كل يوم

يا أهل المغنى دماغنا وجعنا..!!

محسن حسنين
محسن حسنين

بقلم / محسن حسنين


فى كل أزمة سياسية أو اقتصادية تمر بها البلاد يتصدر المشهد "جوقة" من الناس يطلقون على أنفسهم ظلما وعدوانا وزورا وبهتانا "خبراء إستراتيجيون" يتنقلون من فضائية لأخرى، ومن هذه الجريدة لتلك يقولون فيها كل ما يحلو لهم من آراء "عبيطة" دون معقب لما يقولون..!
ولم تنج أزمة وباء كورونا من ظاهرة "الخبراء الإستراتيجيين" الذين يفتون فى كل شىء وأى شىء.
وقد يكون "الخبراء الإستراتيجيون للشلاولو" أقل خطرا من باقى الخبراء الذين ابتلينا بهم؛ فأخطر ما قد تسببه آراؤهم اللوذعية هى مغص أو إسهال وتمر الحكاية كلها على خير.
أما "خبراء الغبرة" الذين ابتلينا بهم؛ والذين يشككون وينتقدون عمال على بطال كل ما تقوم به الدولة والقيادة السياسية من إجراءات، أشاد بها القاصى والدانى، فهم أشد خطرا؛ لأنهم يستهدفون زعزعة الثقة بين الشعب والقيادة؛ وهدم كل ما تحقق من إنجازات بوعى أو دون وعى.. وهم فى الأغلب الأعم واعون لما يفعلون.. للأسف..!
فمثلا عندما قامت القيادة السياسية بمبادرة إنسانية وحضارية، لها أبعادها السياسية والاقتصادية المستقبلية، بمد يد العون للصين ومن بعدها إيطاليا.. ظهر من يقول بكل بجاحة: "اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع".. مدعيا كذبا وزورا أن لدينا نقصا فى المعدات والمستلزمات الطبية.. فكيف نهدى الصين وإيطاليا مستلزمات نحن فى أشد الحاجة إليها..!!
وهؤلاء يتجاهلون عن عمد كل التقارير المحلية والدولية التى تشيد بالإجراءات المبكرة التى اتخذتها مصر لمحاصرة الوباء والتخفيف من آثاره الصحية والاقتصادية.. ولم تشر أى من هذه التقارير من قريب أو بعيد إلى وجود أى نقص فى الإمكانيات المصرية.
كما يحاول هؤلاء عبثا أن يحطوا من قدر مصر ناسين أو متناسين أنها دولة قائدة ورائدة فى محيطها وفى العالم؛ ومبادراتها يجب أن تعكس دورها الرائد والقائد.
عموما لقد آن الأوان لكى يصمت هؤلاء الخبراء الإستراتيجيون؛ الذين صدعونا ويصدعونا بكلام لا أصل له ولا فصل، وليتركوا الدولة بقيادتها الحكيمة تواصل ما تقوم به من إدارة واعية محترفة حضارية للأزمة الراهنة.
ويا كل أهل المغنى دماغنا وجعنا دقيقة سكوت لله..!!