خبير نفسي :5 جروح عاطفية في الطفولة تدمر الحياة عند الكبر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعتبر البيئة العائلية التي ننمو فيها والطفولة التي مرنا بها تؤثر حتماً على حياتنا عندما نكبر، فشخصية الشخص البالغ تحددها غالباً 5 جروح عاطفية أو تجارب مؤلمة تعايش معها خلال الطفولة توضحها معالج نفسي دينا هلالي...

الخوف من التخلي

الولد الذي تم التخلي عنه في طفولته ينمو معه عندما يكبر خوف كبير من الوحدة وبسبب خوفه من أن يتكرر التخلي عنه، فهو يرحل ويترك شريكه ( شريكته ) أو مشروعاً قبل أن يكتمل. هذه طريقته في الدفاع : هو يترك قبل أن يترك، والخوف من الرفض بالنسبة لهذا النوع من الأشخاص دائم ويحدد طريقة تصرفه تجاه الأشخاص أو مشاكل الحياة، وهؤلاء الأشخاص يجب أن يعملوا على هذا الخوف من الوحدة ومن الرفض، ما دامت فكرة البقاء وحيداً تسبب لهم الرعب، فهم لن يشفوا من جرحهم.

الخوف من الرفض

الرفض هو جرح عميق عندما نعيشه في الطفولة المبكرة. هذا الجرح يحدّ من تصرفات الشخص الذي يعاني منه لدرجة أنه يعتبر نفسه شخصاً لا يستحق التعاطف والحب. بسبب اعتقاده هذا وبسبب خوفه من الهجران، ينتهي بأن يعزل نفسه في فراغه الداخلي، والأشخاص الذين عانوا من الرفض وهم صغار لا يمكن الإمساك بهم ويجب عليهم حتماً أن يتحملوا المخاطر ويتخذوا القرارات بأنفسهم، في اليوم الذي ينتهي فيه انزعاجهم من ابتعاد بعض الأشخاص من حياتهم، يكونون قد نجحوا في مواجهة خوفهم.

الإذلال

عندما يعامل الأهل ولدهم كغبي أو أحمق، هم لا يقدرون أنهم في هذه اللحظة بالذات يقومون بتدمير تقديره لنفسه، وعندما يتعرض الطفل لهذه المعاملة، فهو سيقتنع بأن من الطبيعي أن يتم رفضه وانتقاده. عندما يصبح بالغاً، ستكون شخصيته تابعة لغيره. ويمكن أيضاً أن تنمو لديه آلية الدفاع لتتحول إلى أن يقوم هو بإذلال الآخرين بدوره ويصبح طاغية وأنانياً، وللتخلص من الخوف من الإذلال، ننصح بالعمل على فهم الأشياء والمخاوف والعمل لأجل الحصول على الاستقلالية والحرية.

الخيانة أو الخوف من إعطاء الثقة

يقدم الأهل غالباً وعوداً لأولادهم، وإذا لم تتحقق هذه الوعود، يشعر الولد بالخيانة وبأنه كان يستحق ما وعده به أهله وقاموا بسلبه إياه. هذه المشاعر السلبية تنمي شخصية متلاعبة، ذات طبيعة مسيطرة، تريد أن تحصل على كل شيء وأن تتحكم بكل شيء، والأشخاص الذين واجهوا هذا النوع من المشاكل خلال الطفولة ينقصهم التسامح والصبر والخلق الحسن. يجب أن يعملوا على هذه المحاور الثلاثة ويتعلموا أيضاً أن يوزعوا المسؤوليات.

الإحساس بالظلم

الطفل الذي يكبر مع أهل باردين ومتسلطين، يتطلبون كثيراً منه بما يتجاوز غالباً قدراته، يجد نفسه مقيداً بشعور بالعجز وبعدم الأهمية، وهذا الشعور الذي يولد منذ الطفولة يتواصل ويقوى حتى عمر البلوغ، والأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من التصرفات من السهل اكتشافهم من خلال تصلبهم في آرائهم وعطشهم للسلطة، وإنهم غير قادرين على أخذ قرارات لها علاقة بالثقة وهم مهووسون بالنظام وبطلب الكمال، ومن الضروري بالنسبة لهؤلاء الأشخاص أن يعملوا على التخفيف من تصلبهم ومن عدم ثقتهم بالناس حتى يستطيعوا أن يثقوا بالآخرين وأن يكتسبوا مرونة.

وأكدت على معرفة هذه الجروح الخمسة التي تصيب الروح كفيل بأن يؤثر على شخصيتنا، صحتنا وحياتنا، وهذا يساعدنا على إصلاح بعض طباعنا ومشاكل شخصيتنا، أو أفضل، يدفع الأهل إلى إصلاح طريقتهم في التعامل مع أولادهم.