عصر العلم

نحو استراتيجية للعمران فى مصر

فرخندة حسن
فرخندة حسن

عنوان هذا المقال هو موضوع المحاضرة التى ألقاها الدكتور  عاصم الجزار - وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية فى المجمع العلمى المصرى فى الرابع والعشرين من فبراير الماضى. وقبل أن تتوقف مختلف الأنشطة بسبب «كورونا».
أوضح الوزير أن استراتيجية الدولة للعمران ترتكز على مفاهيم جديدة وسياسات متطورة ولا تقتصر كما يعتقد الغالبية أنها مجرد البناء والتشييد، فالتنمية العمرانية مفهوم له عدة أبعاد ويشمل حزمة من الخدمات والأنشطة تتفاعل مع بعضها البعض تحت مظلة بعد أخلاقي يحقق العدالة الاجتماعية، لنصل إلى تجمع عمرانى متحضر يتمتع كل فرد فيه بحقه الدستورى فى حياة كريمة.
كانت البداية اختيار مناطق بعينها ومساحات قابلة للتنمية بعد دراسات دقيقة، بحسب معايير معينة وبالذات تلك الجاذبة للاستثمار، وأطلق عليها مراكز المال والأعمال. تم أخذ البعد المكانى فى الاعتبار عند تحديد هذه المناطق بحيث تتواجد فى كل أقاليم مصر وهو أحد أهم مقومات النجاح.
تقوم الدولة على توفير المقومات الجاذبة للأنشطة الاستثمارية فى كل مجالات التنمية سواء كان فى المجال الزراعى أو الصناعى أو الخدمات التى تختص باحتياجات المواطنين وتشمل التعليم بإنشاء المدارس والجامعات أو الصحة بإنشاء المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية والأسواق التجارية والأنشطة الترفيهية 000 الخ. إن جذب الاستثمارات ليس بالمهمة السهلة فعلى الدولة توفير بيئة تحتية على مستوى عالٍ من مياه وطاقة وصرف بكل أنواعه وكذلك توفير وتسهيل سبل التواصل والاتصالات والحركة والنقل ووسائل المواصلات وأنماط بناء بحسب مقاييس ومتطلبات الزمن الذى نعيش فيه. كان على الدولة توفير هذا كسبل لتحفيز الأنشطة الاستثمارية وضمان نجاحها. من أهم هذه الجهود هو تنمية شبكة الطرق السريعة التى تمت ويتم تنفيذها لتسهيل الوصول إلى وبين المناطق الجديدة.
أوضح د. عاصم أهمية هذه الطرق وشبهها وكأنها الهيكل العظمى الذى سوف يكسوه مشروعات التنمية والتجمعات البشرية لتشغل ما يزيد على 34% من مساحة مصر بدلاً من تكدسنا فى المعمور الحالى الذى لا يتعدى 6 - 7% من المليون كيلومتر مربع التى هى مساحة رقعتنا الأرضية. تشكل هذه الطرق محاور هامة للتنمية بعضها رأسى وبعضها أفقى وهو ما كان واضحاً بالنسبة لسيناء بالإضافة إلى الأنفاق وهو ما سوف يمكن الوصول إلى كل شبر فيها. أزال عرضه لشبكة الطرق الجدل الذى أثاره البعض عن أهمية هذه الطرق ولماذا تم إعطاؤها الأولوية وأيضاً أزال الجدل حول سبب بناء الأبراج إذ أوضح أنه النمط البنائى الجاذب للاستثمار والأمثلة عديدة فى المدن التى تتزايد فيها أنشطة الاستثمار على مستوى العالم مثل دبى وغيرها ولهذا احتاج الأمر أن تتميز مراكز المال والأعمال هذه بالجاذبية والجمال بحسب الزمن الحالى ومن أهم هذه الاماكن هو بلا شك موقع العاصمة الإدارية الجديدة التى تبنى على أعلى مستوى عالمى وتشمل البرج الأيقونى الذى سيكون أعلى برج فى أفريقيا. وعندما رأينا الخريطة التى توضح موقع العاصمة الإدارية وكيف أنها تقع فى الشرق فى منتصف المسافة بين الدلتا ومحور قناة السويس المتصل بمحور 30 يونيو الممتد جنوباً وكلها محاور تنمية هامة لها برامجها الطموحة اتضح لنا دقة وكفاءة التخطيط الذى يتم تنفيذه لاحداث طفرة غير مسبوقة فى المجتمع المصرى