صور| «فرح ومأتم».. عادات شعبية تسببت في تفشي وباء كورونا بقرية المعتمدية

غلق مداخل قرية المعتمدية بكرداسة بعد ظهور إصابات بكورونا
غلق مداخل قرية المعتمدية بكرداسة بعد ظهور إصابات بكورونا

في ظل الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تتخذها الدولة لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد، واصلت وزارة الصحة فرض الحظر الصحي على القرى التي يظهر فيها فيروس كورونا.

آخر القرى التي تعرضت للحجر هي "المعتمدية" التابعة لمركز كرداسة، وذلك اعتباراً من أمس الثلاثاء بناء على التعليمات الواردة من وزارة الصحة ولمدة 14 يوماً حفاظاً على الأهالي وذويهم.

وأكدت محافظة الجيزة اتخاذ عدد من الإجراءات لتسهيل سبل المعيشة لأهالي القرية وتشمل توصيل الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة وأيضاً ألبان أطفال للمنازل وتوفير سيارات إسعاف لنقل أي حالات مرضية حرجة إلى المستشفيات، علاوة على توفير متطوعين من داخل القرية لتقديم الخدمات لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

وكلف محافظ الجيزة مديريات التموين، التضامن، الجمعيات الأهلية لتوفير كل السلع التموينية والخبز والخضار والفاكهة وكذلك توفير منافذ من سيارات شباب الخريجين واليوم الواحد.

 

 

«9 حالات إصابة وحالتي وفاة»

 

من جهته قال المهندس علاء والي، عضو مجلس النواب عن دائرة كرداسة، في تصريحات صحفية، إن عدد الإصابات بفيروس كورونا وصل في قرية المعتمدية بمحافظة الجيزة إلى 9 حالات حتى الآن، وحالتين وفاة، كما تم عمل حجر صحي لـ200 حالة كانت مخالطة للحالات المصابة.

وأوضح عضو مجلس النواب بمحافظة الجيزة، أن حالتي الوفاة تزيد أعمارهم عن الستين عاما، والإصابات تتراوح أعمارهم ما بين الخمسين والستين عاما، وفيما يخص المخالطين من كافة الفئات العمرية.

 

«فرح ومأتم»

 

وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن الحالات المصابة بالفيروس بدأت بالظهور يوم الخميس الماضي، نتيجة الاختلاط في بعض المناسبات تمثلت في فرح شعبي وعزاء.

 

وشدد عضو مجلس النواب، على ضرورة زيادة الوعي والتثقيف لدى المواطنين، لتغيير بعض الموروثات المعتقدات، والالتزام بتعليمات منظمة الصحة العالمية والإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها الحكومة المصرية لمنع انتشار الفيروس.

 

ولفت إلى أن قرية المعتمدية مجتمع ريفي وأنه بعد ظهور أول حالة لمصاب بالفيروس ووفاته، تجمع الأهالي عند المقابر بدون معرفة سبب وفاة الرجل، وتم تقديم واجب العزاء لأسرته بـ«السلامات والأحضان» وهو ما تسبب في تفشي الفيروس.

 

وتابع: «منذ انتشار خبر تفشي الفيروس بالقرية هناك حالة من الوعي الشديد لدى الأهالي، وفرضت قوات الشرطة البواسل كردون أمني متكامل حول القرية»، مؤكدا أن جميع الخدمات تعمل داخل القرية وأن العزل يقتصر على منع الدخول والخروج من وإلى القرية، وأن جميع السلع متوافرة داخل القرية.

 

ووجه المهندس علاء والي، رسالة للأهالي بضرورة إتباع إرشادات وزارة الصحة والتزام المنازل حتى يتم القضاء على الفيروس.

 

«توعية صحية»

 

وبدأت المحافظة في نشر سيارات تحمل مكبرات الصوت تجوب شوارع القرية لنشر التوعية الصحية اللازمة والتعاون مع الأجهزة الأمنية والتنفيذية حتى الانتهاء من تلك المرحلة الاستثنائية.

