حديث وشجون

الغرور البشرى والتحدى الإلهى

إيمان راشد
إيمان راشد

«إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»...
رغم أن الهلع يجتاح العالم بأسره إلا أن أغلب الأمم من شعبنا مازال يتصرف كطفل عنيد لا يسمع ما يمليه عليه من يستوعبون ما نحن فيه.
قرى بأكملها ترفض الحظر رغم ما بها من كورونا فهذه قرية (قورص) التى يتفق معهم عمدتهم ولا يطبق عليهم غرامات الحظر خوفا على أموالهم ولا يفهم ان الأموال من المحتمل أن تعود ولكن الارواح لا يوجد ذرة احتمال إلى عودتها.
وقرية (شرانيس) بالمنوفية فبعد ظهور أسرة مصابة بالكورونا هلعوا وهرعوا إلى منازلهم وتعقيمها والمكوث بها بعد أن كان اللهو والتواكل شعارهم.
وإذا كنا نعاتب أهلنا من البسطاء الذين يتواكلون فما بالك بطائرة عليها ١٩٠ راكبا قادما من فرنسا يوم ١٨ مارس وأكثرهم من المتعلمين والمثقفين تناولوا جميعا دواء مخفضا للحرارة قبل هبوط الطائرة بنصف ساعة لتضليل الفريق الطبي... والله حاجة (تكسف وتحزن). فإذا كنتم جميعا لا تخشون على أنفسكم فما ذنبنا نحن؟!
الدولة تبذل قصارى جهدها وأكثر ومصر الوحيدة التى أعادت أبناءها من الخارج العالقين والكثير من المقيمين الذين تحايلوا على القانون والقنصليات وعادوا.
وتحملت الدولة كل النفقات للقادمين بعد أن كانوا كما مهملا فى البلاد الأخرى وهذا على لسان بعضهم... افلا يجدر بكم أن تتقوا الله فينا وفى أنفسكم.
ولنقف مع أنفسنا لحظة تأمل، فبرغم كل ما وصل إليه البشر من تقدم أدى به إلى الغرور فلا يستطيع بكل إمكانياته مواجهة جند من جنود الله عبارة عن ذرات مغلفة ضعيفة.. وهذه قمة القدرة والتحدى الالهى للمتدبرين.
أرجوكم بل أتوسل إليكم حافظوا على أنفسكم وعلينا ولن يضرنا الجلوس مع أسرتنا التى حرمنا منها أثناء البحث عن لقمة العيش وإذا لم نلتزم فتصبح البلاد خاوية على عروشها، فقد مرت بالبلاد فى عصور قديمة عدة أوبئة كوليرا.. طاعون.. إلخ.
مات الناس وبقى من التزم ولم يخالط وحرص على الوقاية، فالوقاية خير ألف مليون مرة من العلاج
اللهم بلغت اللهم فاشهد.