عين على الحدث

لماذا انتشر الوباء فى الولايات المتحدة ؟

بقلم: آمال المغربى
بقلم: آمال المغربى

حققت العديد من الدول الآسيوية، على الرغم من قربها الجغرافى من الصين، حيث بدأ المرض، نتائج كبيرة فى كبح معدل الإصابة بفيروس كوفيد19فى الوقت الذى تفشى فيه الوباء سريعا بأوروبا والولايات المتحدة ومناطق أخرى من العالم..ا لسبب يتركز فى كيفية التعامل مع الوباء من اللحظة الاولى لانتشاره
على سبيل المثال الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية اكتشفت أول إصابة بفيروس كورونا فى اليوم نفسه. ولكن الأزمة دمرت الاقتصاد الأمريكي، الأكبر فى العالم، ولم تفعل الشىء نفسه بالاقتصاد الكوري
يرجع السبب فى نجاح كوريا الجنوبية فى تفادى ما أحدثه الوباء بالولايات المتحدة إلى الاختلاف فى طريقة التعامل مع الأزمة منذ يومها الأول..ففى 20 من يناير الماضى اكتشفت أول حالة إصابة فى أمريكا وكوريا الجنوبية.
يوم 27 يناير استدعت الحكومة الكورية كل مصنعى أدوات الاختبار الطبى وطلبت منهم تطوير اختبار لاكتشاف الفيروس بأسرع وقت. وفى الرابع من فبراير وافقت الجهات الكورية المختصة على الاختبار الفائز، وبدأ التصنيع على الفور، فكان لدى الحكومة برنامج اختبار مبكر، ثم ظلت على اتصال بالأشخاص الذين اكتشفت إصابتهم بالفيروس، وتمكنت من عزلهم مبكرا قبل نقل العدوى إلى الآخرين المقربين وغير المقربين
فى الولايات المتحدة طورت مراكز السيطرة على الأمراض طريقة للفحص لكنها لم تعمل، وهو ما ترك البلاد بدون استراتيجية جيدة أو شاملة للفحوص حتى منتصف شهر مارس. فى هذا الوقت كانت هناك فرصة لحدوث المزيد من العدوى وحتى الآن لايوجد اتفاق على اختبارالوباء فى الولايات المتحدة.
تعامل ترامب مع الأزمة مقارنة بالطريقة الكورية، كان مختلفا فقد استمر قرابة شهرين يقلل من أهمية المشكلة قائلا إنها مشكلة أسواق المال أو خدعة من جانب الديمقراطيين، وإن الطقس الدافىء سوف يحل المشكلة، ويؤكد خلافا لرأى مسؤولو الصحة أن انتشار الفيروس محليا ليس أمرا محتوما. ومع توالى الإصابات، بدا البلد عاجزا عن رصد الأشخاص الذين كانوا على تواصل مع المصابين بشكل فعال لعدم توافر فحوص على نطاق واسع لكشف الإصابات بالفيروس
ورفضت ادارة ترامب فى بادئ الأمر رفع بعض القيود للسماح للولايات بتطوير فحوصها بنفسها، مما زاد من التأخير فى مواجهة الأوضاع. كما أرسلت مراكز مكافحة الأمراض فحوصا غير صالحة إلى الولايات، وهو ما زاد من التأخير، ولم ترفع الحكومة القيود المفروضة إلا فى 29 فبراير، ويوم حدوث أول وفاة فى الولايات المتحدة، وبعد أكثر من شهر على رصد أول إصابة.. كانت كوريا الجنوبية تجرى اختبارا لحوالى عشرة آلاف شخص يوميا، ما يعنى أنها اختبرت خلال يومين عدد أشخاص، أكثر من الذين اختبرتهم الولايات المتحدة خلال ما يزيد عن شهر!!