 

وكلّف المحافظ كلاً من مديرية الصحة ورئيس مدينة كرداسة بنشر سيارات لتعقيم وتطهير شوارع ومنازل القرية.

 

 

«المعتمدية ليست الأولى»

 

«المعتمدية» ليست القرية المصرية الوحيدة التي تعرّضت لفرض الحجر الصحي، فقد سبقتها قرية «أبو ربيع» التابعة لمحافظة الإسماعيلية البالغ عدد سكانها 149 شخصاً متواجدين في 49 منزلاً، بعد اكتشاف إصابة زوجين بفيروس كورونا، وبعد تتبع الرجل تم اكتشاف قيامه بزيارة والده في القليوبية ما جعل مديرية الصحة بالإسماعيلية تخاطب نظيرتها في القليوبية لتتبع جميع الأشخاص الذين تقابل معهم الشخص المصاب، ومتابعة أهالي القرية على مدار 24 ساعة لمدة 14 يوماً فترة الحجر الصحي، كما أرسلت وزارة التضامن الاجتماعي مستلزمات غذائية إلى أهالي القرية مع تنفيذ عملية تعقيم شاملة للقرية بالكامل.

 

 

وكانت قرية «الهياتم» التابعة لمركز المحلة الكبرى في محافظة الغربية، قد خضعت للحجر الصحي، ومنع دخول وخروج أحد منها، بعد ظهور 8 نتائج إيجابية لأشخاص مصابين بفيروس كورونا المستجد، وارتفاع عدد المصابين، بمحافظة الغربية لـ14 حالة منها 8 حالات من هذه القرية.

 

 

وكان مستشفى صدر المحلة قد استقبل أحد الأشخاص، ويعمل مديراً لأحد مطاعم البيتزا العالمية التي تمتلك فروعاً لها بمصر ومن بينها مدينة طنطا، وتبين إصابته بالفيروس، خصوصاً بعد اجتماعه بمدراء له في سلسلة محلات البيتزا، وتبين فيما بعد إصابة 7 من أقاربه، بينهم والده ووالدته، وزميلان له بالعمل أحدهما من طنطا والثاني من مركز كفر الزيات بالمحافظة عينها، ما جعل وزارة الصحة تتخذ قرار عزل القربة خصوصاً أن المصاب الرئيسي، خالط عديداً من أهالي القرية وحضر عزاء أحد الأهالي، ما جعل هناك شكوكا حول وجود مزيد من المصابين.

 

وإزاء ما حدث تقرر نقل المصابين إلى مستشفى العزل بالنجيلة، ومنع خروج الموظفين أو العاملين بالمصالح الحكومية من القرية إلى المدينة، خشية أن يكونوا حاملين للفيروس.

 

كما شهدت القرية التي يبلغ عدد سكانها نحو 75 ألف نسمة وتبعد مسافة 7 كيلو مترات عن مدينة المحلة، أعمال تطهير وتعقيم مستمرة للحد من انتشار الفيروس.

 

 

وشهدت قرية «شرانيس» التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، قرار عزل بعدما ثبتت إيجابية حالة مصابة بكورونا لرب أسرة في القرية، وبالكشف عن أسرته تبينت إصابة زوجته واثنين من أبنائه وزوجة أحدهم، حيث ثبتت إيجابية التحليل، وتأكد إصابتهم بالفيروس القاتل.

 

محافظة المنوفية بدورها قررت فرض عزل كامل للمنطقة التي تم اكتشاف الوباء بها، مع فرض كردونات صحية وتنبيه أهالي القرية بعدم الاقتراب أو الوصول إلى تلك المنطقة.

 

وبعد أن أمضت مدينة «بلقاس» التابعة لمحافظة الدقهلية أمضت 14 يوماً في الحجر المنزلي، عادت المدينة لممارسة الحياة بشكل طبيعي، مع استثناء بعض الأسر للاطمئنان على أهلها لعدم إصابتهم بفيروس كورونا.

 

 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي