل إلى التباعد والتهوية والاغتسال.

وفى حالة الحرص على هذه السلوكيات إضافة إلى التدابير الوقائية المذكورة فقد نرى انخفاضاً فى أعداد الحالات خلال فصل الصيف.