حكايات| العثور على كاهنة فرعونية باسكتلندا.. وجدها باحثون برفقة «سيدة الغرب»

مومياء كاهنة مصرية
مومياء كاهنة مصرية

يبدو أن خبايا المصريين لا تقف عند أرض المحروسة، إذ فاجئ المصري القديم فريق اسكتلندي بمتحف "سيتي هول"؛ بعدما عثروا على لوحات ملونة داخل تابوت يحوي «مومياء كاهنة مصرية»، خلال أعمال الترميم والصيانة للتابوت، لأول مرة بعد ما يقرب من مائة عام عن اختطافها من مصر.

قال الباحث الآثاري الدكتور حسين دقيل، إن الفريق الاسكتلندي حقق الاكتشاف أثناء عملية الحفاظ على مومياء Ta-Kr-Hb، والتي تُنطق  "تيكيرهيب"، التي يُعتقد أنها كاهنة أو أميرة من طيبة.

عمرها 3 آلاف عام
وكانت المومياء، وعمرها قرابة 3 آلاف عام، في حالة هشة بعد استهدافها من قبل اللصوص الخطرين على مر التاريخ، ما تطلب العمل لضمان عدم تدهور حالتها أكثر من ذلك، قبل أن يتم عرض رفاتها في متحف "سيتي هول" الجديد في بيرث، إسكتلندا في 2022

وقد تم التبرع بالمومياء إلى متحف بيرث، من قبل جمعية Alloa للعلوم الطبيعية والآثار في عام 1936. ويأمل متحف ومعرض بيرث الفني الآن في إنقاذ "Ta-Kr-Hb" – من أجل الأجيال القادمة. 

سيدة الغرب
وفوجئ الفريق بالعثور على صور مرسومة للمعبود وتمثل كلا اللوحتين الإلهة المصرية (أمنتت) الملقبة بسيدة الغرب، على كل من القواعد الداخلية والخارجية لحوض التابوت، عندما تم رفع المومياء من التابوت. 

ويقول الباحثون، إنه سيتم إجراء المزيد من البحوث على اللوحات لمعرفة المزيد عن تاريخ المومياء، التي يعتقد أنها تعود إلى ما بين 760 و525 قبل الميلاد. 

وقد أُخفيت اللوحة الموجودة على القاعدة الداخلية لحوض التابوت، وهي أفضل ما تم الحفاظ عليه من اللوحتين، وتظهر المعبودة أمنتت في الرسم، وتبدو كاملة وترتدي فستانها الأحمر النموذجي. وتظهر على هيئة سيدة تحمل على رأسها علامة الغرب. وقد اعتقد المصريون القدماء أن أمنتت تقابل الأرواح بعد انتقالها مباشرة إلى العالم الآخر، وتقدم لهم الخبز والماء (الطاقة) التي تقويهم ليستطيعوا اجتياز المحاكمة التي تؤهلهم للميلاد من جديد في عالم الروح والخلود في حقول الأبدية (الجنة)! وقد اعتقد قدماء المصريين أن أمنتت كانت تسكن داخل شجرة تقع على حافة الصحراء تشرف على بوابة العالم الآخر.

وعندما كانت أمنتت تظهر فوق التوابيت؛ كان الفنان المصري القديم يصورها بجناحين مفرودين يحتضنان جثة الميت، وكانت  تظهر بصحبة أختها أيابيت، وهي سيدة الأفق الشرقي في كتاب الأرض. 

أما عن علاقة أمنتت بالمعبودات الأخرى؛ فقد كانت على علاقة وثيقة بحتحور وإيزيس، وتقوم بدورهما في العالم الآخر، لذلك فمن الممكن النظر لها على أنها ليست مستقلة عنهما بل شخصية بديلة لهما. وكلمة " " تعنى حرفيا "المكان الخف". 

ويقول المؤرخ اليوناني القديم بلوتارك إن "أمنتت" عند قدماء المصريين هي "المكان الذي يأخذ ويعطى" فاذا كانت "أمنتت" هي أحد أبعاد الكون الخفية، إلا أن هذا الخفاء هو الذي تولد منه المخلوقات من جديد في عالم الروح. 

ويضيف أن ذلك العالم الخفي البرزخي يجمع بين صفتين متناقضتين، فالمخلوقات التي ترتحل من خلاله ليست متجسدة في جسد مادي ظاهر، وفي نفس الوقت هي لم تكتسب بعد ذلك النقاء الروحي الذي يؤهلها للانتقال مباشرة إلى عالم الروح الذي تعيش فيه الكائنات النورانية. فالرحلة هنا لم تكتمل بعد. وبرغم الانفصال عن الجسد المادي، إلا أن الروح لم تصقل بالقدر الذي يكفي للانتقال إلى عالم الروح.