قضية ورأى

قانون الزراعة العضوية

د. سعد نصار
د. سعد نصار

يحدد قانون الزراعة العضوية الذى أقره مجلس النواب. شروط انتاج وتصنيع وتجهيز وتداول وتصدير واستيراد مدخلات ومنتجات الزراعة العضوية فى مصر وفقا للمعايير والمواصفات الاوروبية والدولية. كما يحدد طرق الرقابة والإشراف الحكومى على الزراعة العضوية. وسينعكس هذا القانون على زيادة صادرات مصر الزراعية العضوية وخاصة إلى الاتحاد الاوروبى الذى تربطه بمصر اتفاقية المشاركة المصرية الاوروبية والتى تتيح لمصر تصدير منتجاتها الزراعية إلى دول الاتحاد الاوروبى طوال العام وبدون جمارك. حيث يساعد على تجنب اية أخطاء تؤدى إلى إغلاق الأسواق الخارجية أمام الصادرات الزراعية العضوية كما حدث فى فترات سابقة هذا علاوة على أن الاتحاد الاوروبى قد اتخذ قرارا بأنه اعتبارا من 2020 لن يستورد أية منتجات زراعية عضوية من أى دولة ليس لديها قانون للزراعة العضوية.
ويقصد بالزراعة العضوية تلك الزراعة التى لا تستخدم الأسمدة والمبيدات الكيميائية المخلقة وإنما يقتصر التسميد ومحسنات التربة فى الزراعة العضوية على الأسمدة العضوية والمخصبات الحيوية والعناصر الطبيعية. كما تقتصر المواد المستخدمة فى مكافحة الآفات (الأمراض والحشرات) والحشائش فى الزراعة العضوية على مركبات حيوية غير كيميائية. كما أن البذور المستخدمة فى الزراعة العضوية يجب أن تكون من مصدر عضوى وغير معاملة كيميائياً أو مهندسة وراثياً. وأيضاً لا تعتبر نواتج تصنيع المنتجات الزراعية العضوية عضوية إلا إذا كانت المواد المستخدمة فى التصنيع مواد عضوية.
ولقد بدا ظهور الزراعة العضوية فى العالم فى أوائل سبعينيات القرن الماضى نتيجة ظهور أحزاب الخضر فى أوربا. وتنمو الزراعة العضوية فى العالم بصورة متسارعة. فقد زادت مساحة الأراضى المزروعة بالطرق العضوية من حوالى مليون هكتار فى أوائل السبعينيات إلى حوالى 11 مليون هكتار فى عام 1999 وإلى حوالى 44 مليون هكتار فى عام2014 يقع معظمها فى أوربا وأمريكا. وتصل مساحة الأراضى المزروعة بالطرق العضوية فى مصر إلى حوالى 86 ألف هكتار (حوالى 206 آلاف فدان). وتحتل مصر المركز الثالث بين الدول الإفريقية فى الزراعة العضوية بعد تونس وأوغندا. وهناك جدل علمى حول تكاليف وإنتاجية الزراعة العضوية حيث يعتقد البعض أن تكاليف الزراعة العضوية اقل من نظيرتها للزراعة غير العضوية. ولكن المؤكد أن أسعار المنتجات الزراعية العضوية أعلى من نظيرتها غير العضوية. وتتسم الزراعة العضوية بجودة أعلى. كما أنها أكثر صداقة للبيئة حيث تقلل من تلوث الماء والهواء والتربة بالمواد الكيميائية. كما أنها أكثر حفاظاً على الأعداد الطبيعية والمفترسات للآفات الزراعية والتوازن الطبيعي. هذا علاوة على أن الزراعة العضوية تجود فى الأراضى الصحراوية. كما أن هناك طلبا عالميا متزايدا على المنتجات الغذائية العضوية وبالتالى فإنها تعتبر أساسا زراعات تصديرية.
  > رئيس فريق مراجعه وصياغة السياسات والتشريعات الزراعية

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي