أرقام صادمة.. فرنسا تكسر حاجزي 100 ألف إصابة و10 آلاف وفاة بـ«كورونا»

فيروس كورونا
فيروس كورونا

قبل شهرين من الآن، كانت فرنسا تُضرب بعاصفة دينيس، التي غمرت بلدان أوروبية، فأغارت الأمواج العاتية على فرنسا، لكنها لم تترك من الأثر، مثلما لطخ فيروس كورونا التاجي في بلاد النور، فجعل هواءها تخشى في نسماته ما لا تراه الأعين، وفي أثرائه من الوباء ما يفوق قطرات المياه التي تهبط من السماء.

لم تكن فرنسا، تعيش كابوسًا كالذي تعيشه أراضي باريس وليون وتولوز وغيرها من المدن، التي دخلت بياتًا شتويًا جبريًا بعد أن انقضى الشتاء، فصارت بلدًا مساقةً إلى مصيرٍ محتومٍ، في وقت تناقص البلاء نوعًا في أرض الوباء في إيطاليا ومن خلفها إسبانيا، باتت فرنسا تصّعّد إلى قمة جبلٍ شاهقٍ يتساقط البشر من حوله مستسلمين لموتٍ من عدوٍ احتاجوا من المكبرات الكثير حتى يلمحوا شكله.

يوم أسود جديد تعيشه فرنسا وشعبها يطالع إحصائيات الوفيات والإصابات من طرفٍ خفيٍ، تنفطر معها القلوب، وتحدق الأعين حينما يخالطها أذهان مصير الشك، حينما يصبح الفيروس مثلما طلقات الرصاص التي تطلق في زمن الحروب.

أرقام جديدة

فرنسا سجلت، اليوم الثلاثاء 7 أبريل، أكثر من 11 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا (11059 تحديدًا)، ليرتفع المؤشر في تجاه الصعود نحو قمة الخطر بالغًا 109 آلاف و69 حالة، لتتجاوز فرنسا ألمانيا، وتصبح رابع أكثر بلدان العالم الموبوءة بالفيروس التاجي.

فرنسا كذلك اليوم عرفت أعلى معدل وفيات، فتجاوز الألف حالة وفاة للمرة الأولى منذ تفشي الوباء، بتسجيل ألف و417 حالة وفاة، ليرتفع عدد الوفيات في البلاد إلى 10 آلاف و328 حالة وفاة.

وسبق الإعلان المفزع لأرقام الضحايا، تصريحات وزير الصحة الفرنسي أوليفيه فيران، اليوم الثلاثاء، والتي كانت كقسمة ظهرٍ أخرى في بلاده، حينما قال إن الأسوأ لم يأتٍ بعد وإن مرض كوفيد-19 لم يبلغ ذروته في فرنسا.

كسر حاجزين

الأحداث تتعاقب سريعًا بعدها مباشرةً كسرت فرنسا حاجز المائة ألف إصابة بفيروس كورونا، لتصبح البلد الخامس في العالمن الذي يبلغ ذلك بعد كلٍ من الولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا على الترتيب.

ليس هذا فحسب، بل وكسرت فرنسا أيضًا حاجز العشرة آلاف وفاة بفيروس كورونا، وهي رابع دولة في العالم تصل لذلك، وتأتي من خلف إيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة على الترتيب.

وبلغت الإصابات ذروتها في فرنسا يوم الجمعة الماضي حينما سجلت البلاد أكثر من 23 ألف حالة إصابة في يومٍ واحدٍ. وظنّ البعض أن الرقم عارضٌ مع تناقص الأعداد تناقصت في الأيام الموالية مع تسجيل ما أقل من 8 آلاف حالة يوم السبت، ثم أقل من 3 آلاف يوم الأحد، وأكثر بقليل من 5 آلاف أمس الاثنين.

لكن مؤشرات اليوم كانت صادمةً، ودفعت البلاد إلى مرحلة متطورة وخطيرة، تزيد من احتمالية كارثيتها تصريحات وزير الصحة الفرنسي، الذي لم يكن ليقل هذا من فراغٍ لمجرد إحداث الذعر وإثارة البلبلة.