أفلا تتدبرون ؟!

بأمر الله سبحانه وتعالى أكثر من 2٫5 مليار شخص فى مختلف أرجاء المعمورة شمالًا وجنوبًا وشرقا وغربًا يلزمون بيوتهم من المغرب.. يحتمون خلف جدران منازلهم ويمكثون فى مساحة محدودة.. يتسمرون امام شاشات التلفزيون يتلهفون لمتابعة الأخبار التى تبثها الفضائيات حول ضحايا فيروس لعين لا تراه العين ،حشد جيوشه وغزى بنى البشر وأعجزهم.. فحصد آلافا من الأرواح واصاب آلافا اخرين.. الكل الآن اصبح سواسية.. الغنى والفقير القائد والخفير الجميع يقبع فى حالة خوف وهلع وذعر فى انتظار مصير مجهول.. الإصابة او النجاة.. ترى على من يطلق كورونا سهامه المجنونة ؟!..
أفلا تتدبرون ؟!..
من المؤكد انه بعد انحسار موجة كورونا والقضاء عليه انه سيؤرخ للعالم.. قبل كورونا وبعد كورونا.. ستشهد دول تغييرا جذريا فى سياساتها واستراتيجيتها وأولوياتها.. سيتغير حجم الإنفاق الضخم على الأسلحة النووية والعنقودية وحتى العادية.. وسيتحول إلى الأسلحة البيولوجية والفيروسات والبحث العلمى.. سيتغير ميزان العالم وربما ترجح كافة دول نامية او صغيرة تنفق أموالها فى الأبحاث العلمية والدراسات واكتشاف الأمصال والفيتامينات والمناعة.. بعد ان اصبح الانسان هشًا كبعوضة امام المرض..
ستقفز دول صغيرة وتتقدم على منظومة القوى الكبرى فى العالم.. يتفكك الاتحاد الأوروبى وينهار اقتصاديًا ويضرب اليورو فى مقتل.. بعد انهيار الولايات المتحدة اقتصاديًا جراء حالة الركود والكساد الذى اصابها وفتك بالعالم.. من انهيار فى البورصة وانخفاض سعر النفط إلى ادنى مستوياته وإيقاف حركة الطيران داخليا وخارجيا والسياحة وإغلاق المصانع والشركات والأسواق التجارية.. ولعل كورونا يكون سببًا فى اخفاق الرئيس الامريكى ترامب بالفوز بفترة رئاسية ثانية.. فالأمريكان سيفكرون مليا وسيصبحون اكثر حذرًا قبل الإدلاء بأصواتهم فى انتخابات نوفمبر القادم..
باختصار.. سينقلب العالم رأسًا على عقب.. وستكون هناك مراجعة وإعادة تقييم لدول كبرى ودول صغرى ونامية.. وسيظل فى النهاية البشر هم البشر.. هناك من يطمح فى الهيمنة وفرض القوة والبطش.. فلن يختفى الطغاة كما سيبقى من يسعى لكسب لقمة عيش مغموسة فى ملح !..
يا بنى البشر.. دوام الحال من المحال..
افلا تتدبرون ؟!..