بدون تردد

ملاحظات لافتة

محمد بركات
محمد بركات

هناك العديد من الملاحظات اللافتة للانتباه فى الأزمة المشتعلة فى العالم كله الآن، فى ظل الهجمة الشرسة لوباء «كورونا المستجد» الذى يجتاج العالم حاليا، وما ينشره من فزع وهلع بين كل الدول والشعوب بطول الارض وعرضها.
فى مقدمة هذه الملاحظات واكثرها إثارة للانتباه، ذلك الاضطراب والتناقض وعدم اليقين، الذى أصبح السمة الغالبة والمسيطرة على مواقف وقرارات القيادات السياسية فى الدول الكبرى، تجاه هذه  الأزمة، وردود أفعالهم تجاه تطوراتها المتسارعة.
الرئيس الامريكى دونالد ترامب على سبيل المثال وليس الحصر، بدأ المواجهة مع الفيروس بالاستخفاف الكامل به، منذ بدايات ظهوره وانتشاره بالصين، مع نهايات العام الماضى ٢٠١٩ وبواكير العام الجديد ٢٠٢٠.
وفى هذا السياق قلل ترامب من خطورة الفيروس، واكتفى بتسميته باسم الفيروس الصينى، على أمل ان يظل الفيروس حبيسا فى الاراضى الصينية، ويكتفى بنشر المرضى داخل الحدود الصينية وعدم الخروج منها.
ولكن الفيروس  خيب أمله وانتشر فى العالم كله، وكانت ضرباته فى الولايات المتحدة خلال الاسبوعين الاخيرين هى الاكثر قوة والاشد ضراوة على الاطلاق،..، وهو ما اضطره لاتخاذ اجراءات احتزازية مشددة فى مواجهة تفشى الوباء بأمريكا.
ورئيس الوزراء البريطانى ايضا.. كان مثالا حيا للاستخفاف بالفيروس وخطورته، حيث أعلن فى بداية انتشاره كوباء انه يرى عدم ضرورة اتخاذ اجراءات احترازية لحماية البريطانيين، وتركهم فى مواجهة الفيروس حتى يكتسبوا مناعة عامة اسماها بمناعة القطيع،..، ولكنه اضطر لتغيير رأيه والعدول عنه امام تفشى الوباء فى بريطانيا، وإصابته هو شخصيا بالكورونا وعزله فى مقر سكنه.
ايطاليا واسبانيا ايضا دفعا ثمنا غاليا من الضحايا، فى مواجهة هجمة الفيروس الشرسة ومازالا يدفعان المزيد نتيجة عدم اهتمامهما بخطورة الفيروس منذ البداية، وتأخرهما فى اتخاذ الاجراءات الوقائية والاحترازية.
وهكذا.. مازال الفيروس ينتشر ويتفشى فى كل انحاء العالم.. ولازال العالم كله ونحن معه يتضرع الى الله سبحانه أملا فى رحمته راجيا رفع الغمة.